ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

محمد حلمي الريشة في "معجمٌ بكِ"

صهيلٌ لا تجمحُ مهرتُه إلاّ في سهلِ المخيّلةِ

راوية بربارة - فلسطين

 

"مُعْجَمٌ بكِ" للشاعر محمد حلمي الريشة؛ معجمُ حبٍّ يستنبطُ من جذرِ الشّعرِ لغةً جديدةَ المعالِم كأنثى محمد حلمي الريشة:

آنَ لِي

[ بَعْدَ انْخِطَافِي إِلَى بَرْزَخِ الْحُلُمِ ]

أَنْ أَشُدَّكَ خَصْرًا

وَحَصْرًا

نَحْوَ لُغَتِي

كَيْ أَتَهَجَّاكَ، وَتَبْقَى

أَبْجَدِيَّتِي المَالَ عَرْشُهَا

إِلَى صَوْتِ

صَادِ الصَّبَابَةِ

وَبَلِيغِ بَائِهَا

(المجموعة ص 38-39)

 

معجمُ علاقاتٍ تربِطُ "ما بعد" (القسم الأوّل من المجموعة) بنشوةٍ يكتنهها عاشقٌ ما شبعَ من نَهَمِ الأشواقِ.. يراودُ، لا يقطفُ ثمرةَ الحبِّ، فيظلُّ جائعًا إلى المحبوبة "ناصتًا إِلَى هِرَّةِ خُشُوعِهَا مِنْ شِدَّةِ شُبَاطِهَا".


معجمٌ بكِ؛ معجمٌ شعريٌّ يمزجُ بينَ اللغةِ والمحبوبةِ حتّى تخالَ اللغةَ روحًا والمحبوبةَ جسدًا. قصائدُ تجعلُ نبضَ شرايينها حروفًا تتدفّقُ حرفًا حرفًا، تستنزفُ دمَ القارئ الباحثِ عن تجميع الأصواتِ، لتصدحَ كلِمةٌ تنزُّ أثيرًا وطيوبًا:

لاَ وَزْنَ لِي فِي طُقُوسِ جَاذِبِيَّتِهَا المُضْمَرَةِ؛

أَ

شْ

تَ

ا

قُ

كَ

هكَذَا ..

تَدَلَّتْ حُرُوفُهَا كَانْدِلَاقِ دَالِيَةٍ

فِي حَلْقِ عَيْنَيَّ،

وَهكَذَا..

لَملَمْتُ عِنَبَ شَهْقَتِي.

(المجموعة ص 51-52)


"معجمٌ بكِ"؛ لغزٌ أفُقيُّ التركيبِ عموديّ المعنى، مثلث المبنى (ص11-17)، يتّكئُ على الانزياحاتِ اللغويّة ليَصْمدَ نَفَسًا مغايرًا في عاصفة الشّعرِ المتناثرِ في فوضى الحبر المجتاحةِ أيّامنا.


لغةٌ تتفجَّرُ بهدوءٍ.. تنثالُ شلاّلَ إضافاتٍ تَجرُّكَ لاهثًا وراءَ المضاف إليه، بعدَ أنْ تكونَ قد هيّأتَ انسيابكَ القرائيّ لِتوقُّفٍ اضطراري.


"معجمٌ بكِ"؛ كتابٌ أوراقُهُ صفحاتُ سنواتِ ما بعد وما قبل الحبِّ، سطورُهُ كانت فارغةً بوجودٍ لا معنى لهُ بدونِ تلكَ المشاعرِ الفيّاضَةِ المتدفِّقَةِ حِبْرًا يُرَطِّبُ إبهامَ محمّد حلمي الريشِة ليقلبَ الموازينَ.


كتابٌ تتشكّل فيه المعاني على هواها في صورٍ غير مسبوقةٍ لا شعرًا منثورًا ولا شعرًا مقفّى.. تتشكّل فيه الحروفُ بتكثيفٍ يختزلُ كلَّ الروابط اللّغويّة تاركًا روابطَ القلبِ ووريدَهُ وشريانَه الأورطيّ يربط الكلمات دون أسماء موصولة، فتنشغل الضّمائر بتصريف الأفعال مع ياء المتكلّم، وتنصرف ضمائر القرّاء لتصريف علاقات ممنوعة من الصّرف.


"معجم بكِ"؛ كتابٌ "طافحٌ بحروف العطف، نافرٌ بنون نسوةٍ واحدةٍ"، يلثمه محمّد صفحةً صفحةً.


"معجمٌ بكِ"، صهيلٌ لا تجمح مهرته إلاّ في سهل المخيّلةِ، لتتعبَ اللغة مِن ازدحام المشاعر، ولا يتعبُ الشّاعر من ازدحام المحبوبة واللغة اللتيْن لا تستأذنان لا باب القلب ولا باب الشِّعر...


"معجم بك"؛ انخطافٌ يشدُّ خاصرة اللغة، يتهجّاها بحرفين: صاد الصّبابة وبليغ الباء.. صبٌّ أنتَ يا شاعر.. شاعرٌ أنتَ أيّها المعجميّ.

 



* ألقيت في الندوة التي أقيمت بدعوة من جمعيّة إبداع – كفر ياسيف.

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا