ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

العالم العربي بين الثقافتين:الورقية و الرقمية

 

د. جميل حمداوي - المغرب

 

أصبحت شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة وسيلة ميسرة لتبادل الأفكار والمعلومات والمشاعر والأحاسيس، وآلية من آليات التواصل والتفاعل بين الناس. و قد ساهمت في تحويل العالم إلى قرية صغيرة أساسها التعارف بين الأنا والآخر، والاستفادة من كل ماهو موجود في الساحة العالمية، والاطلاع على ثقافات وحضارات الشعوب. وقد قامت هذه الشبكة في عالمنا العربي بأدوار مهمة في تسهيل قنوات الثقافة والبحث والنشر وتعريف قراء العرب بما استجد في الساحة العربية من علوم وآداب وفنون وأخبار في شتى الميادين. إلا أن ثمة مواقف تنظر إلى ماينشر في هذه الشبكة من مقالات ودراسات وأبحاث بعين الريبة والشك والطعن والنقد مادام ليس هناك مؤسسات الرقابة ولجن التحكيم والنقد والمدارسة العلمية الحقيقية.

  1. ثقافة رقمية أم ثقافة تفاعلية؟

من يتأمل شبكة الإنترنت حاليا سيجد عدة محطات إعلامية عنقودية ومواقع ثقافية تهتم بنشر نصوص المبدعين الشباب والمثقفين المتميزين، وتقوم بنشرها في أعمدة متنوعة تشمل الإبداع والنقد والمقال والبيوغرافيا والترجمة والتاريخ والمسرح والسينما والسياسة....وبالتالي، أصبح الموقع الثقافي الرقمي منبرا حرا للتعبير عن كل الأفكار التي يؤمن بها الكاتب، وينشرها بدون خوف من مقص الرقيب. و في العقد الأخير، تعددت عدة شبكات ثقافية رقمية بعضها محترم والبعض الآخر مازال مبتذلا ينشر لكل من هب ودب دون تنقيح أو نقد أو فحص أو تحقيق. والدليل على ذلك أننا نصادف كثيرا من الأخطاء اللغوية والفكرية وانحدارا في التعبير وركاكة في صياغة المضمون وضحالة في الأفكار والخلط بين الأجناس الأدبية.

ولكن للثقافة الرقمية أهمية كبرى؛ لأنها يسرت على المبدعين والباحثين والكتاب والشباب طرق النشر والتعبير عن ذواتهم وتجارب غيرهم بدون قيد أو منع أو حجز. وثمة أسباب عدة كانت وراء لجوء الدارسين والمبدعين والنقاد... إلى الشبكات الرقمية والمواقع الثقافية يمكن حصرها فيما يلي:

  • صعوبة النشر في المنابر الورقية الموجودة في البلدان التي يعيش فيها المثقفون العرب إما لقلتها وإما لعراقيل إيديولوجية وإخوانية وبرجماتية تمنع الكاتب من النشر فيها. إذا أخذنا على سبيل المثال بلدا كالمغرب، فإن المجلات التي تحتوي على ملحقات ثقافية معدودة على الأصابع ، وتخصص للثقافة حيزا قليلا كجريدة العلم، اللسان المعبر عن حزب الاستقلال، وجريدة الاتحاد الاشتراكي التي تحمل في عنوانها اسم حزبها، يصعب على أي كان مهما كانت ثقافته وكفاءته النشر في هذين المنبرين إذا لم يكن المرء منتميا إلى الحزب أو يعرف أحد المسؤولين عنه الذي سيتدخل له إلى المشرفين على الجريدة ليسمحوا له بالنشر. وحتى إذا قبل المقال أو النص الإبداعي، فإن المقص موجود حتما ليتحكم في المكتوب أو النص تصغيرا أو تكثيفا أو تقطيعا، وبذلك يخضع النص لمقص بروكوست ليلائم سريره المصطنع. وإذا نشر الكاتب مقالا في هذا المنبر، فعليه أن ينتظر شهورا وشهورا أو سنة أو سنوات عدة لينشر له مقال آخر، اللهم إذا تسلح الكاتب بالوساطة والارتشاء ونزع عنه بريق مروءته الأخلاقية. فهذا الوضع هو الذي يجعل المبدعين والكتاب يهربون إلى المواقع الرقمية بحثا عن النشر والإصدار لسهولة العملية وانعدام الرقابة وإكراهات الأدلجة وضغوطات الانتماء.

