Closed Gate
عن الشاعر راسلنا صوت الشعر لقاءات قراءات نقدية قصة  مقالات أدبية شعر

من برديات "سنوهي" في منفاه

سيد جودة - مصر / هونج كونج

 

 (فرّ سنوهي من مصر هارباً إثر اغتيال الفرعون، خوفاً من اتهامه بالمؤامرة على قتله. عاش في الغربة وصار أميراً وقائد الجيوش في سورية. حين أحس بقرب أجله، كتب إلى الفرعون يطلب عفوه. أمره الفرعون بالعودة فعاد سنوهي إلى مصر، واستقبل استقبالاً ملكياً، وعاش في مقبرته في انتظار الموت.

قد يحيا المصريون بعيداً عن مصر ، وعند الموت، ليس غير تراب مصر أولى بأجساد أبنائها.)

 

منذ أن هاجرتُ ليلا ً

منذ أن صرتُ غريباً

في بلادٍ

كلُّ من فيها غريبٌ

وأنا أحملُ

فوق الكفِّ قلبي

أعصر الشوق الذي فيهِ

إلى آخر قطرة ْ

كلما أرخيتُ كفي عنهُ

يزدادُ حنيناً

وأنا ..

أزدادُ حرقة ْ!

 

كلَّ يوم ٍ

كان طيرُ الموت ِ يبني عشه ُ

من قش أيامي

ويقتات رجائي

لبعيد ٍ

لا يردّ الشوق شوقاً

لمليك ٍ

لا يرى في ميلة الميزان ميلا

لا يرى في دمعة المظلوم نارا

وإباء الحرِّ أغلى

من دعاء ٍ مستكين ٍ

وابتهالات السكارى !

 

آه يا آمونُ

كم أوجعتنا!

إن يكنْ منكَ عقابٌ

أنت أدْرَى

أين تنهار قوانا

قبل أن نسقط َ

خذ ْ عن ظهرنا

آخرَ قشة  ْ

لا تدعنا لسقوط ٍ

أنتَ تدري

أننا لا نستحقه ْ !

اسقنا كأساً من اليأس ِ

ففي اليأس نعيم ٌ

وخلاص ٌ

لقلوب ٍ خانها حلمٌ كبيرٌ

وانكسارات ٌ كبيرة ْ !

 

ها أنا

يأساً ..

أعيدُ العمرَ آمونَ

أعيد الأمسَ في قلبي صلاة ً

ليس منها مرتجى

أحفر قبري في رمال ٍ

لم تزل تذكر أصداء خطايا

أغزل الأيام ثوباً

أرتديها كفناً للروح ِ

حتى الملتقى

 

يا أنوبيس المجيدْ

أيها القادم حتماً

أبطئ الخطوَ لداري

فأنا بعدُ بعيدٌ

كل فجرٍ

أوقد المصباح في قلبي

وأمضي

راهباً .. أسمع للكون صلاة ً

صوت هاروتَ ينادي

وسواقي الحلم ِ

تروي القلبَ

تروي الأرضَ

تروي

كيف أن الموت سرٌّ للحياة ْ

كيف تمسي

قبة الكون غطاءً

فوق تابوت الوجودْ

وأنا بعد بعيدٌ

عن دياري

عن حقول القمح ِ

عن طين بلادي

أيها القادم حتماً

 

20/06-24/07/2008

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

إلى دار ندوة

عودة إلى موقع ندوة

ضع إعلانك هنا