.
عُمري عشرُ
سنين ْ ،
في ذاكرتي
ملحُ الأرض ِ
،
وقميصٌ
بالدمعة ِمغسولا ،
يا شبّاكَ
مدينتنِا
مذْ كان
البَدْءُ عشقناكَ ،
وكانَ الوجدُ
بماءِ العين ِ بليلا
.
عُمري عشرُ
سنين ْ ،
وأنا واقفْ ،
عندَ جلابيبِ
أبي واقفْ ،
كان جميلا ً
كالخبز ِ ،
قامتـُهُ شجرُ
الصفصافِ ،
عيناهُ
سعفٌ في
الظلمةِ يبكي سَعـْفا ،
من خلفِ
القضبان ِ
أهداني
دشداشتـَهُ ،
أهداني موتَ
الشوكِ أمامَ الأمطارْ ،
من خلف
القضبان ِ رأيناهُ
على خشبِ
الحسرةِ محمولا ،
يا زمنَ السجن
ِ
أعِدْ لي
وَجْهَهْ
أعشقُ خبزي ،
يا زمنَ الجوع
ِ
أرْجِعْني
للطبشور وأغانيَّ البيضاءْ
أعشقُ كلَّ
الفقراءْ ،
يا زمنَ
السجانْ
مذ صافحتُ أبي
من خلفِ القضبانْ
تـَعـَـلـَمْتُ
أنْ بالخبز ِ
وحدِهِ
لا يحيا
الإنسانْ .