( ماكان)
أصابت مقتلاً ،
ومضت إلى الأبدِ ،
كروحٍ غادرت
جسداً
فكيف تعودُ
للجسدِ ؟!
وهل في الهجرِ ،
من تركتْ نصالَ
رحيلها في الصدرِ ، تدري :
أن عيني منذ أن
غابت
كعينِ الماءِ من
دمعي ، ...
وهل تدري ؟!
بأن اليأسَ
قيَّدني وكمم لي فمي
حتى عن الشكوى
أراهُ اليومَ يمنعُني..
أأشكو علةً تُشفى
بذاتِ العلَّةِ
يا من جعلتِ
مرَّةَ الموتِ التي في العمرِ تلوَ المرة
ينهار صوتُكِ
معلناً نبأ الغيابِ
وكنت تحت ركامِهِ
صوتي قد استعصى على شفتي
أحبكِ ، كم شكوتُ
البرد من حرٍ
ونارٍ كنت أشكوها
من البردِ
فكيف تركتك
تمضين ، كيف ؟!
وما سألتك باسمِ
خبزٍ ...
باسم ملحٍ ...
باسم حبٍ ...
كان يوماً بيننا
،
أن تجهزي قبل
الرحيل عليَّ
لاتُبقي حبيبك
هاهنا
يُفنيهِ طغيان
ُالعذابِ اللانهائي ، اقتليهِ !!
ألا اقتليه.
***
كشمعةٍ كانت
تودِّعُ ضوءَها
في آخرِ اللحظاتِ
من ذوبانها ، قالت :
- وكنت كمثلِ
طفلٍ يستعدُّ لغولِ وحدتهِ -
سأمضي بضعَ أيامٍ
نعودُ بها أقاربنا
وأرجع بعدها
بقوافل الشوق المعبَّأِ في عروقٍ
ملؤها حبٌ على
حبٍ وفي حلٍ من البعدِ
- ولم أدرِ بأن
الشمسَ حين تغيبُ
تشرقُ فوق أرضٍ
غيرَ أرض – ثم قالت لي :
ستسمعني بشدو
الطير ،
سوف ترى عيوني
كلما شاهدتَ ماء البحرِ
خذ هذي زجاجةَ
عطري المعتادَ كي تشتمني في البعدِ
واحرس نجمةً برقت
على جسدي
وقد سمعَتْ حنينَ
الجسَّةِ البكرِ
ارتعاشي حين كنتَ
على المشارفِ من قفيرِ الشهد...
وازرع في رمالِ
الشاطئ الذهبيَّ دفءَ أناملٍٍ
قد كنتَ تزرعُها
بشعري.
***
ضاق صدري ، لستُ
أدري
ما الذي تحتاجه
عيني
لتنسى أنها عيني
،
أحبكِ حجمَ ما
أورثتِه لي من أسىً ،
وشحوبِ وجهٍ شاخَ
من ألمي ومن همي ،
إذا هم أرغموكِ
على سواي أحبكِ ،
وأحبك حتى وإن
... آهٍ ،
فردت من تفاصيلٍ
يضيقُ بها المدى :
بل أرغموني ،،
أرغموني ،،
يا فدا عينيَّ لا
تبكِ.
***
( ما يكون)
هشيمُ الجسمِ ،
أجتنبُ الرياحَ
ولا أرى من هذهِ
الدنيا
سوى ما مات مناَّ
عندما متنا
وهذا اليومُ أعلن
ما تبقى من منيتنا
فهل لازالتِ
الذكرى تباهي بي
وتشهدُ أنني إن
لم أكن كلَّ النزيف
فإنني من بعضه
وتقول للأيامِ
بعد الكان عذراً
إنه في الجوفِ
أتعبني وأنضبني فلا آتٍ لكم
واستنزفَ
الخيراتِ من لحمي ومن عظمي
وهل ما زالت
الذكرى كأمٍ لي ، تناجيني
تقولُ تعزَّ
ياولدي
فإن شقيقةَ
البدرِ التي أحببتَها
حوريةٌ في جنة
الماضي هنا فابقَ لنا
واحيَ بأمسك حول
حبِّكَ
إن يومكَ ليس
يسعفهُ الجديد .
***
بمعزلٍ عن كلِّ
شيءٍ ماخلا الذكرى
وإني لم أجدْ
أسبابَ لفظِ الأفِّ
في وجهِ التي
سأعقها إن قلتها
لأظل أبكي سالفَ
العهدِ الذي
ما انفك يوقفني
على ذكرى الحبيبِ ومنزلِ
سأظلًّ أبكي نأيَ
من في الحبِّ قد سفكت دمي
من حاصرتْ عند
الرحيلِ القلبَ حتى أبدلته
بقطعةِ اللحم
التي لاشيءَ تفعلُه
سوى ضخِّ الدماءِ
إلى البقاءِ
وتحت إِمرةِ
مالحٍ لا عيبَ فيهِ غيرنا
زمنُ اغترابِ
الذاتِ عن مرآتِها
ونساءُه كالحاسب
الآلي
يُلزمن الذي ما
رفَّ يوماً في خيالِ ابن المعرَّةِ
تستقيهنَّ
المشاعرُ عبرَ لا سلكٍ
ويمنحن التعثُّر
فرصةً أخرى
يقولُ بها
المتيَّمُ عبر هاتفهِ الصغيرَ
جميعُ ما قد كان
يحكيهِ البعيدُ عن الحبيبةِ في القصيد
(ماسيكون)
اليومَ فرَّ
المرءُ من كلِّ الذين يحبهم
والعاشقون
تفرَّقوا وتبرأوا من بعضهم
وأنا الوحيدُ كما
بدأتُ أعودُ / طوبى للغريب
فررتُ عن دربِ
الحبيبِ إلى الحبيبِ
وقد أبيتُ بأن
أقولَ كمثلِ باقي الخلقِ نفسي
قد أبيتُ وكنت
وحدي من عظيمِ الشوقِ
أبحثُ عن حبيبِ
الروحِ بين الخلقِ علي
أفتديهِ من
العذابِ بما جنتهُ يداهُ في الدنيا عليَّ
اليومَ يجتمعُ
الذين تحلقوا في سالفِ الأزمانِ حولي
حين قالوا:
نحن نعرفها ونعلم
أنَّ قلبَك من زجاجٍ،
كيف ترمي بالحصى
؟!
إياكَ أن تجني
عليكَ بحبِّها إياك واحذر إنَّها
من هؤلاء اللاتي
يوجعنَ القلوبَ بحسنهنَّ وكيدهنَّ ، احذر...
فإنك لا محالة
هالكٌ
إن أنت أشرعتَ
الفؤادَ لها.
وقد كذبتهم
ومضيتُ في حبٍ
سقاني من كؤوسِ
الهمِّ ملءَ اليمِّ،
أقنعني بأن
السيلَ
قد ينشق عن درب
انحدارِ الماءِ دون عناء
أوهمني بأنَّ
المبتلى بالحبِّ
قد يُبقي من
الليلِ الطويلِ بجعبة الجسد النحيل
سوادَهُ ونجومَهُ
في الظهر ، قد كذبتهم
وزعمت أني إن
عشقت
ستثمر الأشجارُ
في لغتي سأنفضُ عن مخيلتي
غبار نهارها
المكتظَّ بالبؤسِ الملفعِ بالتصحُّرِ والجفافِ
وسوف أحييها من
الموت
أيا امرأةً جمعتُ
جميعَ ماقد يستميلُ المرءُ مذ أحببتها
عيناكِ ملءُ
مراكبِ الناجين من غرقٍ
على أمواجِ بحرٍ
ضالعٍ في القتل يلفظهم على الميناء
عيناك احتراقُ
الخارجين من القصائد
حين تطردهم بحد
الحب ،
حين تقولُ
للشعراء ساخرةً بهم :
سيروا وما يبقى
من اللاشيئ تحت قريحةٍ
خبأتموا فيها
نتاجَ الدهشةِ الأولى لكم
سيروا فليس لكم
من اللاشيء شيءٌ
كي تظلوا نعمةَ
التاريخ ِفي أدراجِ حاضركم
وبين هوامش
النسيان
والتمسوا من
الجدران قلباً عاشراً
لا يشبه القمرَ
الذي قد أوقعته الشمسُ في شيئٍ
تعلَّقَ منه
قهراً في جبينِ الظهر،
عيناك امتزاج
خطيئتي بفضيلتي
حزني وأفراحي
وقلةَ حيلتي
وهما التهاب
القلب
صوت حريقهِِ في
الليل حين تهبُّ ريحُ البعدِ
طعمَ وقوفه
للصلب، عيناك التياعُ الوردِ
مذ قطفَتهُ أيدي
العاشقين
وفارق الغصنَ
الذي ربَّاهُ مثل أبيهِ ،
صوتُ أنينهِ
وحنينُ من قطفوه عيناك.
شعر : أحمد فهيم
مدير تحرير
"الحقيقة الدولية" – عمان – الأردن
www.maktoobblog.com/abofaheem
noor983@hotmail.com