الدوريُّ

حسام شحادة  - فلسطين

عُنقُ البيتِ تزيَّنَ

بعقدٍ حبَّاتهُ من

حجرِ

وأغنيةٍ

وجدولِِ ماءٍ،

وشمسٍ، وربيعٍ تلحَّفَ الضبابْ

باحةُ البيتِ  تحضنُ

حبلَ الغسيلِ ومشبكاً: 

ضغطَ بفكيهِ على حلمٍ وفكرةٍ

ووطنٍ، وبعضٍ من زخاتِ زهر السالفيا

حَطَّ الدوريُّ بجانبِ الحلمِ ونَقَّبَ عن حبَّةِ قمحٍ نجتْ من الرحى قُربَ جرَّةٍ طُرّزتْ بحكاياتٍ فضيَّةٍ، فتَّشَ في المسافةِ بينَ الأغنيةِ والحجر.. عن صدى صوتِهِ،

عن قشَّةٍ فارقتْ العُشَّ يومَ اهتزَّ الوطن..

فتحَ منقارهُ.. الْتَهَمَ الهواءَ

ابتلعَ قليلاً من الشَّمسِ، وكلَّ الضبابِ

فاجأهُ القطُّ بنظرةٍ

ومخلبٍ

وذيلٍ تقوَّسَ على آخرهِ

ففاجأهُ الدوريُّ

بصدى صوتِهِ.. بالطيرانْ