
خريفية
محمد إبراهيم أبو
سنة - مصر
بقايا طواويسَ في
الأفقِ..
.. هذي سماءٌ تُزيّنُ أركانَها
.. بالدموع التي تتساقطُ..
.. في لحظات الغروبْ
وهذا سحابٌ تَمزّقَ..
.. فوق نواصي الجبالِ..
.. على هيئة الطيرِ يسعى..
سحابٌ على هيئة الكائناتِ..
.. التي تتعاركْ..
.. فُهودٌ تُنازلُ أندادَها..
.. والغزالُ الذي فرَّ من موتهِ
يتراقص بين شِباكِ..
.. الغناءِ الجديبْ
لماذا الأسى في خريف المغيبْ ؟
يبعثرُ هذي العيونَ الخفيّةَ
خلف السنين التي..
.. أكلتها الطحالبُ..
.. خلف الليالي التي..
هرولتْ في الجراح التي لا تطيبْ ؟
لماذا الأسى في خريف المغيبْ
.. يبلّلُ وجهَ الأحبّةِ بالماءِ..
.. في شرفات المساء البعيدِ..
.. ويسأل هذا الزمانَ البخيلَ..
.. قليلاً من الوهمِ..
.. تأوي إليه القلوبْ
.. ويرحل فيه السرابُ المخادعُ..
.. حتى يكفَّ النداءُ الملحُّ..
.. ويهدأَ هذا الوجيبْ؟
.. زوايا من الظلِّ..
.. هذا رمادٌ على حافةِ
.. الأفقِ يهوي وهذي..
.. نوافذُ تُفتَح فوق الصحارى..
.. وزهرٌ يبوح بأحزانهِ..
للنساء اللواتي تأمّلنَ..
.. أعضاءَهنَّ.. دفنَّ المرايا..
.. وفارقنَ.. ما خلّفتهُ الطيوبْ..
نُثاراً على ما تبقّى..
.. من الجسد المضمحلِّ
.. يُناشدنَ خمرَ الليالي..
.. القديمةِ كأساً
.. ويلهث بين جبالِ الثلوجِ..
اللهيبْ
لماذا الأسى في خريف المغيبْ
يُبلّلُ صوتَ الأغاني القديمةِ..
.. بالأوجة الغابره؟
تفرُّ الغزالةُ..
.. تسقط بين مخالبِ..
هذي الفهودِ التي تتعاركُ..
.. فوق السحابِ الذي..
.. مزّقتهُ رياحٌ تسافرُ..
.. بين جنوبِ البكاءِ..
.. وشرقِ النحيبْ
لماذا الأسى في خريف المغيبْ؟
يباغتُ هذا النداءَ الأخيرَ..
.. من القلب للحبِّ..
.. هذا السؤالَ الأخيرَ..
.. من الورد للماءِ..
.. هذا الوميضَ الذي..
.. يتراءى كحلم يخيبْ
لماذا الأسى
في خريف المغيبْ؟
يفجّرُ في كل شيءٍ
سؤالاً صبيّاً
ولكنه لا يجيبْ !
****
|