ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

رامي نزيه أبو شهاب - فلسطين

حفلة شواء للحم الفلسطيني الأحمر

رامي نزيه أبو شهاب - فلسطين

 

لم يبقَ عشبٌ أخضر

على مُنحنيات القصائد

سالَ منها الماءُ

وارتحل

إلى غيمات

طرتُ صوبَ الغيم

فكسرتْني الريح

لم يعدْ الحرفُ للحرفِ طريق

صخرة ٌ

حاجز ٌ

جدار ٌ

خبز ٌ

دم ٌ

طفل ٌ

مفرداتٌ ليستْ للتأويل

هي التباسُنا

اليومي

نومئُ لها

نلوكُها

وربما نبلعُها

فَنقتصدَ من مسافاتها

نقيمُ بيننا وبينها ألفة ً

نهدهدُها كطفلٍ

ونمضي بقهوتنا المرة

نتحسسُ مذاقَها بألسنتنا

ونشرفُ على الورق

ننسكبُ فيه

كما تنسكبُ العيون على نهد ٍصباحيٍّ شارد

من عروةِ القميص

"ربنا أعطنا خبزنا كفاف يومنا "

" ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به "

هكذا

نتركُ دفقةَ الحلم

ولزوجتَه

على جلودنا الصّدئة

نحن ُ

أنا

فقاعاتٌ تتسعُ

ونتسع ُ

تتشكل ُ

تتلولب ُ

تتشرنق ُ

نتخندق ُ

والضوءُ غيرُ ضروري

يمكن اختزاله

هكذا نوائمُ بين كلَ المتنافرات

والمُتعاكسات

نضيّقُ الجمل حتى تتسعَ

لفاصلة ٍ

ونحذفَ حرفَ الجر

كي نسقطَ النقطةَ بشبقها المأزوم

ننهي نصوصَنا سريعا

على عجل

حتى لا يزيدَ الدم ُ

على القصائد

وتتعرى

من حمالات نهديها

هذا يكفي

اللغةٌ تَضيق

هؤلاء الجوعى

دمُهم عرقُهم صوتُهم اسمهم وطنهم

حدودهم حكومتُهم لونُهم صوتُهم

أفسدوا ليلنا النبيذي

أحزنوا اللغة

وأفسدوا سهرتَها المُزمع إقامتها

في جامعة الدول العربية

لوثوا لونَها الحليبي

بقماماتهم الوجودية

وكآبة  
أسمائهم

لهاثُهم يفسدُ أسماعَنا

يا الله ...

نهرُنا الصّغير وبحرُنا العظيم

مدينتُنا البيضاء

نساؤُنا المُعطرات

ومراكزُنا الثقافية

تلوثتْ برذاذِ كلامهم

ابتعدوا عن حلمِنا المسائي

اختفوا تلاشوا

تحتَ التراب

كيف ؟

خندقٌ في شارعٍ مهمٍ

يكفيهم

لنقل في ساحة عامة

مطرزة أسماء شهدائها على

لوحة حديدية واحدة

تكفي

ماذا بقي ؟

موسيقيون من الدرجة الخامسة

وعربة لا تجر مدفعا

أسلاك وطلبة ونساء عجائز

ومراقب العمال

يكفون

كي نحفر قبرا شهيدا

وشاهدا

ولكن استثنوا الشهود

اليوم حفلة شواء للحم الأشهى

في القرن العشرين والحادي العشرين

كرنفال أزرق

وشيء من الشاي والبسكويت

نُودّهم ونحبهم هم أخوتنا الصغار

نتمنى لهم نهاية سعيدة بل رجعة

ونطلب منهم المغادرة وهم يحملون طاقات الزهور

شيئا فشيئا

يغرقون في لولب ترابي

يلوحون بأيديهم

وداعا لكم

" مشهد أخير "

قال لي صديق من الهنود الحمر يوما

انكسر كأسنا

فمتى سيأتي دوركم

كأسنا كسر منذ أمد بعيد

حيث كانت النسوة

أوطانا

بتجاعيدهن وأحزمتهن

وبقايا رائحتهن من خبز الصباح

ماؤنا مسكوب

على حدود أوطان سكرى

بالهواء المعلب المختوم

المحمل بالسفن

سلام عليك أيتها السفن و أنت

تعبرين الأطلسي

سلام عليك

وسلام على الماكثين

تحت التراب

وتحت الحصار

سلام عليكم جميعا .

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا