ما الذي قالت امرأةُ
البحرِ للبحرِ
، بعد مرورِ
الهواءِ الأخيرِ على
، حافة اليابسة ؟
قالت امرأةُ البحرِ للبحرِ :
، بعضُ دمي خائفٌ
، ويداي على آخرِ الموجِ مفتوحتانِ
، وشَعري بَلِيلْ
فلمن أتهجّى ؟
، وكل الرجالِ خُطًا
تتصعَّدُ في الرملِ
، والرملُ ليس بعيدًا عن
الماءِ
، والماءُ بلّل شعري
ما الذي قاله البحرُ
، لامرأةِ البحرِ
، بعد مرور الرجالِ الأخيرين في الرملِ ؟
، قال :
، اقبضي قبضتين من الماءِ
، رشّي على مهرجان مسامك
واحدةً
، وانثري في طريق الرجال
، على الرملِ واحدةً
، وابدئي في قياس المسافةِ بين الهواء الأخير
، وبين الرجال الأخيرين
، واحتطبي في المسافة
، طيلة ليلٍ بكامله
، وصباحٍ بكامله
، وارجعي لي
،
قبل اكتمال الهواء الذي سيجيء غدا
، أغرقي نصفَ عُرْيِكِ في خطأ الموجِ
، حين يرومُ
، وحين ترومين
، ضحّي بما يتبقّى من
البلل المتطاير حوْلَيْكِ
، حتى يحين اكتمالي
، وحتى يحين اكتمال جمالي
، وحتى يحين جمال زوالي
، وحين ترين الرمالْ
شجرًا
، والرجالْ
قلقا خشبيا له خطوةٌ تستدين من العطش المرّ
، حين ترين الهواء
مؤامرةً
، في اتجاه المياه التي
تتصاعدُ في دَرَجِي
، وتُزَيّن حقْوَ السماواتِ
، لا تبدئي أحدا بالكلامِ
، ولا بالنشيجْ
ربّتي في انتظاركِ خوفَ دماكِ
، وربّي أساكِ
، إلى أن يصيرَ على قدّ دوّامةٍ
، من دواري
، وبعضِ انتظاري .