ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

منتهى الطّلب في ميزان العرب
فاطمة ناعوت - مصر


- حاملات القرابين :

حين التقى
سقراطُ والحشدُ العظيمْ
عند الأوليمبْ ،
لزمَ الجميعُ الصمتَ
وانحنت الجباه.
كانت أثينا
تستعّدُ لمثلِ هذا اليومِ في أبهى الحللْ
و تستهِلُّ القولَ :
- " إن أثينةً
مهدُ التعددِ والتحررِ والحوار
لكنه الخطْبُ الجَلَلْ
مرَقَ الرجلْ
من عُرْفِ أسلافٍ تغنّوا للجميلْ
لاذوا بأهدابِ الأصولْ
رسموا المعاييرَ التي تبني الفنون
سنّوا البحورْ
ليستقيمَ القولُ في نظمٍ مموسقٍ استحالَ إلى شجنْ
لا شيءَ يُغني عن نغمْ ،
لا شيءَ يدعونا لنكفرَ بالخليلْ
و" سوزانُ برنارُ " حليفةُ عولمةْ.
- قدّمْ دفاعَكَ إننا بلدُ الحوارْ
- (.......................)
- سقراط إنّ الفنَّ فنُّ الأولين
لا تستمعْ للغربِ
إن الغربَ قومُ صناعةٍ
لكننا
شرقُ الإصاتةِ والشفاهةِ والخليلْ
" بودليرُ" لم يطأِ الصحاري مثلنا
لم يحتكمْ
للّيلِ من غدرِ الحبيبْ
لم يعرفِ الطَّللَ المسهَّدَ باشتعالِ الروحِ في وهجِ النجومْ
هل يستوي ماءُ الفراتِ
بماءِ مَنْ سرقوا الحضارةَ
من خيامِ الشرقِ و انتهجوا محاكاةَ الحياة ؟
- (.......................)
- لا فنّ ينصت للحياة
الشِّعرُ يسكنُ في العلا
لا ينبغي أن يستجيبَ لعالمٍ
يعلو به صوتُ السؤال .
- (.......................)
- إن الكتابة َ والمجازاتِ التي سفهّتها
صنعت جبالاً من قصائدَ خالدةْ
لكننا لم نكتفِ
مازال في الروحِ اشتياقٌ للخيال
و ترى مكانًا شاغرًا
يهفو إلى إغفاءةٍ
تقصينا عن مرِّ الحداثةِ حولنا
لمَ تستجيبُ
لزعمِ من قالوا : اليقينُ مغادرٌ ؟
إنّ اليقينَ ملازمٌ
عِلمَ العَروضْ
وقصيدةُ النثرِ
تبدّدُ إرثَنا
الشعِّرُ وزنٌ والزمانُ حليفُنا
والألفُ بيتٍ لابن مالكِ مُنتهى.

المحّلّفون :

- سقراط
إنّ القومَ قالوا قولَهم
فارجعْ إلى دينِ السلفْ
تنجو من السيفِ المشهَّرِ عند بابِ بحورِنا
و نُجيزُ قولَكَ في المدارسِ والمنابرِ والصحفْ،
- قدّمْ دفاعَكَ إننا بلدُ الحوارْ
- (.......................)
سقراطُ
قد حانَ القصاصْ ،
أنتَ المُهَرْطِقُ
فاستمعْ حكمَ القضاةْ :
اذهبْ إلى المنفى وحيدًا وانتظرْ
أذُنًا ترى
وقعَ التحوّلِ في دراما الخَلْقِ
أو عينًا تجاهرُ بالخروج.

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا