ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

يمكنكم إرسال الحورارات الأدبية أو الفنية للموقع إليكترونياً على adab@arabicnadwah.com أو بالضغط على هذا الرابط.

فاطمة الزهراء بنيس - المغربفاطمة الزهراء بنيس: أسلك  المنهج الصوفيّ للوصول إلى مبتغايَ الشعري و الشعوري

ندوة - هونج كونج

حوار :  إبراهيم الحجري - المغرب

 

قليلة  هي الأسماء الشعرية المغربية الجديدة التي تحس بنار الجاذبية إلى نصوصها فور قراءتها , فكثير منها يميل للاجترار أو إعادة الإنتاج أو الكولاج اللغوي, حيث يسود مهرجان الصور و اللغة فيما تغيب الرسالة ويختفي المعنى.... ومع أنني لم ألتق الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس يوما , و لا أعرفها إلا من خلال بصمتها الشعرية , وحفرها في مورفولوجيات المعنى الشعري .فقد أحسست  بحرارة الصدق في مكتوبها , وتلمست مدارج الطريق الفنية المتوازنة التي  تعبرها  في معانقتها للحظتها الشعرية بثبات  و يقين . و أنت تقرأها  لا يسري بداخلك  ملل مقارعة المعاني, و لا تشكو أبدا  من همّ ثقل اللغة , فهي تسري  إليك مخاتلة تستهويك حتى و أنت غافل  عنها .  إنها تجعل النص  يحكي  , مثل جسد  عظيم  سيرته الحمراء . وتحول التبض الإنساني  إلى لغة متطايرة  في المطر  و الرذاذ .طوبوغرافية  نصوصها  حالمة  بحدود لا متناهية و خارطة المعاني  لديها تتسلل من  من أقصى العمق : عمق الوجدان , وعمق العشق , وعمق الإنصات  للعالم  الداخليّ و الخارجيّ.

صادفناها ذات غروب  وهيَ تناجي  في خلوة  قمرها الجميل فحلّقنا  معا  في هذه الدردشة الشعرية

 

 

1- من هو القمر الذي تحملين بين ذراعيك؟

أنا من حُملتُ بين ذراعيْ قمر...

قمرا أبدعته مخيّلتي في فضاء وجداني بعيد عن الأرض, هو لا يُرى  ولا يُلمس إنه مجاز روحاني  لكنّه أصدق من أيّة حقيقة.

 

2-   تتميز لغتك بالقوة، والإيجاز مع أن المجموعة غاصة بالمعاني، ويخيل إلي أن وراء كل كلمة بحرا من الدوال والمعاني. من أين تهب هذه الميزة، هل هو وعي بالاشتغال أم هي لحظة فطرية ترتجل نفسها بعد دخول محراب تجربة الكتابة؟

  نصوصي الشعرية ترتكز لبنتها الأولى على انفعالات ذاتية وإشراقات روحية في لحظة فطرية أدخلُ فيها  محراب الكتابة  غير واعية بما ستُثمرُ التجربة لأن العملية الإبداعية بالنسبة لي هي تجربة فيزيولوجية بقدر ما هي نفسية و لكن بعد  ولادة النص  لا بد من الاشتغال الفني  دون المساس بجوهره كالجنين  عند ولادته نُحمّمه  ونُلبسه  لكنّنا  لا نستطيع  تغيير خلقته.

 

3-   يطفو عبر النص نفس صوفي عميق، وتحضر تجارب بعض المتصوفة وأفكارهم عبر المحكي الشعري. هل كنت تتناصين مع التجربة الصوفية عن قناعة أم أنها أحضرت نفسها توافقا مع طبيعة الحساسية الشعرية التي كنت تعيشينها آنذاك؟

 

أدرك مدى عمق الصلة التي ربطت تجربتي الشعرية بالتجربة الصوفية خاصة في المرحلة الأخيرة ...و رغم  أني أسلك المنهج الصوفي للوصول  إلى مبتغايَ  الشعري ّ و الشعوريّ متكئة على اللغة الصوفية من خلال مصطلحاتها  الإشعاعية  واستبطان معانيها الروحية العميقة إلاّ أنني لم اتناص مع التجربة الصوفية  ربّما من فرط هيامي بها  فكرا و إبداعا اسْتحضرتها  دون وعي.

 

4-   تعتبر الذات بؤرة عبر المجموعة بوصفها أنثى تحكي سيرتها الكونية شعرا، وتتخذ هذه الذات من الأنوثة سحرها الذي تشغل به الوجود النصي فتصيرا وثنا، أو مركزا تدور حوله العناصر. من هي هذه الذات؟ هل هي مطابقة للذات الشاعرة أم هي حواء عموما أم هي امرأة نموذج ترسخها الشاعرة فاطمة الزهراء عبر محكيها الإنساني؟

 

مهما حاولنا التخلص من الذات في الكتابة إلاّ أننا لا نستطيع.... تظلُّ تطاردنا بحمولاتها  المتعدّدة المنابع ......   فنرضخ  لها تارة عن وعي وتارة عن غير وعي , في مجموعة  ( بين ذراعيْ قمر)  هناك بعض النصوص تحكي السيرة الوجدانية للذات الشاعرة بانتصارها وانهزامها  و البعض الآخر  يكشف عن  حواء ككائن غير قابل للوأد ولا يمكن  للحياة أن تكون دونه  لأنّه  محور الوجود.

 

5-   ما الذي تقوله نقط الفراغ لديك؟ صحيح أن الشاعر لا يؤول محكيه. لكن لو اعتبرناك قارئة لهذا الديوان. ما الذي يمكنك اكتشافه من دوال مستغورة يفتحها الفراغ؟

في حالات معينة تصير اللغة عاجزة عن إيصال ما يختلج في أغوار الذات  .... عن تكوين كلمة يقارب معناها  المعنى الذي نرومه فتكون نقط  الفراغ بمثابة لغة صامتة  ...., لو كنتُ قارئة لهذا الديوان ربما  استطعت ملأ تلك  النقط  بما يرضي شهيّتي  مكتشفة بذلك  صورا شعرية قد تُشرّحُ الذات  الكاتبة أكثر.

 

6-   نلاحظ في مجموعتك ظاهرة تقطيع الكلمات والمقولات الدلالية. هل يدل ذلك على التشظي أم على المفارقة أم على السخرية من اللغة ذاتها أم ماذا؟

 

لا يمكن لي أن أسخر من اللغة .... من الكائن الذي شكَّلني عكس التيار, اللغة بالنسبة لي مقدّسة , تقطيع الكلمات في قاموسي الشعري هو إيحاء  للتشظي الروحيّ والجسديّ معا , عندما نكون  في وجع  عميق ويتعذّر علينا النطق  حينئذ  نُخرجُ الكلمات مُقطّعة  لأننا غير قادرين على  رتق الحروف.

 

7-   في نظرك هل الأنوثة مركز الكون؟ كيف تبررين ذلك فكريا؟

الأنوثة مركز الكون لأنها مصدر للخلق  والعطاء ومنبع للحياة  و إذا كان ابن عربي قد قال : المكان الذي لا يُؤنث لا يُعوّل عليه , أضيف أنا : الإنسان الذي لا يخضع للأنوثة بمعناها الفلسفي وليس النوعي  لا يُعوّل  على إنسانيته .

8-   يتهم البعض الجيل الجديد من الشاعرات بالتجاوز الأخلاقي، وكتابة العراء، والهجس بالحميميات، وهتك المستور، وتمييع الدلالة واللغة... ما رأيك؟

أولا هناك اختلاف  في معنى الأقوال التي  تفضلت بها فالتجاوز الأخلاقي وتمييع الدلالة اللغوية ليس هو مكاتبة العراء وهتك المستور فليس كل من حاول التخلُّص من القيود  وكشف المستور والمسكوت عنه من خلال لغة إبداعية تبيح له  ما لا يباح باللغة العادية  قد تجاوز الأخلاق وميّع الدلالة اللغوية ..... ثانيا  ليس بجديد على مجتمع مازل ينظر للمرأة نظرة ناقصة أن تبثَّ فيه مثل هذه الاتهامات ... و إذا عدنا لتاريخ الكتابة النسائية  سنجده  مثقلا بالتجريح و التشكيك  بمعنى أنَّ المرأة المبدعة دوما   متهمة قد تختلف التهم المُوجّهة إليها  من جيل إلى آخر لكنّها تظل في قفص الاتهام ...أتساءل لماذا لا يُنتقض الكاتب عندما يكشف عن حميمياته  و معاناته النفسية والجسدية  ؟ ببساطة لأن منظومتنا الاجتماعية  منظومة ذكورية بامتياز وبالتالي للمرأة نصف ما للرجل بدء من الأشياء البسيطة إلى الأشياء الكبيرة  و أرجو ألاّ يُفهم من كلامي أنني أدافع عن  نوع  معيّن من الكتابة النسائية  ولكنّني أطالب  بعدم الكيل بمكيالين إذا كنّا سنرفض الكتابة عن الجسد نرفضها أكان مصدرها رجلا أو امرأة ..

مع أنّ الكتابة عن الجسد لا تعني أبدا التجاوز الأخلاقي بل ربّما  تكون  سبيلا للسمو.

 

9-    نعرف بأن الجسد ثقافة عميقة، وهو عنصر يحضر بقوة في النصوص الشعرية عبر هذا المنجز، هو جسد أنثوي يفيض بفتنته، وغوايته، ومعتز باستعلائه المغري. لكنك استخدمته علامة صوفية إشراقية مموهة. هل ترين بأن التجربة الصوفية ما تزال لها قوة تجعل استلهامها نصيا له ما يبرره سوسيوثقافيا؟

 

أومن بأنّ الجسد وطن للروح لهذا أعتزُّ بجسدي  وبهويّته الأنثوية , في نظري مازال للصوفية حضور قوي يجعل الذات المبدعة تستلهمها نصيّا  وما يبرر هذا الحضور الباذخ للصوفية   هو أنها ملاذ  فكري وروحي آمن  لكل المتمرّدين على النظام السوسيوثقافي..الصوفية لا يلجأ إليها المتصالحين مع محيطهم دوما كانت علامة رفض  للنقص المفروض على الإنسان و شوق موجع نحو الكمال .

10- تقولين في النص (ص 87) "حمدا.../ للحلم الذي هامسني/ ومد لي نخب انتشائي/ لجرعات/ توحي/ بملذات/ لا تفشى ولا تذاع"، ويظهر أنك عشت ما عشت من لذة مستحيلة عبر تجربة الكتابة في هذا النص، ورأيت ما رأيت، لكنك تريدين التكتم على هذا العالم الصوفي العميق والمغري. هلا تحدثينا عن هذا الحلم الرائع؟

لو كنتُ أستطيع التحدث عن هذا الحلم الممزوج باللذة والألم  ...الحلم الذي  أنار حواسّي ورفّعني عن نمطيّة الليل  لما دوّنته إيحاءات شعرية ,  هو سر  عميق من أسرار الكتابة لا يُكشف  إلا لمن اسْتغْورَ لبَّ النص.

 

11- أخيرا، لعلك تلاحظين أن بعض النقاد أصبحوا يميزون بين كتابة ذكورية وكتابة أنثوية أو نسوية. هل تستسيغين هذا التصنيف؟

أستسيغ  هذا التصنيف في حالة  ما إذا  كان لا يقلّل من القيمة الإبداعية للكتابة الأنثوية

(  أفضل  مصطلح الأنثوية بدلا من النسوية  )

أستسيغه كاختلاف في طريقة التعبير  داخل وحدة إبداعية  مشتركة . هذا الاختلاف ممكن أن يتواجد حتى داخل الكتابة الأنثوية نفسها.

 

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

 

ضع إعلانك هنا