ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

ياسر عثمان - مصرخارج الجماعة.. داخل المشترك الإنساني العام

كاظم يتعقب نسق الهيمنة

 

ياسر عثمان - مصر*

 

 

إن من يقرأ " خارج الجماعة "  لنادر كاظم الصدر حديثاً عن مؤسسة الأيام للطبع والنشر في مملكة البحرين، بل إن من يتصدى لقراءة مشروع كاظم الفكري /النقدي في مجمله، ليجد نفسه أمام كاتب تشابكت فيه الأنثروبولوجيا بالفكر السياسي، بالنقد الثقافي، بعلم الاجتماع السياسي، بالفلسفة السياسية بوصفها ذلك السؤال الاجتماعي السياسي الوجودي الفكري الذي لا ينتهي حول الإنسان بوصفه مركزاً للمُنْتَجِ الفكري والمعرفي ( أو هكذا يجب أن يكون حسب المشروعات الفكرية الكبرى التي تحاول ان تنتصر للإنسان). ولذا فمقاربة مشروع كاظم الفكري والنقدي ليست من السهولة بمكانٍ، بل هي من القلق الوجودي، بحيث تفرضُ على من يتصدى لها أن يفتح نافذةً على كلِّ حَقْلٍ معرفي من الحقولِ المنَوَّهِ بها في مستهل هذه السطور، وإلا فغياب أو غلق واحدةٍ من هذه النوافذ المشار إليها أثناء عملية القراءة سيؤدي غالباً إلى قراءةٍ غير مكتملةٍ، قد تؤدي في نهايةِ المطافِ إلى قلبِ المحمولات الفكرية والرؤيوية التي يقدمها مشروع كاظم في سياق تعقبه الدءوب لنسق الهيمنة والاختزال منذُ " تمثيلات الآخر"، مروراً بـ " طبائع الاستملاك" و" استعمالات الذاكرة" وحتى هذا الكتاب.

إنَّ من يقرأ كاظم بالعين الثالثة، يجد أن من مقاصد مشروعه الفكري- في سياق تشريحه لأنساق الهيمنة والاختزال- تعقب أنساق الديجماجوجية في الفكر والممارسة، ذلك لكونها (أي الديجماجوجية) هي التكأة الأم التي يقوم عليها كلُّ مشروعٍ فكريٍ مهيمنٍ، أو يحاول الهيمنةَ على الآخر، أو واختزاله.لهذا يربأ كاظم بقلمه وقريحَتِهِ وأفكارهِ أن تكونَ مُسلَّمَاتٍ تعيق قلقَ القراءةِ لمشروعه الفكري؛ وعليه فقد استهل كتابه هذا الذي نقدم له بمقولتي" هنالك هوس بالعودة إلى الذات، كمن يقول:فقط في الجماعة، في الشكل الأنقى للجماعة أجد خلاصي.وفي هذا برأيي الهلاك" لإدوارد سعيد، و" إننا لن نحترقَ من أجل آرائنا،لأننا غير واثقين جدَّاً منها.وربما نحترقُ من أجل ان تكونَ لنا آراء، ويكون لنا حقُّ تغييرها" لفريدريك نيتشه. فكما تعَدُّ الكلمات المفاتيح ( وفق النقد السيميائي) دالاً مركزياً تتوالد منه الدلالات الفرعية في مقاربة النص الإبداعي؛ فإنَّه يمكن النظرُ إلى هاتين المقولتين بوصفهما دالين مركزيين لمقاربة الأفكار الواردةِ في هذا الكتاب.

لا يَقِفُ الكتابُ عند كون أفكارهِ انتصاراً لحريةِ الفرد، أو لحرية الجماعة داخل المجتمع الواحد، بل يتعدى ذلكَ لأن يقفَ موقفاً تشريحياً من العديد من النظريات  والفلسفات التي أنتجتها الجماعات البشرية وهي تقتل حرية الفرد في الانتماء. فالقوميون مثلاً يتعاملون مع الانتماءات المذهبية والدينية على أنها انتماءات فرعية وجزئية، وهي بمثابةِ وصفات جاهزة وخبيثة لتمزيق الأمة، وتقسيم المجتمع، وتشجيع التَّعَصُّبِ والتخندق الداخلي، والخروج على الإجماع القومي.ولا يختلف اليسار عن القوميين كثير اختلاف في مسألة الانتماء هذه، إلا أنهم يهتمون أكثر بمسألةِ "الانتماء الطبقي" و"الخروج عن الطبقة" على حساب مسألة الانتماء المذهبي التي يرون فيها اختلافاً سطحياً قدَرُهُ الزوالُ في نهاية المطاف.أمَّا الليبراليون فإنهم يفهمون المسألة ( مسألة الانتماء المذهبي على أنَّه تعميق، وتأكيد لحضور الجماعة وتعميقٌ لمركزيتها على حساب الفرد.الأمر الذي يؤسس لحقوق الجماعة على حساب حقوق الفرد التي هي جوهر الاهتمام الليبرالي.

 

 

ثمَّ من نقد النظريات والفلسفات التي أنتجتها الجماعات البشرية وهي تقتل حرية الفرد في الانتماء، ينتقل كاظم إلى مسألةِ الاغتراب التي هي وليدة التحليق خارج الجماعة فيشير- مُتماهياً مع إدوراد سعيد- إلى كونِ الاغتراب يحمل في طياته مكافآتٍ عدة منها " بهجة الإصابة بالدهشة" و" متعة عدم التسليم جدلاً بأي شيء" و " والميل إلى تفحص الأوضاع وكأنها ممكنة الحدوث لا محتومة" و "والتحرر من ضغوط الجماعة والتزاماتها وذل المديونية إليها".

إنّ خلاصة القول في هذا الكتاب يمكن أن نتمثلها في إنه ( أي الكتاب ) يعد انتصاراً لمحاولة الوقوف عند نقطة الاتزان الوجودي القلق التي يبذلها الفرد، لتحقيق فرضية الاستيعاب الحر المتبادل بين الفرد والجماعة، أو بين الفرد والدولة ، أو بين الدولة والجماعة.

 

·        شاعر وناقد من مصر:

Yasserothman313@yahoo.com

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا