ف |
شعر مترجم |
محمود درويش جاسم ألياس - العراق
أمام الطريق التـقـيته ُ، سلـّمت ُ ، ناولـَني حفنة َضوء ٍ ، وكان جميلا ً، جميلا يصفــِّفُ ثوبَ طفولتهِ بين كف ّ النهار ِ ،
وبين انهيال ِالضباب ِ مشى ، ومشيتُ ، وإذ كــَبـُرَ البرقُ حدّـثني عن زمان ٍ بلا طعنات ٍ ، وعن أفق ٍ لم يلدْ بعد ُ ، عن قمر ٍيرفع الهمَّ عن شدو ِ دار ِ وعن صُحـْبة ِالناس ِ وفقَ العدالة ِ ، عدل ِ الرغيف ِ وعدل ِالجوار ِ ، وحدّثني عن عذاب ِالطفولة ِ في مدن ِالخوف ِ، ما أبشعَ الهمجيّونَ ، قال ، يجوع ُالصغارُ، يكدّونَ ، يحترقونَ ، ويومُهمُ ، لو علوا ، في الربيع ِ، وبين الأراجيح ِ ، ما أبشعَ الهمجيّونَ ، كم طعنوا أمـّنا الأرضَ ، كم جرّدوها الأماني ، ماذا تريد ُالمخالبُ منـّا .. تعبنا من القهر ِ ، والناسُ كم تعبوا ، أكثيرٌ إذا سَرّ أطفالـُنا ، أكثيرٌ إذا قبـّـلَ الماءُ وجه َالدنان ِ ، ونحو الشبابيك ِعاد الصدى ، أكثيرٌ إذا حـَـلمَ المرءُ أن يستريحَ على باب ِجدّه ِ ،
ومشى ومشيت ُ وإذ لاح َبابٌ من الشرق ِ ، قربَ تموّج ِنبعيـن ِِيختزلان ِ الضباب َ، إلى قلقي مالَ ، صافحني مرّتين ِ وسارَ ، إلى قبـّة ِالفيض ِ سارَ ، وما سقط َ الورد ُعن وجهه ِ ، رفع القيظ َعن آخر ِالحسرات ِ ، وسارَ وما سلــّم البحرَ مفتاحَ قريتهِ ، وضفائرُ ريتا أبى أن تكون من الذكريات ِ، تدلــّتْ على حاجبيه ِ، وأهدته ُحلما ًطويلا ً، طويلا وسارَ ، وكان جميلا ً، جميلا .
|
|
|
|