ف |
شعر مترجم |
سعدي يوسف رحالة في الشعر والمدن ندوة - هونج كونج حوار: محمد شعير - مصر
نورت مصر! هكذا كان يبادر سعدي يوسف أصدقاءه المصريين عندما يلتقيهم ، كنا نبتسم، فنحن المقيمون في مصر، بينما هو الآن بيننا في القاهرة بعد 11 عاما من الغياب محاطا بالمحبة من أجيال جديدة قرأت له ، كثيرون منهم لم يلتقوه من قبل. ومن هنا قضي شاعر ( الأخضر بن يوسف) أيامه في القاهرة بين ندوة وأخري، وحفلات توقيع للاحتفاء بأحدث مختارات أصدرتها له دار آفاق. وربما هذه المحبة هي التي دفعت البعض أن يعلق أن ثمة مؤتمرين للشعر أقيما في توقيت متزامن: واحد رسمي (للمجلس الأعلي للثقافة) وآخر لسعدي يوسف. سعدي يوسف:
ومن القاهرة انطلق سعدي في رحلة وصفها بأنها رحلة حج .... إلي الإسكندرية، رحلة إلي كفافي، ليشاهد متحفه، ويبحث عن أماكنه. كتب سعدي بالإنجليزية في سجل الزيارات في المتحف: ( في بيت كفافي.. :أشعر كأني في بيتي). ابتهج سعدي بوجود ترجماته لكفافي في المتحف، وبوجود بعض المقالات له كتبها معلقة علي حوائط المتحف. وخرج إلي مطعم إيليت بحثا عن الأماكن التي التي جلس عليها الشاعر اليوناني الكبير. وفي كل هذه التنقلات كان سعدي يتحرك تتدلي من رقبته سلسلة ذهبية تنتهي بخارطة للعراق: ( أهداها لي أحد الأصدقاء في السويد... إنها هدية عزيزة كما يضيف فالوطن لم يعد قائما، فيتحول إلي رمز وأيقونة يحملها الشاعر معه حيثما ذهب. ربما لهذا السبب لم يصدق الكثيرون ما قاله سعدي عن العراق ( لم يعد لي وطنا) .... كلام سعدي هنا أكثر إنسانية من كل كلام آخر وربما أكثر حبا للعراق من أي كلام ، إنه هنا يريد أن يفصل هوية الشاعر عن هوية العراق ، وهذا هو التعبير المنطقي لحالة اليأس من الواقع غير القابل للتعايش، هنا حوار مع الشاعر العراقي الكبير ( وإن كان لا يحب كما يوضح في هذا الحوار أن نصفه بالشاعر العراقي) حول مدنه ونساءه ... وكانت البداية عن تنقالاته الفنية وارتباطها بالمدن المتتعددة التي سكنها! تنقلاتي الفنية ارتبطت دائما ببلدان. إقامتي في الجزائر في أواسط الستينيات تعتبر مرحلة مهمة، كانت بداية إعادة نظر في طريقة كتابتي. وهذه النقلة الفنية ظهرت في (بعيدا عن السماء الأولي)، و(نهاية الشمال الإفريقي)، ثم في ديواني الذي كتبته ببغداد (الأخضر بن يوسف ومشاغله ) الذي اعتبره من ضمن علامات مسيرتي الشعرية. الاستغراق في الحياة العراقية انتج (تحت جدارية حسن فائق) و(الليالي كلها) ثم تتالت المجموعات بعد أن خرجت من العراق في آواخر السبعينيات ... وتقريبا كتبت في كل مدينة عشت فيها ديوانا أو أكثر، أي أن هناك ارتباطا كبيرا بين دواويني والمكان الذي أسكنه. وأجهز الآن لمجموعة شعرية تصدر العام القادم وفيها إطلالة علي علي مشهد الطبيعة اللندني، ستكون تقريبا حوارا مع الطبيعة.
لماذا اخترت أن تحاور الطبيعة.. هل تعبت من الحوارمع البشر؟
نستطيع القول أن ذلك من تأثير تجربة لندن عليك؟
ألاحظ أنك تكتب كثيرا في السنوات الأخيرة.. هل للأمر علاقة
باستقرارك في لندن؟
ولكنه وطن ...؟
منذ متي تحديدا؟
إذا لم يعد العراق وطنك... ماذا تسميه إذن؟
وهل تتابع ما يجري هناك؟
هذا الاهتمام ناتج عن اعتبار العراق مكان ميلادك ونشأتك.. أم
لاهتمامك بالشأن العام في أي مكان في العالم؟
هل يغضبك إذن أن يتم تعريفك ب(الشاعر العراقي)؟
ولكن يغضبك أن يقال الشاعر الإنجليزي سعدي يوسف باعتبار أنك تحمل
الآن الجنسية البريطانية؟
نعود مرة أخري إلي (تجربة لندن) وغزارة انتاجك الشعري فيها... ألا
يمكن أن تتناقض الغزارة مع الجودة؟
ولدت في البصرة منذ اتنين وسبعين عاما ما الذي تبق في ذاكرتك من
هذه المدينة؟
بعد البصرة انتقلت إلي بغداد؟
ومتي سجنت؟
وما أول مدينة خارج العراق زرتها؟
وماذا تمثل لك دمشق كمدينة؟
والقاهرة؟
القاهرة 58 والقاهرة 2007 ما الذي تغير خلال (تقريبا) خمسين عاما؟
بعد زيارتك الأولي للقاهرة..ماذا كانت وجهتك التالية؟
ما هي أول مدينة تعتبرها مدينة منفي؟
يعني اللغة وحدها هي التي تحدد طبيعة المكان...إذا كان منفي أم لا؟
باريس هي منفاك الأول إذن؟
كم عاما قضيت في باريس؟
ولماذا تركتها؟
لماذا كانت الجزائر هي البداية لمرحلة التغيير الفني في قصيدتك؟
ولكن حتي الآن أشعر أن قصائد السماء الأولي مازالت باقية؟
ما هي أكثر مدينة تحبها؟
وما هي المدينة التي لو خيرت للعيش فيها بدلا من لندن لوافقت علي
الفور؟
ولو خيرت بين باريس ومكناس أيهما تختار؟
ما هي الميزة التي تفضلها في المدن؟
ولماذا اختراتها تحديدا للاستقرار النهائي؟
وهل أحببت حياتك فيها؟
لعدم توافر الكتب العربية أم لأسباب أخري؟
وهل يتوفر ذلك الأمر في قصائدك الأخيرة؟
وهذا سيؤثر علي قصيدتك، رغم أنها إنسانية بمعني أنك قد لا تكون
ملزما بالكتابة عن نفسية الإنسان العربي؟
ألم تفكر في الكتابة بالإنجليزية؟
ننتقل إلي محور آخر ..المرأة في حياة سعدي يوسف ؟
سؤال أخير.. قلت مرة أن بيروت مدينة صعبة ولكن لم توضح لماذا؟ (نقلاً عن أخبار الأدب)
|
|
|
|