ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

يمكنكم إرسال الحورارات الأدبية أو الفنية للموقع إليكترونياً على adab@arabicnadwah.com أو بالضغط على هذا الرابط.

لبنى ياسين - سوريةلبنى ياسين: نحن نقرأ الأدب مجردا من كل شيء إلا من الدهشة التي يتركها فينا

 

ندوة - هونج كونج

حوار: أحمد مظهر سعدو

عندما أطلقت القاصة السورية لبنى ياسين مجموعتها القصصية الأولى أبهرت الكتاب قبل القراء.. مما دعا أسامة أنور عكاشة لأن يعلن دهشته بما قرأ لها .هذه القاصة السورية ذات النشاطات المتعددة والمختصة بالقصص القصيرة أنتجت مؤخرا مجموعة قصصية جديدة.. حاورناها حولها وحول أمور أخرى أدبية وثقافية فاستمعنا إلى آرائها الصريحة والمتميزة فكان هذا الحوار :

1-             ما آخر نتاجاتك الأدبية يا سيدة لبنى ؟

منذ عدة أشهر طبعت مجموعتي (أنثى في قفص) في الرياض حيث رأت النور, وكان لها صدى طيبا ولله الحمد,وهي مجموعة قصصية تحمل هموما نسائية, ذلك أن عملي في مجلة حياة نسائية الطابع وجه قلمي قليلا باتجاه هموم النساء, لكن ذلك لا يعني أنني صلبت قلمي في زاوية محددة, ما زال الإنسان وهمومه وقضاياه أرقي المحبب, والمجموعة الثالثة كما الأولى فيها هموم الوطن وفلسطين والعراق, وفيها مواطن وسجن وحرية,وأنا الآن بصدد طباعتها في دمشق  إن شاء الله.

2-       وهل تعتقدين بأن الأوضاع السياسية العربية الدراماتيكية ستنعكس مباشرة على الإنتاج الأدبي لكِ ولزملائك من الأدباء ؟


بالتأكيد, فالأديب جزء من فسيفساء مجتمع واسع الطيف بهمومه ومآسيه وكوارثه وحزنه وفرحه وحروبه وتمزقه وكل ما قد يعتريه من أعراض للخيبة أو للفرح أو للحزن, ولا يستطيع إنسان فضلا عن كونه أديب أن ينسلخ عن هموم وطنه, وعندما يتعايش الأديب مع المآسي والكوارث والحروب وكل ما يعترينا الآن من خيبات تهد الجبال, تقتحمه الأحداث والتفاصيل بقوة, وتتسلل عبر مفرداته وجمله, وتعلن نفسها بوضوح داخل نتاجاته الأدبية وحتى الفنية, وكما تعلم الأدب بحد ذاته هو تأريخ جمالي لأحداث المجتمع ومشاكله وهمومه, تأريخ لا يحمل بالضرورة  أرقاما وتواريخَ وأسماءَ واضحة, لكنه يحمل على عاتقه نقل المنعطفات التاريخية للأجيال القادمة من زوايا مختلفة,  أليس هناك ما يعرف بأدب الانتفاضة؟ ألم يكن ذلك الأدب مرآة لما يجري في فلسطين من قتل وتدمير وتهجير  تعرض إليه الفلسطينيون, أظن أننا في الأيام القادمة سنقرأ عن أدب الاحتلال في العراق, ومن يدري قد يحالفنا الحزن بقراءة أدب غوانتينامو وابوغريب, وآداب  اتركها تحت احتمالات مفتوحة للخيبة لا أريد حتى التفكير بها في هذه المرحلة التي تحمل قدرا هائلا من الكوارث غير الطبيعية التي نتجرعها يوميا مع الأخبار  .

3-       في أدبك رونق خاص يشعر المرء بعد قراءته أنه ( السهل الممتنع ) فهل هي السمة الأساسية لأعمالك أم أن لذلك أسباب أخرى ؟

لا ادري, كل ما اعرفه أن الفكرة تطرح نفسها علي بقوة وينساب قلمي على الورق فيرى نصي النور تاركا في قلبي شعور دافئ بالرضا, لكنني من جهة أخرى أحب هذا النوع من الأدب, ورغم إعجابي الشديد بتلك اللغة الباذخة للنصوص المفعمة بالغموض والتعقيد التي توضع تحت خانة ما يعرف بأدب النخبة, فهي تترك في داخلي ومضة انبهار رائعة الا أنني لا أجد نفسي فيها, استمتع أكثر بقراءة نص يخرجني من مكاني لأعيش أحداثه التي يرسمها الكاتب بانسيابية زمانية ومكانية تجعل مني احتمال بطل أسير وأتكلم وأحلم وأفكر عبر شخصيته ومن خلال الأحداث التي يمر بها, واستطيع أن أصدقها وافهمها بشكل واضح.

4-             مَن منَ الأدباء العرب يستهويك أكثر كقارئة ولماذا ؟

لكل أديب قرأت  بصمة خاصة تميزه عن غيره, تركها لوحة فنية باذخة معلقة على جدار القلب , لذلك أعجبت بالأديب الكبير نجيب محفوظ, وزكريا تامر, ويوسف إدريس, الأديبة المبدعة كوليت الخوري أمتعتني وأبكتني وأحزنتني,  الكاتبة غادة السمان انتشلتني وزرعتني في أحداث لم أكن بطلتها تماما, وكان للغة الشعرية التي تمتلكها الكاتبة المعروفة أحلام مستغانمي وقعها الخاص في قلبي, روايات الأديب السوري حسن حميد أسرتني بذلك الكم الباذخ من الحزن والحب والواقع المؤلم, صديقتي الجزائرية زكية علال جعلت الألم يعشش في قلبي لعمق فاجعة الوطن التي تفرض نفسها بقوة في كتاباتها, والكاتبة السورية ابتسام التريسي لها وقع مختلف,
الحقيقة لا استطيع أن احصر هنا تلك الأسماء التي تركت في قلبي بصمة إعجاب واستهوتني حد الإدمان أحيانا,  وإنما هذا غيض من فيض.


5-             هل ما زلت متخصصة بالقص أم أنك تتجهين إلى أنواع أخرى من الأدب ؟

لا زلت أجد نفسي في القص أكثر انسيابية وترفا, لكنني أكتب الآن  رواية  أسرني قلمي في فصولها الأولى مع بطلتها في أحد السجون الإسرائيلية, وما زالت أحداثها تسير ببطء متعمد, كما أن عملي الصحفي جعلني اتجه إلى المقال الساخر الذي تورطت فيه وجدانيا حتى تقمصته أو تقمصني, و إلى القصص الموجهة إلى الشابات والتي تحمل هموما نسائية, ومن هذه البيئة كما أشرت سابقا صدرت مجموعتي (أنثى في قفص), ومن يدري ما الذي قد تحمله الأيام القادمة والى أين تسير بي.


6-       وما رأيك ببعض الروائيات العربيات اللواتي اتجهن مؤخراً للقصص عبر روايات وقصص تلامس الغرائز الجنسية لدى المراهقين والمراهقات ..و هل هذا أدباً ؟

لم أتورط كثيرا في قراءة هذا النوع من الكتابات واعذرني فمن وجهة نظري لا أجده أدبا, فالأدب من وجهة نظري ينمو باتجاه الأعلى, ويحمل الرقي عنوانا باذخا يرافقه, ويتقمص هموم الناس وقضاياهم, يحمل مضمونا عميقا يستمده من قلب إنسان مظلوم, أو من دمعة آخر موجوع, من الفرح والحزن, ومن يوميات إنسان ما, ومن خيبات الوطن وأوجاعه, الأدب أب للمجتمع وابن له في آن واحد, فرغم أنه يخلق من رحم هذا المجتمع إلا أنه يعري عيوبه, ويسلط الضوء على ايجابياته, يواجه ويدين ويحاكم ويخاصم, لكن من جهة أخرى الأدب (مع التحفظ على هذا المصطلح هنا) بطريقة أو بأخرى يؤرخ سمات العصر الذي يخلق فيه, ولا يخفى على احد انه من سمات عصرنا التعري وإثارة الغرائز والشهوات من اجل الشهرة أو المال, وان قلبت قنوات التلفزة قليلا ستسمع ما لا يسمع وترى ما لا يرى, صور العاريات المزروعة على الأغلفة بطريقة مستفزة صارت مقياسا لارتفاع مبيعات المجلات, و(الجمهور عايز كدا) حجة كل من لا يريد أن يرتقي بنفسه وفنه ومجتمعه, إنما يفكر أن يرتقي في حسابه البنكي وشهرته ولو على حساب مجتمع بكامله وجيل بأسره ضيع هويته نتيجة الاستقبال الطوعي والقسري لهذا الكم الهائل من المفاهيم المغلوطة, الاتجاه الميكافيللي صار مذهبا وعقيدة لدى البعض, حتى أصبح في الأدب كما في السينما روايات ليست للجميع (يجب أن يوضع عليها ملصق رقابي مفاده  ممنوع قراءتها لمن هو دون السبعين),  وصار معروفا لدى الجميع انك إن أردت أن ترى اسمك يتربع على القنوات الفضائية والمجلات والجرائد ويحتل حيزا حتى في سهرات الناس في بيوتهم ما عليك إلا أن تتجه إلى تلك المنطقة الحمراء للشهوات المحرمة, من هنا ازدهرت نصوص لا تحمل عمقا ينغرس في الهموم الحقيقية للإنسان والوطن, بل تنمو نموا أفقيا كالطحالب على أطراف المستنقعات, هي لا تخاطب عقلا ولا تطمح إلى غرس قيمة أو اقتلاع أخرى, بل توجه خطابها إلى الدهاليز السفلية للجسد فأين القيمة ؟ وأين المحتوى؟ وأين العمق؟علي أن اعترف لك بأنه ليس في وسع كل كاتب أو أديب أو فنان أن يتجه إلى هذا المنعطف, فهناك لدى البعض وأنا منهم مبادئ وخطوط حمراء في داخلهم عليهم أولا أن يدمروها, وهذا أمر ليس بيسير... ولا هو بمحمود..وغالبا ليس في متناول يد صاحبه, ورغم كل هذه الخيبات التي لا تترك للضوء مكانا يتسرب منه فأنا أؤمن بشدة بأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

