ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

فوق سطوح العليات
طالب همّاش - سورية


راقَ شروقُ الشمسِ
وراقَ حليبُ الطيبةِ في إبريقِ العاشقِ
والمشهدُ راقْ !

وانشقَّ فؤادُ الفجرِ الرمّانيُّ إلى قلبينِ
المشمشُ والدراقْ .

لكأنَّ الكونَ نوافيرُ شموعٍ زرقاءُ
تراقصُ أغنيةً من أشعارْ
وضفائرُ عشتارَ غيومٌ تتطايرُ ممطرةً مثلَ شرائطَ من أفراحْ  !
راقَ جمالُ المطلعِ راقْ
ووقفنا فوق سطوحِ الرؤيا  مسحورينَ
نراقبُ روعةَ هذا النورِ السائلِ كالماءِ الراقراقْ ..

فرأينا الدنيا طالعةً كعروسِ الصبحِ
ومن عينيها تستقطرُ كلَّ دموعِ اللوزِ لتسقي أكوازَ الأزهارْ  .

وعصافيرالوردِ
تغنّي بحناجرها الذهبيّةِ بين نواقيس الفصحِ
وأجراس التفاحْ  .

وعرفنا ما يجعلُ من جسدِ العاشق ِشجرةَ حورٍ تملؤها الريحُ
جراحْ  .
وعرفنا ما يجعلُ من جسدِ المرأةِ  نافورةَ  أمطارْ

فارفعْ كأسك َحتى تتلامسَ مع كأس ِاللهِ الأجمل في الإسكارْ !

وتأمّلْ مئذنةً تتسلّقُ صوتَ آذانِ الفجرِ
إلى صمت ِالله ِالمطلق ِحاملةً
ماءَ الدمعاتْ !
ارفعْ كأسكَ كالصوتِ إلى سلّمِ أجراس ٍ
كي تبلغَ بالصبوةِ سبعَ سماواتْ !

فرنينُ كؤوسِ الخمرِ يحرّكُ في الغيمةِ شهوتها للإمطارْ .

وعلى سبعةِ أقداحٍ تعزفُ لابسةُ الأبيضِ سوناتا من سبعةِ أصواتْ  ..

وعلى سبعةِ أوتارِ الصوتِ
تغنّي حنجرةُ الغيتارْ .
يا لابسةَ الأبيضِ  فوق سطوحِ العلياتْ !
وضفائرُ شعرك من ريشِ الشمسِ الناعمِ
تلعبُ بالريحِ كأجنحةِ البجعاتِ البيضاء ْ .

هل أنتِ سحابةُ صيفٍ سابحةٌ  في الغاباتِ  ،
فلا تسمعُ
أو تبصرُ غيرَ كماناتٍ سارحةٍ في تنغيمةِ حبٍّ غنّاءْ ؟

ما أحلى منديلكِ وهو يغطُّ من السطحِ كقبّرةٍ الحقلِ
على بركةِ ماءْ  ؟

فامشي مشيَ الهدهدِ بين الوردِ
ودوري راقصةً في شكلِ حماماتٍ
أوتشكيلِ يماماتْ !

ثوبكِ ثوبُ الفجرِ  المنسوجِ برقّتهِ الشهّاءِ
تهفهفهُ الريحُ فيطلقُ غيماتٍ غيماتْ  ..

وذراعاكِ غزالانِ صغيرانِ
يسوقانِ ظماءَ الغدرانِ إلى شتوةِ غيمٍ
تتهاطلُ كالأثداءْ

فانسي في الرقصِ جمالَ الرقصِ وطيري كالنحلةِ بحثاً عن قطراتِ السُّكَّرِ في زهرِ الشرفاتْ  !

رقصكِ سرب ُإوزّات ٍ
تطلعُ من خاصرةِ النهرِ صباحاً مثل القدّيساتْ  !

رقصكِ كشَّاتُ ( عصافيرٍ ) تتطايرُ في فردوسِ أغاني ..
وشموعٌ تتلألأُ بالأضواءِ
على حنّاءِ صواني .

رقصكِ رفُّ زرازيرَ منقّطةٍ بالنورِ
ترفرف ُفي الأفقِ المطلقِ
زفّات ٍ  زفّاتْ  .

يا لابسةَ الأبيضِ فوق سطوح ِالعلّيّاتْ !

ما سلنا في الحزنِ سكارى
أو بللنا بالدمع ِالمرثياتْ !
لم نرقصْ تحت َالمطرِ الإيقاعيِّ الموحشِ
مغتبطينَ بأشجانِ الريحِ وأفراحِ العشّاقْ !

لم نرقصْ رقصَ طواويسِ الصيفِ
أمامَ جمالِ الشمس ِ
ولا رقرقنا شهوات الهدهدِ في الأشواقْ .
يا لابسةَ الأبيضِ
لا أجملَ من صبحيّةِ عرسِ العاشقِ في الأصباحْ  !

وتطايرِ أزواجِ حمائمهِ
في الأفقِ الرائقِ كالأرواحْ !

فاسقي أصصَ الزهرِ السكرى
بعصائرَ من أعنابِ الفجرِ
وربِّ الرمّانِ السائلِ في الأقداحْ  !

ضمضمَ خيط ُالليلِ
ومالت للغفوةِ أقمارُ الدراقُ ..

وأطلّتْ شمسُ المشمشِ رائعةَ الإشراقْ  !

فدعيني أغسلُ قلبي
في ينبوعِ صبيحتكِ الصافي
حيث اغتسلَ العصفورُ
ولوّنَ بالزرقةِ كلَّ الماءْ  !

فأنا قطعةُ ثلجٍ ذابتْ في موجةِ ماءْ ..
وأنا بركةُ دمعٍ شفّتْ تحت جمال ِالليل ِالمائيِّ
وغاصت في غيبوبةِ  ظلماءْ .

تتراءى في عينيَّ قلوبُ الناسِ مبلّلةً بالدمعِ  ،
وجوهَ الغيمِ مبللةً بحليب ِالحزنِ ،
وأرملةُ الصفصافِ أمومةَ دمعٍ
باكيةً في قدّاسْ  .

فلماذا يسكنُ قلبي قدّيسُ الليلِ
ويبكي يأسَ الناسْ

ولماذا لا تهدأُ في صدري أصداءُ نواقيسِ النعي ،
ورنّاتُ جراحِ الأجراسْ  ؟

أجلسُ في أبكرِ ساعاتِ الفجرِ وأبكي
قدّامَ البحرِ
وبستانُ الخوخِ المزهرِ يرضعني   
كصغارِ غراسْ

وأنا من فرطِ دموعي في سكراتِ الحزن الأبيضِ
ذوّبني الليلُ مع الموسيقى  كالهمساتِ  ،
وسيّلني ( الكأسُ )إلى صهباءْ .

( صهباءٌ) تتصفّى  كحليبِ ليالي الصيفِ
فترشحُ منه جرارٌ وجرارْ .

يا لابسةَ الأبيضِ والشالِ الورديِّ
المتلألىءِ بين الدفلى والأزهارْ !

والريحُ تلاعبُ فستانكِ فوق سطوحِ العلّيّاتْ
من أيّ جمالٍ طلعَ النورُُ الريحانيُّ
ورقّصَ بين يديهِ جمالَ القدّيساتْ  ؟

وبأيّ مناديلَ يرشُّ علينا الثلجُ
أساورهُ البيضاء ْ ؟

من أيّ سماءٍ مرضعةٍ
يرشقنا الغيمُ العالي
بخواتمهِ الخضراءْ ؟

لكأنَّ الأشجارَ شموع ُتتشعشع ُتحت الشمسِ
وخصركِ يلعبُ كالعصفورِ على معزوفةِ مزمارْ ..

والفجرُ فتاةٌ ترقصُ كالأغنيةِ
الغنّاءِ على سطح الدارْ

لوّحَ رمّانُ الفجرِ شهيّاً
واستيقظتِ الدنيا باقات ٍ  باقاتْ  !

والنورُ صبيٌّ
شمّرَ عن زنديهِ
ليغسلَ وجهَ الدنيا في بركِ الصيفِ
فتستيقظ ُمثل غيومِ الشهوةِ
شلحاتٍ شلحاتْ .
يا لابسة َالأبيض فوق سطوحِ العلياتْ  !
فكّي أزرارَ قميصكِ من جهةِ الصدرِ
لترضعَ من هذا النبعِ زغاليلُ الغيماتْ !
وارمي  ثوبَ زفافكِ للريحِ
لنسمعَ صوتَ الغيتاراتْ !

عبقَ العشقُ برائحةِ الليمونِ
وزهراتِ الآس ِالشهّاءِ  ،
وسالَ النورُ على أعيننا كالماءِ الرقراقْ !

وطلوعُ الشمس ِجميلُ المشمشِ والدرّاقْ   .

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا