Closed Gate
عن الشاعر راسلنا صوت الشعر لقاءات قراءات نقدية قصة  مقالات أدبية شعر

شُرْفَةُ الشِّعْرِ

سيد جودة – مصر / هونج كونج

 

في السَّماءِ غمامٌ

يلملمُ مِنْ نظراتِ المسافرِ دمعًا

ليهطلَ معنىً

ويجمعُ مِنْ خُطُوَاتِ الغريبِ حصىً وغبارًا

ليرسمَ رؤيا

بها يستشفُّ الطريقَ

لبيتِ الصبيَّةِ

ينتحرُ الضوءُ في مأتمِ القلبِ

أسمعُ: "نفسيَ ، نفسي"

يقول الكبيرُ

ويصرخُ مَنْ لمْ يتمّ الرضاعةَ بعدُ:

"أريدُ المزيدَ!

أنا آخرُ الأنبياءِ!

أنا العالميُّ وغيري سُدَى!"

 

آهِ يا ليلُ

فيكَ يقودُ الكفيفُ كفيفًا

ويشرحُ من فقدَ السمْعَ للصُّمِّ

كيفَ يغنِّي الغرابُ

وكيفَ تقولُ البلابلُ: "اللهَ!"

فيكَ أسامِرُ من سبقوني

على أرففِ الشِّعرِ

يستمعونَ إليَّ وأسمعُهمْ

 

أتنفسُ مِلْحًا

وأصمِتُ

حين أرى الكلماتِ

على الطرقاتِ بمنتصف الليلِ

كالعاهراتِ بلا سكنٍ

أبسطُ الكفَّ

كي تأكلَ الطيرُ

أهمسُ للريحِ:

يا ريحُ! يا أختَ روحي!

إليكِ غنائي وليسَ لهمْ

ولهمْ

ما كتبتُ لهمْ:

أنْ خذوا ما تشاءونَ

مِنْ ذَهَبِ الشَّمْسِ

مِنْ فِضَّةِ الأُقْحُوَانِ

ارْفُلُوا في حرير الكلامِ المنمَّقِ

ليسَ لديَّ الذي تطلبونَ

فحَبْلي الوحيدُ مَدَدْتُ بشرفةِ بيتي

فما كانَ يصلحُ للرَّقصِ يومًا

خذوا ما تشاءونَ

لكنْ دعوني أسامِرُ مَنْ سبقوني

دعوني لأنشرَ في شرفةِ الشِّعرِ قلبي

وأرقدَ في نشوةٍ

فوقَ رفٍّ صغيرٍ

هنا بينَهُمْ!

 

29 سبتمبر 2010

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

1-

ياسر عثمان - البحرين

yasserothman313@hotmail.com

Sunday, October 10, 2010 2:14 PM

الندوب والثقوب التي امتلأت بها ذائقة الإنسان العربي؛ فيتماهى صوته في صوتك، فتبكيانا فنغني.. نعم تبكيانا فنغني، وتغنيان لنا فنبكي؛ إذ إننا  - بحق -  لا نعرف إن كنا نبكي أم نغني؟؟؟؟؟ ..
لقد  فتحتُ قصيدتك( شرفة الشعر) هذا الصباح فطرق الباب طارقٌ فسمعَ وقرأ معي، ثم قال باكياً منتشياً، يا لروعة وعذوبةِ هذا الفنجان الجميل الذي أعده لنا صاحبك( الشاعر المبدع العظيم  سيد جودة ) هذا الصباح.
صديقي العزيز المبدع الذي يحتاجه الشعر دوماً!
مدينٌ لك بعمري وأنت تحرضني على الإبداع بهذه الطريقة؛فأحاول أن أحييك شعراً فأقتطف لك هذه الأبيات من قصيدتي الجديدة التي كلما حان موعد فطامها تعلقت بثدي اللحظات أكثر وأكثر،فيصعب الفطام على الرغم من كونه بات وشيكاً:
فـإن كـانتِ الأرضُ قــد غرَّبتْـــهُ
فقد جـاز بالشعرِ جسرَ الفضـــاء
هـو الغيثُ إن ضنّتِ المعصراتْ
بمن يمنحُ الكونَ قَطْرَ البهـــــاءْ
وإنْ غابَ ليس غياباً فكــم مــنْ
قريبٍ بعيدٌ و مَــوتٍ بقــــــــــاءْ
وربَّ غيابٍ بِـِــهِ السَّاحُ غصتْ
وإن غصَّ بالحاضرينَ اللقـــاءْ
لـــــهُ الشعرُ جاهٌ وفُسْحةُ عيشٍ
إذا اغتَرَّ ذو فُسْحَـةٍ بالثـــــــراءْ
وكيفَ الذي ذاقَ ريقَ القصيـدةْ
وقــــد قبَّلتْهُ، هـــوىً وانتمـــاءْ
يبيعُ التــــي قرَّبتْـــــــهُ حبيبـــاً
لتلكَ التـــي قرَّبتْـــهُ اشتهـــــاءْ
فدم لنا وللشعر وللثقافةِ العربية سفيراً فوق العادة ومتحدثاً رسمياً باسمها وباسم الإبداع الحقيقي.
أخوكم ياسر عثمان
شاعر وناقد مصري مقيم في البحرين.
00973/36516674

Yasserothman313@hotmail.com

2-

سيد جودة - مصر

sayedgouda@arabicnadwah.com

Sunday, October 10, 2010 9:01 PM

الأخ والصديق العزيز الشاعر المبدع ياسر عثمان
كلامك يا أخي يخجلني ويجعلني أتحرج من وضعه تحت قصيدتي، فهي كلمات أكبر من قدري وتكشفني أمام نفسي. أنت يا صديقي الوفي تلبسني عباءة فضفاضة على جسدي الضئيل. بوركت وبورك قلمك وبيانك ونحن في شوقٍ لفطام قصيدتك الجديدة.

إلى دار ندوة

عودة إلى موقع ندوة

ضع إعلانك هنا