7-             وهل أنت مع أدب نسائي وآخر رجالي .. وما السبب ؟

حتى وقت قريب كنت أناصر هذا المصطلح(الأدب النسائي), وأدافع عنه, لكنني في قراءة أعمق وابعد نظرا, تغيرت قناعاتي, فالرواية والشعر والقصة لا ترفق عادة بالهوية الشخصية للكاتب, وغالبا ما نغرق بين سطورها من منظور بعيد عن اسم الكاتب وجنسه وجنسيته ودينه وعقيدته, نحن نقرأ الأدب مجردا من كل شيء إلا من الدهشة التي يتركها فينا, الإعجاب, الحزن, الفرح, الغضب, الحب, الكره, الحقد..كل تلك المشاعر التي يستفزها في عوالمنا الداخلية  ليس لها علاقة بجنس الكاتب, كنت وما زلت أؤمن أن الاختلاف في مستوى الإبداع وفي عبقرية التكوين الجمالي هو فارق شخصي تماما لا علاقة له بجنس الكاتب. من جهة أخرى نحن لسنا بحاجة إلى مزيد من التقسيم والانقسام, يكفينا الحدود التي ضاقت حتى خنقتنا وقسمتنا إلى أقاليم, وزرعت بيننا أسلاكا شائكة, ثم ها هي الفتنة الطائفية والإقليمية والعرقية وقد بدأت بذورها تنتش هنا وهناك, بتنا نقف على مساحات مقطعة كرقعة شطرنج مصلوبين في مربعات صغيرة بحدود جغرافية أو إقليمية أو دينية أو طائفية, هل سننقسم حسب الجنس أيضا, وماذا عن الأيام القادمة, هل سنعترف بوجود أدب الجنس الثالث؟.

8-             دمشق الفيحاء .. ما موقعها الحقيقي في قصصك يا لبنى ؟

دمشق تعيش في قلبي قبل أن تخرج من بين السطور لتعبق رائحة الياسمين في ضلوعي, بالطبع الغربة أبعدتني عن المجال الجغرافي للوطن, لكنها مدينة سكنتني أكثر ما سكنتها, وسعدتُ بسكناها في قلبي أكثر مما سعدتُ في سكني في قلبها, فالغربة تجعلني اركض إليها ركض عاشق مشتاق لوّعه الفراق... حتى تحتويني في داخلها, وهكذا نحن نتبادل الأماكن دوما فتارة تخرج مني لتضمني, وأخرى أخرج منها لأحملها في داخلي, في بعض قصصي وصف لطرق دمشق وحاراتها القديمة وبيوتها وشبابيكها وياسمينها وحتى لهجتها المحببة, وفي قصص أخرى لم أكن اصف دمشق, لكنني كنت اصف مدنا أخرى من خلال دمشق التي أحب.
 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

 

ضع إعلانك هنا