ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

ياسر عثمان - مصر

إلياذة الصبر

إهداء:

 إلى غزة

 عروسًا تغازلُ فجرها المنْتَظَر

ياسر عثمان - مصر*

 

قامت مـن الليلِ تبكي حُزنَ شُرفَتِها

             مهيضَةَ الحُلْــمِ حِضنَ الإلفِ تنتظــرُ

أبكى اللياليَ مـــا أبدتْهُ لهفَتُها

            وإن تدثَّــرَ فــي استحيائها الخَبـَـرُ

هزَّتْ إليها بجذعِ الشوقِ ضارعـــةً

 فـاساقطَ الصَّبرُ مهلاً: ريثمــا الثَّمرُ

لَــمْ تَسْكُبِ الحُلْمَ دمعًا، بـل تُبَادِلِـهُ

            شدوًا بشدوٍٍ لعــلَّ الحُلْــمَ يَصطَبِــرُ

كَـلَّ السؤالُ ومـــا كلَّتْ عزيمَتُهـا

          حتّـى تســاءَلَ طـوبُ الأرضِ والحَجَرُ: 

هل ينجحُ الحُلْمُ في استنساخِ نافلـــةٍ

   مـن ركعةِ النِّصرِ في مِحْرابِ من عبروا ؟

هلْ يكشفُ الليلُ عـــن فجرٍ بِنُطْفَتِهِ

                   أم يـكذبُ الحَمْــلُ والأرحــامُ تعتذرُ ؟              

          *******

إليـاذةُ الصبرِ أحنت رأسهــا خجلاً

    مــن بسمةِ الطفلِ يُدميْ صفوهـا الكدَرُ

من وجْهِ عيسى كليمِ المَهْدِ يقرؤهــا

           مِـنْ دمــعِ مَــريمَ فوقَ السطْرِ ينهمرُ

مـن طفلةِ القدسِ واستْ حُزنَ دُميَتِها

            فَــوْقَ الحُطامِ فَكَادَ الصَّخرُ يَنْفَطِـــرُ

مـنْ سيرةِ المجدِ وشمًا فوقَ أسْطُرِها

    مهيضةَ الجَفْـنِ ... لا نـَــومٌ ولا سهَرُ

من نبضةِ العَدْلِ في قَلْبِ الذي ضَحِكت

           لـــــهُ الحوادثُ والأقلامُ والسِّيَــرُ:

لـو أرهقَ السَّيرُ  في بغدادَ راحــلةً

        لِمَ لمْ تمهدْ لهـا الغبراءَ  يـا عُمَـرُ؟

                  *****

مازال ضوءٌ حييُّ الومْضِ مرتجفٌ

          يـراودُ الشمسَ عــن ومْضاتِهِ العُمُــرُ

مـــا زال يعزفُ والأنـداءُ شاردةٌ

              لــــم يَسْمَعِ اللحنَ إلا العودُ والوترُ

وكم يُوشْوِشُ كفَّ الفجرِ يسألُهــا

               عن رشفةِ النصرِ فيمـا الكأسُ تَنْكَسِرُ

عن رَبْطَةِ الشَّالِ فَوْقَ الحُلمِ تُحْكِمُهـا

             غـزالةُ الشَّرقِ عَــــلَّ الكسرَ ينجَبِرُ

تَبْكِــي الشهيدَ بعينٍ نِصْفِ بـاكيَةٍ

          إذْ خَبـَّأتْ بسمةً.. للصُّبْــــحِ تُدَّخَــرُ

                     ******

مـازالَ يســـألُ والأحــلامُ نازفةٌ

            فــي جُرْحِهِ المبتدا ..في صمتنا الخبرُ:

مـا للعروبةِ قدْ فكَّتْ ضفائرَهــــا

   وبـَانَ مِــــن جسمها مـا كان يستترُ

ومــا لشَمسِيَ تبكي حَظَّها قُرحًــا

  فَــــوقَ الغروبِ ووجـهُ الكونِ يحتَضِرُ

تبكي المروءةَ ريحُ الصَّمْتِ تنثُرُهــا

   هل سوفَ يُجْمَـعُ يومَ الريــــحِ مُنتَثرُ؟

هل قالتِ الريحُ:ما في البحرِ من سُفُنٍ

  تَبَـــرُّ " طارقَ " حيـــنَ الموجُ ينهدرُ؟

هلْ أومأ الرَّمْلُ مـا في البَرِّ من فَرَسٍ

   تَبَــــرُّ (قعْقَاعَــها) إن عقَّـهُ السَّفَرُ؟

                     *****

هوِّنْ عليـكَ، وقُـــلْ للشمسِ باكيةً

   لا تسكبـي الدمْــعَ إن مرتْ بِـكِ الصُّورُ

هـذي فلسطينُ مِلْءُ الرُّوحِ غُنوَتُهــا

               يغارُ مِــنْ لَحْنِهَـا ما أبدعَ الوتَــرُ

أحلامُهَـا البِكرُ كفُّ "الصُّبْـحِ" تكفُلُهــا

           فنمْ هنيئًا قريــرَ النَّصرِ يـــا عُمَــرُ

إن علَّمُوا القيدَ أن تختَـالَ عُقْدَتُــهُ

             فـالقدسُ تَعْرِفُُ كيفَ القيــــدُ يَنْكَسِرُ

 

*شاعر وناقد وإعلامي من مصر

Yasserothman313@hotmail.com

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

1-

عمرو فايد - البحرين

amrsaid999@hotmail.com

Monday, November 19, 2012 8:12 PM

جزاك الله خيرا
فقليل الآن من يتذكر القدس و العرب و العروبة يحزنني ما نسمع من أصوات العبيد عبيد المال و الشهوة عبيد السلطة وعدم النخوة عدماء الدين و العربة الذين يولولون على و يهددون شعب مصر بالمخطط لنزوح أبناء غزة على سينا و تنفيذ المخطط الإسرائيلي الإخواني أي عار عليهم لم يبتسم صلاح الدين حتى حرر الأقصى ونحن نخشى أن يبتسم طفل فلسطين و تضيع أرض العرب و المسلمين كاملة دون أن يتعرض أحد لأمنه هو و سلامته هو و ممتلكاته هو وا إسلاماه أين أنت يا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أين أنت يا صلاح الدين أيها الكردي العظيم بل أين كل مسلم حر  يحيي آمالنا في عودة المسجد الأقصى و أراضي فلسطين جميعا إلى أحضان الأمة و تحريرها من دنس اليهود القتلة المحتلين سأتي هذا اليوم إن شاء الله مادام هناك أمثالك من أصحاب الكلمة الحرة و الفكر الأصيل و العقيدة الصحيحة إن شاء الله جزاك الله خير الجزاء

2-

rania alardawe - المملكة المتحدة

raniaalardawe@gmail.com

Wednesday, November 21, 2012 11:03 PM

جميل جدا

قصيدة في غاية الجمال والمتانة .. تبدو فيها نضوج تجربتك الشعرية بشكل جعل النص يرتقي إلى مصاف عالية .. نص يستحق النظر والتحليل .. بارك الله فيك

ضع إعلانك هنا