"نهايتكَ أنتَ
من يختارها" قالَ صديقي
الرسّام.
"انظر الى هذه المدينة.
يشترونَ الموتَ بخسا ً، في
كلّ دقيقة ، ويبيعونَـهُ
في البورصة
بأعلى الأسعار".
كان واقفا ً على حافة
المتاهة
التي تنعكفُ نازلة ً على
سلاسل مصعد ٍ واسع للحمولة
سُـفُـلاً بإثنـَي عشر
طابقا ً الى
مـرآب العمارة .
"إنها معنا ، الكلبة .
سمّها الأبديّـة ، أو
سمّها نداءَ الحتف .
لكلّ شئ ٍ حدّ ، إذا
تجاوزتـَهُ ، انطلقت عاصفة ُ الأخطاء .
إنها حاشية ٌ على صفحة
الحاضر
خطوتها مهيّـأة ٌ لتبقى
حَفرا ً واضحا ً في
الحجر.
أرى إصبُعَ رودان في كلّ
هذا .
أراهُ واقفا ً في بوّابة
الجحيم ، يشيرُ الى
هوّة ستنطلق ُ منها وحوشُ
المستقبل ، هناكَ حيثُ
انهارَ بُرجان ، وجُنـّتْ
أمريكا."