د. محمد أيوب - مصر
يا نيلُ أعْتقْ طائرَ اللقْلاقِ = واسْكبْ شموخكَ
في فمِ الدُرَّاقِ
انْثرْ على قبرِ العروبةِ زهرةً = و اذْبحْ
بمحرابِ الخنوعِ الباقي
انْفثْ على مُكْثٍ بثغركَ في "جوبا" = أَولمْ
تَزلْ عِبْريَّةَ الأعْراقِ
" سِيدي أبو زيدٍ " مخاضُ نُبُوَةٍ= و دمُ المروجِ
يفوحُ في الآفاقِ
سَائِلْ " دمَ الأخوينِ " عن صَنْعائها = هل سَدُّ
مأربَ جادَ بالإغْداقِ
و يمورُ في " البحرينِ " موجُ
أهلَّةٍ
=
لِتُجهَّزَ الأقْمارَ
للإطْلاقِ
بَارِكْ " بني غازي " ستضحكُ بعدما = ناحتْ على
قبرِ النخيلِ سَواق
و أناخَ في " مصرَ" الزمانُ بعيرَهُ = ليُسطِّرَ
التاريخَ دونَ نفاقِ
لا تقْربي يا شمسُ سِفْراً قبلما = تتوضَّئينَ
بجدْولٍ رقراقِ
في ساحةِ التحريرِ عُرْسُ رجولةٍ = عافَ الرجالُ
تفرُّقي وشِقاقي
يغشاكَ هولُ قيامةٍ فإلى متى = " هامانُ" يزعمُ
أنَّ صرحكَ باقِ
ارجعْ أيا " فرعون" إنكَ هالكٌ = قد أقْسمَ
البحرانِ بالإغْراقِ
الشعبُ والجيشُ اللذانِ هما يدٌ = العرْوةُ
الوثقى تزينُ وفاقي
قد ساقَ فيروسَ البغالِ لحاسبٍ = عارِ الصدورِ
بلا قناعٍ واقِ
فتعانقَ الشهداءُ ساعةَ عُرْسهم = و تفرَّقَ
الغرباءُ دونَ عناقِ
"فرعونُ" ما أشْقاكَ حين قَتلْتهمْ = و رفعتَ
قاتِلَهُمْ على الأعناقِ
لاذَ الجلالُ بفتيةٍ سُمْرٍ كما = لاذَ الجمالُ
بشاعرٍ خلاّقِ
يا صاحبَ الخلقِ الكريهةِ ريحهُ = اسْألْ خيولَ
الفتحِ عن أخلاقي
أفلا تشمُّ اليوم مسْكَ تسامحي = سلْ راعيَ
الأبقارِ عن أعراقي
أمضي فتسْبقُني الكرامةُ بعدما = قد كنتُ أهونُ
من رزازِ بصاقِ
يا نيلُ كأسُكَ لم يعدْ لي صاحباً = حتَّى تعانقَ
غزَّتي وعراقي
وشفاهُ نَخْلكَ كربلاءُ عقيقُها = وتوضَّأتْ بسنا
الحسينِ مآقِ
الريحُ لمْ تطفأْ من السعفِ الجوى = في جيدِها
حبلٌ من الأشواقِ
قُدَّتْ خطاكَ من الصهيلِ
فأوْرقتْ = و تقاطرت
شدوا على أوراقي
حلمي سفرجلةٌ يقبِّلُها المدى = و
زراعُ شمسِكَ لفَّ خصْرَ محاقي
و لقد ذكرْتُكَ والفتى " بردي " هنا = مجدافهُ
يختالُ في أعماقي
وهنَاك " دجلةُ " يحتفي بصقورِهِ = تتلقَّنُ
التحديقَ منْ أحداقي
رتَّلْتَ سِفْرَ دماكَ يا صفصافُ
لي
=
باللهِ فـاتْلوهُ على العشَّاقِ
إلْتفِّ يا ساقَ المنونِ بساقي = إنَّي إلى
ربِّي بَدأْتُ مَسَاقي
سهمُ الفراقِ دنا فهلْ باعدْتَهُ = أين التمائمُ
هاتِها يا راقِ
تتسابقُ الدنيا لتجْنيَ شوكةً = والفلُّ يأتيني
بغيرِ سباقِ
الناسُ تشْقى كي تُضَمِّدَ جرحَها = و أنا الذي
برْئى بِبَول نياقي
أ طحالبٌ زرقاءُ قد صِيغتْ لهُ = و من النفايةِ
يأكلونَ رفاقي
قد أهلكتْ حرْثي ونسليِ عصبةٌ = بمُسَرْطنٍ قد
شاعَ بالأسواقِ
أ معسكراتُ الأمنِ في أوكارِهاً = أوْلى من
الشيطانِ بالإحْراقِ
و مؤسساتُ النقدِ في أطمارِها = أَ مِنَ
اليتيمِ أحقُّ بالإشفاقِ
ولئنْ سألتَ السُمَّ كانَ جوابهُ = إنِّي أعاني
من أذى الترياقِ
فالذئبُ قد يأتي ببردةِ ناسكٍ = صِيغتْ فرائدُها
من الإْشراقِ
لا تقرأوا فنجانَ من وأدوا الضحى = سكبوا الأسى
خمراً على الآفاقِ
القهْرُ أقراطٌ بأُذْنِ بيارقي = و الحزنُ
خلخالٌ يطهِّرُ ساقي
شَرِبَتْ مقاماتُ العراقِ على القذى = جرحُ
الخزامى غائرُ الأعماقِ
سَرَتْ البوارجُ مسرعاتٍ في دمي = فكأنما
تَسْرِي بظهرِ براقِ
ما للرماحِ كأنَّها قطرُ الندى = مثل البغيِّ
تلينُ حينَ تُلاقي
أسْيافُنا كمليحةٍ في خدرها = كم أحضرتْ كأساً و
غابَ الساقي
قد أَذَّنتْ في الهاجعينَ فما أَتوا = آذانُهم
سفحتْ دمَ الأبْواقِ
صاغوا جداَر العارِ من فولاذِنا = قلْ هلْ
نُنَبِّئُكمْ عن الإخْفاقِ
يا أهْلَ غزَّةَ سامحونا كلمَّا = قد جاءكمْ خبزٌ
من الأنفاقِ
شقَّتْ حرابُ النفطِ نحرَ بكارتي = والله ما
قَتَلُوكِ من إملاقِ
و بكتْ على صدرِ الصليبِ مآذنٌ = لم تُعْطني
مهراً فأين صداقي
ما جاءتْ الأحزابُ بالأطواقِ لا = السوطُ سوطي و
الوثاقُ وثاقي
فإذا كَسَرْتِ الطوقَ عاد كأنَّما = في جيد " مصَر
" تناسلتْ أطواقي
يا " مصرُ " هلْ قُبِلَتْ لديْكِ شَفاعَتي =
برسائلٍ أدْمَتْ يدَ البرَّاقِ