ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

بريهان قمق

أبْجَديّاتٌ فَوْقَ الجَمْرِ

بريهان قمق  - الأردن

 

حِينَما يُدْركنِي الليلُ
تَشِيحُ عُزْلَةٌ ُعَنْ وَجْهِهَا
تَخْلعُ خِمَارَهَا
تجلسُ قُرْفُصَاءَ
مُعَانِقة رُكْبَتيْهَا  
تَسِيلُ العَتْمَةُ مِنْ عِيْنيْهَا جداول  
على الحشائِش ِالبعيدة
فَيُومِضُ
ْقََطْرُ النّدى في
غَبَش ِ
الذاكِرَة ..  

غُبَارُ الكَوْن ِ يَمْلأُ رِئَتيَّ بالكلِمَاتِ
فأُطْلِقُ الأسْرَارَ مِنْ كُهُوفِها العمِيقَةِ
كَأجْنِحَةٍ هَائِمَةٍ
تمْتطِي  غَيْمةً  
تَحْتَضِنُ زَنْبَقَةً
تَتبتّلُ وتنْدَسُّ بِحِبْرِهَا الأزرقْ

حِينما جِئْتُكَ ذاتَ  يَوْم ٍ مَنْسِي
رَسَمْتني وَشْمَا ً على شفتيْكَ
وأمامَ عَينيكَ الداكنتينْ  
انْكسَرْتُ
مَا عُدْتُ أدْرِي
مِنْ أيِّ جِهَاتٍ أتيْتُ  
وَعِنْدَ استِفَاقَة الشجر
تعتَّقَ خوفي بشوقي  
فََرَّ في رقْدةِ فَجْرِكَ  ظِلَّي
أمَا كُنْتَ تَعْلَمُ أنّ المدينة َ
حِكايةٌ
رمادية
َو
قَوْقَعةٌ فارغةٌ
ومعسكراتُ بَلادَةْ..!

يا حُريّتي الضائِعَة
كلّمَا ضَجَّ  في قلبي جنونُ الاشتياقِ
أُناكِفُ
أشَاكِسُ
أعًانِدُ
أشْعِلُ مَوْقِدَ الشِجَاراتِ
أحْرِقُ أطْرَافَ الغاباتِ
عَاصِفةٌ  تأخذني جُزُرَ الخَطَر
تَهُبُّ ظنونٌ
تنْهَشني  حِيتانُ
تضْرِبُ أمواج الرؤيا قلقا  
تتلاشى حَواسُ

يا ضحكتي الضائعة
الارتباكُ صَارَ جَارِي
يُعَانِقُ ظِلي
أُكَابِرُ
وَمَا ألبَثُ الارتماءَ تحت أسيجةِ الكبرياءِ  
أعِيدُكَ إليّ
كسفِينَةٍ مَسْحورةٍ
فلا تَتَنَمْرَدْ عليّ هاجِمَا ً
مَنَاكِبَ المَدارَاتِ
بَوحُ العَنْقاءِ مَمْلوءٌ بالاشتياقِ
مَنْ قالَ لكَ
إنّها
تحت الرمَادِ ؟؟

تغفو لغتي  
وليسَ معي سِوَى
أمْسيَة مُصابة بِبرْدِ الشتاءِ  
فيَصْحو صَمْتي
على رنين ِ أجراسِ  القبيلة
أفترشُ قَدَرَاً وَ حَجَراً
وفي الحَنْجَرَةِ
يَشتعلُ
مُرّ السؤالْ  
وأنْتشِرُ..
  في النداءاتِ
البعيدةِ
البعيدة..  

يا مَنْ على وَجْنتيّهِ يَنْحَدِرُ الشّفَقْ
أنّى لكَ إخفاءَ الوجع ِ في بَرَاعِمِ البرتقال
لكمْ أخشى على الأيكِ رحيلَ هديلِ الحمام
وافتضاحَ رجفاتِ ِ السنونو

يا حقيقتي الوحيدة
كغيبوبةِ الانجذابِ نحو النور اشتياقي
أحلامُ الغيبِ خطواتي
كالتلاشي في زحْمَةِ الغيم ِ يتناثرُ أملي
على حدودكَ يَذبلُ زمني
يَنْعَجِنُ ليلي بفجري  
فتصيرُ حقولاً صخريةً
عَصيّة ً على الفهم  
فلما.!
لا تفهمني؟؟

يا نُورَ القلبِ السّاكِنِ أقاصي الظلال
يا مَنْ تنحني لقامتِهِ الأشجار
قلتُ ذات يوم ٍ للجليدِ: أحبك
فابتسمَ  
وذابَ في بركان
شقائقُ النعمان ِ قبائلُ الوردِ
ترتحلُ باحثة ً عنكَ
في ثنايا دهاليزِ النبراتِ  
أجدُ باشِقا ً مُصَاباَ مَرْخي الجناحِ  
مُتكئا غُصْنَ زيتون ٍ جريح
و ثانية ً ..
أقتاتُ الحُبَّ  
فأرتكبُ
مزيدا
مِنَ الحماقاتِ ..

أحَلقُ في مجراتِ الحنين
الحُبْلى بالوجع ِ الصّاخِب
اسألها الدربَ اليقين
تكبرُ
تكثرُ أصابعي
ِتنثرُ فضّة َ السماء    
لغةٌ تعانقُ لغةً  
تسكنُ دفءَ الخَدِّ
ثلاثيةُ الأضلاعِ
كونيةُ المدى  
وجيناتُ الشعرِ
تسكنُ الأبدية

أرسمُ أجنحة ً للصوتِ
أمنحُها دِفءَ الهمسِ
فارْفِقْ بها أيها السيدُ عند صياح ِالديكِ  
كي لا تحترق
وأحترق
فتحترق المجرات

يا حقيقتي الوحيدة  
دَعْ الشباكَ اذنْ مفتوحاً
لربّما  
أنفاسٌ مُتْعَبَةٌ عالقةٌ في الريحِ  
تتسللُ دالية َ أحلامكَ  
تغفو بين أهدابكَ
وما أنْ  تصحو
ستجدَ على الأريكةِ وشاحي
على الطاولةِ  خيولي
تقفزُ فوقَ أسيجةِ العالمِ
بحثاً عن شهوة ِأملِ  
وعلى فنجانِ القهوةِ
ستجدُ بَصَمَاتٍ  غجريةً
وبكاءاتٍ  لا قدرية    
سترى أبجدياتٍ فَوق الجمر
لربما
بين كفيك
تجد يوما  
منثورَ عطري
وقبضة ً
مِنْ  ترابِ الشمس..
..
...
* ابنة ربة عمّون *

6/2002

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا