ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

ياسر عثمان - مصر

فتاةٌ ضائعةٌ يا أولاد الحلال

ياسر عثمان - مصر

 

الخبر  

اختفت فتاةٌ نيليةُ الملامح غنيةٌ عن الوصفِ والتعريف.. هذا، وقد تضاربتْ أقوالُ شهود عِيان حول أسباب الاختفاءِ، التي تنوعت وتعددت، بما يزيدُ من مغبةِ اليأس في رجوعها لدى البعض...

التقرير التالي يلقي مزيداً من الضوءِ على قصة الاختفاء وملابساتها، فعلى من يجد الفتاةَ – من فاعلي الخير -الاتصال بأحد عاشقيها المخلصين المشردين في المنافي يتسولون وطناً يليقُ بجراحهم.

 

التقرير

 

1

 

سبعٌ قضت

ولا تزال قصيدتي تشتاق لكْ

ولا تزال الأرصفةْ

تعد انتظاريَ بالمجيءْ

 

سبعٌ قضتْ

والكلُ يرقبُ فيكِ فاتحةَ الأملْ

يا فجريَ المخبوءَ في حُضنِ القتامةْ

 

 

سبعٌ قضتْ

والحرفُ يبكي في القصائدِ دون بوحْ

يا صبره الحرفُ المكابرُ

حين يَسْجُنُ دمْعَهُ وهمُ الرجولةْ

فيقولُ ما لا يفهمُ التأويلُ،

يحجبُ الجرحَ الكبيرَ يضمِّدُه

بمناشفِ الكتمانِ،

            والصمتِ البهيمِ

 

سبعٌ قضتْ

والسنبلاتُ الخضرُ

خبأها المؤوِّلُ في قميصهْ،

كيما يفسرُها على مهلٍ

              إذا حلَّ المساءُ،فربما

ينسى الذينَ تهيأت أحلامهم للشمسِ

ما قالت به السنُنُ الجميلةْ

 

سبعٌ قضتْ

والسنبلاتُ اليابساتُ

هي التي

رسمتْ كتـابي

 

 

 

2

 

يـا مـن علـى جمرِ الأحبةِ يكتـوي

                   لكَ قصتـي ومحبتـي وعزائــــي

عبَّأتُ مـنْ ألَـقِ الصَّباحِ حقيبتــي

                  وغزلتُ من خيطِ الشموسِ رجائـــي

وأتيتُ حاضِنةَ القُلـوبِ يزُفُنـــي

                  فـرحُ القصيــدِ ونشـوةٌ بأدائـــي  

متشربـاً طُهـرَ البــراءةِ راضعـاً

                  ثـديَّ الصعيـدِ وخُضـرةَ الأشيــاءِ

حملتْنـي أهدابُ الطريـقِ وجفنُـها

                  وتهيـأتْ سُحبــاً تُظِــلُّ سمائـي

يــا عطفَها الطرقاتُ يـا تحنانَهـا

                    إن أصغتِ الأسمــاعَ للغربـــاءِ

                       *****

 

هذا مــآلُ الضَّـوءِ نصُّ حكايتـه

                  هـذا أنــا وجـعٌ ينوءُ بـــــداءِ

فأنـا الـذي صيرتُني خِـلَّ الهوى

                وفديتُـهُ مِــنْ حزنــهِ ببكائــــي

وأنا الذي صيرتُني لحنــاً علــى

                وتــرِ الجميلـةِ والغـرامُ غِنَائـِــي

غنيتُ مــا غنيتُ أسرجتُ الهوى

               وبنيتُ قصـــرَ الشعـرِ للحسنـــاءِ

ونسجتُ مــن دُرَرِ الكلامِ قصيـدةً

                 كلماتُــها سِفْـرٌ مــن الجــوزاءِ

لا زلتُ أحْفرُها علـى صدرِ الهوى

               وأُخَضِّبُ الألـفَ الجميــلَ بيـائــي

لكـنَّ ذائقـةَ الجميلـــةِ خانهـا

                شريانُهــا الذواقُ مــن إعيـــاءِ

فكأنني وتــرٌ على قيثارهــــا

                متقطــعُ الأطرافِ والأحشـــــاءِ

وكأنِّــي أغنيـةٌ تهشمَ لحنُهــا

               لا النصُّ أسعفهـــا ولا إلقائــــي

وكأنني قلبُ النشيدِ أصابــــــهُ

                مـسٌ مـن الإطنــابِ والإنشـــاءِ

وكأنِّي في سطرِ الجميلةِ جمـــلةٌ

                مكسورةُ الأفعـــالِ والأسمــــاءِ

                 *****

تعبَ الغرامُ فصارَ يســـألُ أهلَهُ

                 ويكــاتبُ الأحلامَ فـي استرخــاءِ

مـاذا وقـد رمتِ الجميلةُ طفلهـا

               فتحيَّـرَ التابــوتُ فــوقَ المــاءِ؟

لــمْ يأتهــا أمـرُ السماءِ وإنما

               هــي سنــةٌ تجري علـى البُسطاءِ

كلُّ الشواطئِ محضُ محضِ غوايةٍ

               أكذوبـــةٌ ماويـــةُ الإغـــراءِ

وحليبُ صـدرِ المرضعات مخثـرٌ

              خـانَ اللُعَابَ وغصَّ في الأمعــــاءِ

 

                *****

 

الطِّفلُ ليس الطفلَ بل هو عاشــقٌ

                أضنــاهُ عشقُ جميلـةٍ سمــراءِ

مـا الطفلُّ إلا قصـةٌ لا زلتُهــا

              نـاءت بحبكـةِ ســاردٍ حكَّـــاءِ 

والنهرُ ليس النهرَ بـلْ هو والدٌ

           باع البنينَ لضيقِ ذاتِ الحـــــاءِ( [1] )

والأمُّ ليست إلا قاهرةُ الهـــوى

          وحبيبتي بــــلْ مِحنتي وشقائـــي

ألقتني فــي يمَّ المتاهةِ ما اكتفتْ

           بالريحِ تضربُ بالأســـى أنحائــي

                            *****

 

تاقت خُطى الأيـامِ حِضنَ جميلتـي

              وتـزيَّنَتْ نقشــاً مــن الحنِّـــاءِ

يمنـايَ ترسمُ في الخيالِ لقاءَنــا

             فيغـارُ منهــا الشوقُ في يسرائــي

فيُصَبِّرُ الأشواقَ فــي كلتيهمـا

            ولَــهٌ بعرضِ الكـــونِ والأرجــاءِ

حتَّى إذا طـارَ الحنينُ وسربــهُ

             مـن فـرط شوقي واستباح سمائــي

سألَ العشيرةَ والجيرانَ بحيِّهــا

            وبكـلِّ زاويـةٍ مـن الأحيــــــاءِ

حتَّى إذا تعب السؤالُ أجرتُـــه

              بلهيبِ سؤلـي.. بنــــارهِ الشَّواءِ:

أينَ الجميلَةُ أينَ عطرُ صبابتــي

           أيـن التـي رقصت لهــا أندائــــي؟

وشوشتُ أوراقَ الجرائـدِ علَّهــا

             تُفْضِــــي إلــىَّ بزمرةِ الأنبــاءِ

أمْسكتُ بالمذيـاعِ أحصي نبضَهُ

             وأقبِّــلُ الشاشاتِ فــــي استجداءِ

فتطايرت نِتَفُ الإجابةِ مُـذْ رأتْ

            فـي باءِ حبي جمرةً مـــن حائــي

قالتْ وبــي أملٌ يكذِّبُ مـا بها

          ويَجُبُّ قطْـرَ الحزنِ مـن إصغائــــي

قـد غادرت تلك الجميلـةُ حيَّهـا

            حتَّــى استقرت فـي القصيِّ النائــي

فسألتُُ أرصفـةَ الموانئِ علَّهــا

             تأتــي الرياحُ بمـا اشتهت أنوائــي

فرأيتُ في صمتِ الجواب وشايـةً

            محبوكـــةَ الترميـزِ والإيحــــاءِ

فلعنتُ أنصـافَ الحقائـقِ كلَّهـا:

            كـذَبَتْ وَمَــا قالتْـهُ مَحْضُ هُــرَاءِ

وسـألتُ فنجانـاً تذوَّقَ ريقهـا

            عنـدَ الصبـاحِ وقبــل كـلِّ مسـاءِ:

هل ذُقتَ في ريقِ الجميلةِ غصةً،

            أفضتْ بـ" سينِ"غيابهـا و " الــراءِ"

فرأيتُه متعثراً فــي دمعــهِ

          وحَنِينِـهِ و الصرخــــةِ الخرســاءِ

فسألتُ Google وهو يعرف من هي

           ومُحَرِّكـاتِ البحثِ فـــي استقصـاءِ

أدخلتُ " مَ " المرِّ والـ " صَ " التي

          نَضَحَتْ ميـاهَ الصبرِ فـوقَ الــ " راءِ"

وسألتُ فـأرةَ حاسبــي لا تَعْجلــي

            وتمهلـي فـي البحثِ عـن سمـرائي

وإذا تَبَدَّى مــا يسوءُ فدققــــي

              لا يَخْدَعَنَّ تشابُـــهُ الأسمــــاءِ

فــإذا بسهـمِ البحثِ يقْطـرُ خيْبـةً

             مــن قصـةٍ نزقيــَّـةِ الإفضــاءِ

هــذا مســارُ جميـلةٍ نيليـــةٍ

             فـوقَ الخيــالِ وفطنـةِ الشعــراءِ

ضـاق المدى نَزقـاً بهــا فتوسلت

            بــ" الشاتِ" و" والبالتوكِ" فـي إغواءِ

وتهيأت لـ" للسايتِ": هئتُ وكلُّنــي

            نزقٌ عصــيُّ البوحِ فـي أحشائــي

فتمنَّعَ الـ" السايتُ" اللئيـمُ لبرهةٍ

           ثــــمَّ استجابَ لسَطـوةِ الإغــراءِ

حتَّــى إذا لثمَ الأكفَّ وعِطْرَهَـا

          نــادى الرفــاقَ قريبهمْ والنائـــي

فتـحَ النوافذَ ألفَ بـابٍ علَّـهُم

          يتمتعــــون بسهْــرةٍ حَمْـــراءِ

 

فتوكأَ الخجلُ الجريحُ

على عصا الريقِ المكابرةِ التي

 ما عاد يجدي هشُّهَا ذئبَ الغرابةِ في دمي،

وتناثرت منِّي بقايا جملةٍ

تستدركُ الوجَعَ الذي أدمى حروفَ الصمتِ

                        من طعْنِ الكلامْ:

أتبدلتْ بغرامها الفطريِّ نبْضاً جاهزاً

في عُلْبةٍ محبوكةِ الإغواء؟!

أتُراهُ قد صارَ الغـرامُ مُكَيَّساً،

                       ومعلَّباً

                           مثلَ الدقيقِ

                             يباعُ في الأحياءِ؟!

هل خانتِ السمراءُ نبضَ فؤادِهـا؟

أترى التـي عاشتْ تهدهدُ طِفلَهـا،

                           وحبيبها

 عمْراً على كفِّ الحكايةْ

شربتْ علـى ظمأٍ كؤوسَ غوايةٍ

                   وتراقصتْ غَنَجـاً علـى استحيــاءِ

حتَّــى إذا حــلَّ المساءُ تبـدَّلتْ

                 بــأميرها غثَّـاً مــنَ الدهْمَــاءِ؟!

                      *****

وبرغمِ ما قالت أزقتُها، شوارعُها،حدائقُها،

 وموجُ النيلِ، والأهرامُ، والساحاتُ، والعرباتُ،

والباراتُ ، والأخبارُ، والنشراتُ في المذياعِ والتلفازِ،

 والشبكاتِ، والصفحاتِ، ما زالت هنُا في القلبِ أغنيةٌ ترددُ إنَّها:

غابت وسوف تعودْ.

___________________________


 

[1] أي ضيق مساحة الحب والعطف والحنو والاستيعاب فذات الـ" حاء" هنا هي كلمة الحب

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

1-

ADEL SALMAN - البحرين

adel_salman@hotmail.com
Wednesday, July 21, 2010 5:37 PM

أحى الشاعر على هذه القصيدة الرائعة ونحن جميعا فى انتظار عودة الفتاة الجميلة
عادل

2-

بوكرش محمد- الجزائر

founoun54@yahoo.fr
Thursday, July 22, 2010 3:47 AM

أهلا بالأستاذ الرائع الشاعر الذكي الملم النبيل بفضاء بوكرش فنون وآداب

http://boukerchmohamed.unblog.fr/

2010/07/21/15-192/#comment-9602

3-

محمود فايد - البحرين

elprins4444@yahoo.com
Thursday, July 22, 2010 10:49 PM

لقد أبهرتني هذه القصيده و لكنني تعودت على هذا الجمال من الشاعر الذه عادتا يشد إنتباهي بكلماته

4-

مجد

king700017@yahoo.com
Monday, January 17, 2011 1:13 AM

احييى الشاعر المبدع بن النيل ياسر عثمان على عذوبة كلماتة وعمق افكاره وتنوع حواره عشتى يا مصر وعاش اولادك ..ولن يموت الابداع فى مصر سيعيش عيش الارض طالما النيل يجرى والنسيم يهب وشعاع الشمس المعانق للارض السمراء فسينجب الف مليون ياسر عثمان ...تقبل تحياتى ايها الشاعر الجميل .

ضع إعلانك هنا