  • يجد المثقفون صعوبة في النشر والإصدار لأسباب مادية قاهرة ولاسيما أن طبقة المثقفين العرب طبقة ذات دخل محدود كالمغرب وتونس والجزائر ومصر ولبنان.....ولنكون أكثر واقعية وصراحة، فإذا أراد باحث من المغرب أن يرسل مقالا عبر البريد المضمون إلى مجلة من المجلات الخليجية، فإن الثمن سيكون باهضا ومكلفا بنسبة تتفاوت بين مائة درهم أو مائتين وربما أكثر. ومن هنا، فلا يمكن لآي باحث الاستمرار في النشر بهذه الطريقة التي تستنزف جيب الباحث بشكل فظيع. وهذا ما يدفع هؤلاء للبحث عن مواقع ثقافية رقمية لاتتطلب إمكانيات مادية أو تضييعا للوقت أو إهدارا له في الانتظام في صفوف أمام شبابيك البريد، فيكفيه أن يرسل مقاله عبر البريد الالكتروني السريع والمجاني بطبيعة الحال إلى كل المجلات الورقية والرقمية التي يفضل أن يتعامل معها.

  • التخلص من صرامة المراقبة والتوجيه وبيروقراطية التحكيم التي تحرم كثيرا من المبدعين والدارسين من لذة النشر والإصدار كما هو شأن بعض المجلات الورقية الخليجية (نزوى، الدارة السعودية، عالم الفكر، علامات، جذور، الآداب....)، والتي تركز على الجودة والمعاصرة وحداثة المضمون والدقة في التوثيق الأكاديمي والانسجام مع شروط المجلة واحترام ضوابط المطبوعة. وقد يستبعد نشر الإبداع الشعري والقصصي والمسرحي كما هو حال مجلة عالم الفكر وجريدة فنون الكويتيتان...وأمام هذا العائق الإداري، يلتجىء الكتاب إلى الشبكات العنقودية لنشر أعمالهم بدون منع أوعراقيل تذكر أو فرض رقابة على منشوراتهم من قبل مسؤولي هذه الشبكات إلا في الحالات النادرة الاستثنائية.

  • الرغبة في الشهرة والانتشار بين قراء العالم العربي والغربي على حد سواء و التي لا يمكن أن تحققها المطبوعات الورقية المحدودة في التوزيع؛لأنها مقننة ومحددة بمقاييس صارمة ومضبوطة. كما أن هذه المنشورات الورقية تصدر بشكل بطيء شهريا أو دوريا أو فصليا أو سنويا مما يحرم الكثير من المثقفين من عملية الطبع والنشر. بيد أن المواقع الثقافية تمنح الشهرة بسرعة لكل كاتب حقق التراكم الكمي والكيفي الذي بهما يصل إلى كل القراء في كل أصقاع العالم العربي والأجنبي.ويمكن أن يحقق الكاتب الشهرة التي يريدها ويرغب فيها بدون قيد ولامانع إذا واظب واجتهد وأتى بالجديد من الأفكار والأساليب والكتابات. وهناك منابر رقمية تبحث عن الكتاب والمبدعين جاهدة للمساهمة في إثراء أعمدتها الثقافية كموقع الورشة الثقافية والقصة العربية و رجال الأدب.... ويلاحظ أن هناك بعض المواقع تساهم في تحقيق شهرة الكاتب مثل: الأفق الثقافي، ودروب، ومجلة العرب، وملتقى شعراء العرب، والندوة العربية، والفوانيس، ومنتدى مسرحيون، والتجديد العربي، والقصة العربية، والقصة العراقية، وعراق الكلمة، وكتابات، والحوار المتمدن، وديوان العرب، وأقلام الثقافية، وموقع المغرب- بوابة المغرب، ومسرح الطائف، واتحاد كتاب الإنترنيت العرب، وكيكا، وموقع رجال الأدب العراقي ...

  • السرعة الهائلة في نشر كل ما يريده المثقف أن يرسله إلى المواقع الرقمية ، إذ يمكن له أن ينشر العشرات من المقالات في أسبوع واحد وفي مواقع متعددة دون أن يسيء إلى أي موقع يريد احتكار مقال الكاتب أو الاستحواذ عليه ، وهذا مالا توفره المطبوعات الورقية المقننة بضوابط صارمة وشروط نشر قاسية مذيلة بخطوات توجيهية متعددة يصعب أمام الكاتب أن يستجيب لها بكل طواعية أو إكراه. كما أن الذي سينشر له المقال لايسمح له بنشره في منبر آخر إلا إذا مر عليه وقت كاف تحدده إدارة المجلة أو الكتاب، وهذا ما يجعل أيضا الكثير من الناس غير قادرين على الاطلاع على ذلك المقال في تلك المجلة أو تلك ، ولاسيما أن المطبوعات تعاني من سوء التوزيع في العالم العربي، وقد تمنع لأسباب سياسية وإيديولوجية. ففي المغرب مثلا لاتصلنا المطبوعات الجزائرية والقطرية والعكس صحيح أيضا لأسباب سياسية وصراعات تافهة مصطنعة.

  • تحيين نشر النصوص والأخبار والمقالات في ظروفها الزمنية المناسبة ودواعيها السياقية، و لايمكن أن يتحقق ذلك بشكل سريع وفعال في المجلات والكتب الورقية التي تطبع بشكل بطيء ولا تلبي كل حاجيات الناشرين ورغباتهم المطلوبة، لذلك يبقى الانتظار والتسويف والمماطلة والرفض من سمات النشر الورقي في العالم العربي قاطبة بدون استثناء.

  1. إذا كانت المنشورات الورقية لاتحقق غالبا التفاعل الحقيقي المطلوب بين الكاتب والقارئ ، فإن المواقع الثقافية تسهل ذلك التجاوب بين الكاتب والمتلقي عن طريق التعليق والقراءة وتحديد المقال الأكثر قراءة وضبط عدد قراء المقالات. ومن خلال تعليقات القراء، يدخل الكاتب معهم في تفاعلات في شكل ردود سريعة مقتضبة أو مطولة أو مقالات نقدية تنصب على تقويم أفكاره وطريقة كتابته. ولا يخلو هذا النقد أيضا من التجريح والنقد اللاذع الساخر لوجود حرية كبرى لدى المتلقي ليصوب جام غضبه على المبدع أو الناقد. .

وعليه، فإن الشبكات الرقمية كما تساهم في إثراء ثقافة رقمية أحادية الجانب، تساهم كذلك في إغناء ثقافة تفاعلية يشارك فيها الكاتب والمتلقي عن طريق الحوار والتواصل والتفاعل النصي وردود فعل القراءة.

  1. هل المواقع الرقمية عبارة عن عمل عربي جماعي أم كيانات منفصلة؟

من الملاحظ أن معظم المواقع الإلكترونية العربية تشتغل بشكل منفرد وشخصي، ولا يصل أي موقع مهما تعدد أفراده إلى موقع عربي جماعي مشترك. ويعني هذا أن الشبكات الثقافية الرقمية كيانات منفصلة وكانتونات مجزأة، كل واحدة تشتغل بمفردها وبطريقة برمجية خاصة بها، وبشروطها التي تستسيغها وتراها مقبولة لديها. وهذا ما يجعلها غير قادرة على المواكبة والمتابعة وإرضاء كل الرغبات والطلبات والدعوات، و العجز - بالتالي -عن نشر كل ما يرد إليها من نصوص ومقالات وكتب، ناهيك عن معاناتها من نقص الموارد المادية والإمكانات المالية والبشرية كما هو حال مجلة جسور والحوار المتمدن وموقع المغرب..

إذاً، هناك نقص في الدعم وضعف في الموارد المسخرة ، وهذا يؤثر سلبا على هذه الشبكات الرقمية ، حيث نجد بعضا من هذه المواقع لا تتوفر على مطبعة الكترونية أو تعاني من سوء توزيع المواد على الأعمدة أو تشكو من صغر الحيز الفضائي الرقمي المخصص لها أو تتوقف عن الاشتغال بسبب الأعطاب الآلية المتكررة أو هي بطيئة في التوثيق والتنظيم وتهيئ الأرشيف وفهرسة المواضيع. كما أن هناك مواقع لاتتوفر على تقنيات استثمار الصور الفوتوغرافية وتشغيل تقنيات التصوير. وهناك مواقع تبدو عليها ملامح الرفاهية والأناقة في الإخراج والتشخيص والمونتاج، بيد أن موادها الرقمية هزيلة. وهنا أفتح قوسا لأثبت بأن هناك أنواعا و أنماطا من المواقع الثقافية:

    1. مواقع ثقافية شخصية أو فردية؛

    2. مواقع في شكل شبكات رقمية عامة؛

    3. مواقع النوادي والجمعيات والمنتديات والأحزاب؛

    4. مواقع إعلامية فضائية وتلفزية ؛

    5. مواقع الصحف والمجلات الورقية،

    6. مواقع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية؛

    7. مواقع ثقافية أجنبية.

وعلى الرغم من أهمية الشبكات الرقمية والمواقع الالكترونية الفردية والعامة ،إلا أنها لا يمكن لها أن تحقق نهضة أدبية فعالة، وأن تستمر في أداء رسالتها الإعلامية إلا بتضافر الجهود الجماعية والتكتل في تحالفات موقعية والاشتغال في إطار جماعي بمساعدة الدولة أو الاستفادة من مساعدات الجهات الأخرى في شكل شراكات ثقافية لصالح تنوير المجتمع العربي وتوعيته إعلاميا وثقافيا. أي إنه من الضروري أن تساهم هذه المواقع في خلق شبكة ثقافية عربية مشتركة تجمع جميع الأقلام الواعدة والبالغة في التميز الإبداعي والنقدي والعلمي لخلق ثقافة إبداعية قوامها الجودة كما وكيفا وتأصيل الثقافة العربية والاستفادة من كل ماهو جديد علاوة على تكوين ملفات حول قضايا ومدارس واتجاهات أدبية وفنية وإعلامية وسياسية وبلورتها في منجزات نظرية وتطبيقية.

3- الإنترنت والحركية الثقافية في العالم العربي:

لقد حققت المواقع الثقافية العربية نجاحا كبيرا في استقطاب كثير من القراء الذين عجزت المطبوعات الورقية عن جذبهم لأسباب عديدة منها: مجانية المطبوع الرقمي و في المقابل غلاء ثمن الجرائد والكتب والصحف الورقية المطبوعة. وهكذا نجد أنفسنا أمام عدد لا يستهان به من المواقع الشخصية والثقافية العامة التي تسهل على الكتاب عملية الطبع والإصدار نشرا وتسويقا وإشهارا. وبسبب هذا التساهل في عملية النشر الرقمي، وجدنا عددا كبيرا من الكتاب من مختلف الأعمار يكتبون ويبدعون وينقدون بكل حرية وبدون رقابة إدارية أو مؤسساتية. وهكذا ألفينا حركة ثقافية كبرى تشهدها هذه المواقع الرقمية، وتفاعلا ثقافيا حيويا غنيا بالحوار والإبداع والنقد والترجمة والمثاقفة. وصارت المواقع الرقمية مصدرا أساسيا في البحث والتوثيق، و مكتبة دسمة للتنقيب عن المعلومات والجديد من المعارف والأفكار والنظريات الحديثة، وخزانا للمراجع والمقالات والأبحاث المفهرسة والموثقة. وهذه النهضة الثقافية والإبداعية عجزت عن تحقيقها مؤسسات الدولة ووزارات الثقافة العربية على الرغم من ضخامة إمكانياتها المادية والمالية والبشرية المرصودة؛ والسبب في ذلك هو اعتمادها على ثقافة الأسماء الكبيرة والأصوات المتميزة واعتماد سياسة الانتقاء والتمييز الثقافي . ومن ثم، ستتحول الثقافة في المستقبل القريب إلى ثقافة رقمية تعتمد على منابر الإعلام الرقمي وشبكات الإنترنت الالكتروني. وقد حان الأوان لكل مؤسسة حكومية عامة أن تنخرط في هذا الفعل الثقافي لمواكبة الثقافة الرقمية، وإلا سيتخلف بها الركب وتكون على هامش التاريخ تعيش على حنين المطبوع الورقي والإقصاء الإبداعي.

4- مستقبل الثقافة الورقية والرقمية:

إن مستقبل الثقافة كما قلنا سابقا هو للثقافة الرقمية والمواقع الالكترونية. وقد بدأنا نسمع اليوم عن جريدة رقمية وكتاب رقمي، وسيحلان- إن شئنا أو أبينا- محل المطبوعات الورقية والكتب المغلفة التي سيتجاوزها التاريخ وصيرورة الزمن المتسارع بطفرات إيقاعية هائلة بفضل التطور التقني والإعلامي.

هذا، و يعد الأديب والروائي الأردني محمد سناجلة أول من أصدر روايات ونصوصا قصصية وقصائد شعرية رقمية في موقع اتحاد كتاب الإنترنت العرب ، إذ نشر رواية ظلال الواحد سنة2001، ورواية شات سنة2005 ، وأخيرا هو بصدد نشر مجموعته القصصية صقيع. وتندرج هذه الأعمال الرقمية ضمن الأدب الرقمي الواقعي. ويلاحظ على أعمال محمد سناجلة الرقمية أنها تستفيد من الغرافيك والتصوير السينمائي والموسيقى والغناء والمونتاج والفلاش باك وتقنيات الميتاميديا الجديدة مما يجعل نصوص محمد سناجلة أمام إشكالية التصنيف والتجنيس نظرا لكونها انزاحت عن المعايير الفنية الكلاسيكية والجديدة المعروفة في الكتابة الورقية السائدة. فهل نعتبر- إذاً- ماكتبه محمد سناجلة موسيقى أو رواية أو قصة أو سينما ...؟! ويعني هذا أن هذه الأعمال الرقمية كسرت معاير الأجناس الأدبية وأعراف النوع وأنماط النظرية الأدبية المعهودة في كتاباتنا المدرسية ، وحتى القارئ أصبح من طينة جديدة: هل هو متصفح رقمي أم متقبل أم سامع أم متفرج أم مشاهد....؟! وستنتقل الأجناس الورقية في عهد قريب إلى أجناس رقمية جديدة ؛ مما سيمكن الحديث عن مسرحية ورقية وكتاب نقدي ورقي وديوان شعري ورقي. وبطبيعة الحال، سيؤثر كل هذا على المطبوعات الورقية والنشر الورقي والثقافة الورقية والحضارة الورقية.

ولكن على الرغم من هذه الثورة الإعلامية والتقنية الجديدة، فإن الكتاب الورقي والمجلة الورقية سيكون لهما مكانتهما الثقافية في عالمنا العربي، وإن كان ليس بالكيفية و الطريقة والقيمة التي كانت لديهما.

وخلاصة القول: إن الثقافة العربية في المستقبل ستكون ثقافة مزدوجة تجمع بين ماهو رقمي وماهو ورقي. ولكن ستصبح الثقافة الرقمية هي السائدة والمهيمنة ليسرها وسهولتها وسرعتها وتطورها الإعلامي والتقني وتكاليفها اليسيرة التي ستستغني عن الورق وقطع أشجار الغابات التي تستخدم في صناعة الكتب ونشر الثقافة الورقية. ولكن على الرغم من سلطة ماهو رقمي في المستقبل، فإن الكتاب سيكون حاضرا ، ولن يستغني عنه القارئ وفاء لطقوس القراءة الكلاسيكية وحنينا إلى ثقافة الورق ولذة الشمس والنور الرباني الطبيعي بدلا من لذة الأشعة البصرية والأضواء الاصطناعية.

 

ملاحظة:

جميل حمداوي ص.ب:5021 أولاد ميمون الناظور62002، المغرب.

 

jamilhamdaoui@yahoo.fr

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا