ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

بن يونس ماجن - المغرب / لندن

إلى شاعر في طور التكوين

بن يونس ماجن - المغرب / لندن

 

اكتشفت أني شاعر

عندما رأيت أنني

يمكن أن أبكي بدون ذرف دمعة واحدة

وأن اضحك دون أن أضع قناعا على وجهي

وان أكتب قصائدي بلون الماء

فللماء لون لا يدركه إلا الشعراء النفسيون

 

واكتشفت أني شاعر

عندما نمت واقفا في قعر البحر

وغازلت طحالب المحيطات السبع

وسبحت مع التماسيح

ضد تيارات الموج الغاضب

وتسابقت في أدغال الديناصورات المضطهدة

وكتبت معظم قصائدي ماشيا

 

اكتشفت أني شاعر

عندما وقعت قي غوايات كثيرة

عمدا وعن سبق إصرار

وعندما وضعت ورقة التوت الجافة

فوق لوحة دافينشي

واختفيت في ابتسامة الموناليزا الغامضة

 

اكتشفت أني شاعر

عندما كنت أدخل خلسة في الصمت

وأتوغل في سراديبه السرمدية

فأشعر أنني موثوق إلى قصيدة مخملية

لا تضاهي المعلقات السبع

ولا إلياذة هومير

ولا مسرحيات شكسبير

ولا شوقيات أحمد شوقي

ولا أغاني لوركا الغجرية

ولن يصفق لها جمهور "المربد"

في الأمسيات الشعرية

 ولا شعراء"سوق عكاظ"

 

حينذاك اكتشفت أن لجسد الشعر طقوسا رومانسية لا مثيل لها

وان صمت الحملان

هو حقا صمت الأقلية  المنقرضة

لكنني ما زلت امشي فوق الماء

حتى يبتلعني بحر من بحور الشعر

وينفثني قصيدة ممنوعة من التداول

 

قال لي الشعر يوما

احذر أن لا تثير غضب محمود درويش

ولا لعنة أدونيس

ولا نقمة سعدي يوسف

ولا إرهاب النحويين

وأن لا أركب قطار السورياليين

مع شعراء الإيميل

وشعراء الموبايل

وشعراء الإنترنت

وأن لا أحوم في فضاء الصعاليك

وكنت حينذاك

أراود  الوجوديين عن فلسفتهم الميتافيزيقية

و الشيوعيين عن أحلامهم الوردية

وكنت أتغزل بهلوسات المنجمين

وهم يحضرون أرواح شعراء الجاهلية

فخرجت من زمرة الشعراء

ودخلت البحر

وغلقت بابه الخلفي

واستسلمت للنوم العميق

ودفنت مفتاح الشعر

تحت وسادتي الطحالبية

 

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا