هنا في مصرَ
نغسل في ضفاف النيل شَعْرَ الليلِ
نجلس تحت صفصاف القرى
في ليلنا الوسنانِ
نوقد نارنا للساهرينَ
على بكاء النايِ
نوقدها لفلاحينَ
فوق وجوههم تعبُ النهارِ
حكاية الأجدادِ
صبرُ العارفينَ لحكمة الدنيا
هنا في مصرَ
نزرع أرضنا نخلاً
نهزّ النخلَ
ينهمرُ السلامُ بعالم الإنسانْ
هنا في مصرَ
يقصدُ بيتنا ضيفٌ
فنصبح ضيفَهُ في بيتنا الآمنْ
وندعو العابرينَ بليلةٍ شِتويةٍ
كي يحتسوا من شاينا الساخنْ
هنا في مصرَ
نصبرُ...
يشتكي
من صبرنا الصبرُ
هنا في مصرَ
نغفرُ للصغارِ
وللمسيءِ
ولا نردُّ سبابَهُ الهمجيَّ
لكنا
إذا ما فاض منا الكيلُ
تزأرُ أُسْدُنا غضباً
فيدخل كلُّ فأرٍ جحرَهُ هلعاً
وترتعد الثعالبُ في صحاريها !
هنا في مصرَ
ننظر للمسيءِ لنا
نقولُ لهُ:
أنا المصري
فمن أنتَ؟!
23/11/2009