
لا بحر في البحر
د. محمد مقدادي - الأردن
مهداة إلى الأستاذ محمد السلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر
حيث أذكى جمرتها على ساحل المتوسط
للبحر سرتُ ولم أجـد بحـرا الله مـن نفـسٍ غـدت قفـرا
لا شيء يدفعهـا إلـى سكـنٍ عجبـاً وتبنـي للهوى قصـرا
متوثـبٌ قلبـي إلـي غــدِهِ وغدي بعلـم الغيـب لا يقـرا
حتـى كتبـتُ لـه فضيعنـي والآن أقـرأ ، لا أرى سطـرا
سُحُبٌ على شفق الكلام وجمرُهُ في مرقدي لا يستـوي جمـرا
مترنـحٌ.. والريـحُ تحملنـي لكهوفها .. وتحطنـي قسـرا
وتضيف للأمر الـذي كشفـت عيناي سـر بلائـه .. أمـرا
متوزعٌ بين الـدروب وكلهـا ليست تقـودُ لضفـةٍ أخـرى
لكأنهـا مهـدي .. وفاصلتـي وكأننـي قـد عشتهـا دهـرا
وقرأت في سِفْرِ الحياةِ فصولَها وأضفتُ من سِفري لها سِفْـرا
مجنونُ هذا الغيـم ليـس لـه في الغيم قَطْـرٌ يلتقـي قَطْـرا
في صدرِهِ نهـرانِ مـن ظمـأ وإذا تلفـتَ لـم ينـل وطـرا
يا أيها الوجع الـذي يحتلنـي رفقـاً بمـن رافقتَـهُ عمـرا
وسقيتَهُ مـر الشـراب بكفـهِ وسرقتَ منه الحلمَ والبشـرى
وجعلتَ ما بين الضلوعِ شراعَهُ وأقمت فيه مواجـع الذكـرى
يا أيها الوجـع الـذي أدمنتُـهُ خذ ماتشـاء وآتنـي صبـرا
لأظل فـوق الجـرحِ مشتبكـاً قهري يعانـقُ نفسَـهُ قهـرا
خذ ما تشاء من النجوم وردني لمدينتـي … لأقولهـا جهـرا
هل بعد هذا العسرِ مـن فـرجٍ إنـي أشـك ولا أرى يـسـرا