ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

 

 

 

 

 

يمكنكم إرسال الحورارات الأدبية أو الفنية للموقع إليكترونياً على adab@arabicnadwah.com أو بالضغط على هذا الرابط.

آمال عوّاد رضوان تتحدث حول قضايا المرأة

 

ندوة - هونج كونج

حوار: إلهام لطيفي - إيران

 

استضافتْ حوارات في الحلقةِ الرّابعةِ مِن سلسلةِ حوارات آذاریّة الأستاذة آمال عوّاد رضوان النّاشطة البارزة الفلسطينيّة فی مجالِ حقوقِ المرأةِ
 

طلبتُ منها سيرتَها الذّاتيّة فأجابتْني: ليس لي سوی اسمي وبلدي وصورتي

 

آمال عوّاد رضوان المحترمة من فلسطين الحبيبة

فأهلاً وسهلاً بكِ أختي العزيزة وبعد التحيّةِ والسّلام

 

قرأتُ مقالَكِ المنشورَ في الحوارِ تحت عنوان: - المرأة بين الماضي والحاضر(1) - بدقةٍ وتأمّلٍ، وقد أعجبَني هذا المقالُ بنقاطٍ عديدةٍ، مِن حيثُ المنهج الفکري،ّ والرّؤية العالية لقضايا المرأة، وبما أنّي أعملُ علی نشر حواراتٍ مع الکاتباتِ المتميّزاتِ فی مجالِ حقوقِ المرأةِ، وذلكَ عملٌ خاصٌّ بيومِ المرأةِ العالميّ 8 آذار، أحببتُ أن أستضيفَكِ إلی هذا الحوار، وأن أطرحَ عليكِ بعضَ الأسئلةِ المطروحةِ في هذا المقال المفيدِ، علمًا، بأنّنا سوفَ نقومُ بنشرِ مُلخّصٍ مِن هذا المقال، بالإضافة إلی الإجاباتِ، ونشْرِها فی جريدةٍ إيرانيّةٍ تهتمُّ بشؤونِ المرأةِ، ومِن ثمّ، ترْجمتها إلی اللّغتيْنِ الفارسية والإنجليزيّة، کما أنّنا نقومُ بنشْرِ ذلك في موقعٍ إلکترونيٍّ باللّغةِ العربيّةِ، تحتَ عنوان (حوارات آذاريّة)، لتواجُدِها علی النّت.

فأرجو أن ترسلي آراءَكِ وإجاباتكِ علی الأسئلة المطروحةِ في مقالتِكِ.

مع فائق الاحترام والتقدير

إلهام لطيفي/ باحثة وصحفيّة أهوازيّة - (إيران)

آمال عوّاد رضوان - فلسطين

تحيّاتي لكِ الأخت إلهام لطيفي ولتقديرِك لمقالتي "المرأة بين الماضي والحاضر"، أولى سلسلة حلقاتٍ خصّصتُها في نبشِ حقيقةِ المرأةِ كعنصرٍ فاعلٍ إيجابيٍّ ومؤثّرٍ في المجتمعِ ككلّ، بمختلفِ جوانبِها الظّاهريّةِ والخفيّةِ، وما تحْملُ بواطنُ هذه الحقيقةُ في ثناياها الغامضةِ!

هذه الأسئلةُ وجّهتُها للقارئِ والباحثِ وللأطرافِ المعنيّةِ بحقوقِ المرأةِ، وقد اعتمدتُ أسلوبَ الأسئلةِ المطروحةِ، والباعثةِ على التّحفيزِ للبحثِ والتنقيبِ عن سُبل أفضل وأسلم، من أجلِ ملامسةِ الأوجاعِ الحقيقيّةِ وإيجادِ العلاج الأنسبَ لها، بأقلّ أضرارٍ فادحة تُلمُّ بكيانِ المرأةِ أو بكينونةِ المجتمع، وقد تلقى هذه الأسئلةُ إجاباتٍ عديدةً مؤتلفةً في جوانب، ومختلفةً في نواحٍ أخرى، على اختلافِ المجتمعاتِ، تتناسبُ مع العقليّاتِ والمتطلباتِ والظّروفِ ووسائلِ التّغييرِ المناسبة للمجتمع ذاته، فالأهدافُ يُمكنُ تحقيقُها مِن خلال تغييرِ العقليّةِ السّائدةِ أوّلاً، ومِن ثمّ باختلافِ أساليب ووسائل تنفيذٍ، لا تتعارضُ مع واقع المجتمع نفسه، والتغييرُ لا يتأتّى دفعةً واحدةً أو بقفزةٍ سريعةٍ، وإنّما بشكلٍ تدريجيٍّ وباستمراريّةٍ مُكثّفةٍ، وبالإقناع وليس بالفرْض، ومن خلالِ التثقيفِ والتربيةِ، وإلاّ فستكونُ الرّدّةُ أقسى وأمرَّ على المجتمع عامّة، وعلى المرأة خاصّةً، لأنّ النتائجَ الإيجابيّةَ والسلبيّةَ بالتالي تصُبُّ في حِجْرِ المرأة!

مَن المسؤولُ الحقيقيُّ عن مدى النّجاحاتِ وحقيقةِ الإخفاقاتِ بخصوصِ قضايا المرأة؟ هل هي المرأة أم الرّجل؟ أم كلاهما معًا؟

المرأةُ دومًا كانتْ قناعًا للرّجُلِ، تتخفّى وراءَهُ ذكوريّتُهُ وسلطتُهُ عليها، وكانتْ مشروعًا قابلاً للتقديرِ والتّقييمِ والتّخطيطِ والتّنفيذِ مِن قِبَلِهِ، بعيدًا عن إرادتِها، بحُكم انصياعِها وامتثالِها لقدَرِها المكتوبِ عليها، والذي تُحدّدُهُ إرادةُ الرّجُل، "اللّي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين"!

نتيجةً للتّربيةِ وثقافةِ البيئةِ والقِيمِ والتقاليدِ والعاداتِ السّائدةِ، رضخَ الرَّجُلُ والمرأةُ معًا لإيمانٍ راسخٍ وبكاملِ ضعفِهما لأعرافِ المجتمعِ، وللعبةِ القدَر المكتوبِ على المرأة، والذي ألزمَها بتقبّلِ الواقع الذي لا مفرَّ منه، وإنّ تنفيذَها للقدَرِ والمكتوب عليها أمرٌ مفروغٌ منه، ولا يمكنُ أن تنافيهِ أو تحاربَهُ، لانّهُ لا جدوًى مِن محاولةِ تغييرِ مسارِهِ أو توجيهِ منحاهُ واتّجاهِهِ! فهي لا تملكُ أبسطَ الحقوقِ باختيارِ أن تحيا أو تموت، أو تقبَلَ أو ترفضَ، أو تُهانَ وأن تعترضَ، وحتى يومنا هذا لا زالت هناك مجتمعاتٌ تتعاملُ مع المرأةِ بمنتهى الدّونيّةِ، واعتبارِها مُجرّدَ إناءٍ أو عنصرٍ قابلٍ للمقايضةِ والمساومةِ والمبايعةِ والاتّجارِ المشروع بها، من أجل حلِّ الأزماتِ!

وخيرُ شاهدٍ على اضطهادِ المرأةِ والتعاملِ معها بشفقةٍ وتعالٍ ودونيّةٍ هي أمثالُنا التّراثيّة، والتي تنظرُ إلى المرأةِ ككيانٍ عاجزٍ يحتاجُ إلى احتواءٍ ذكوريٍّ دائم، هذا ما أكّدتْهُ أمثالُنا التراثيّة وثقافتُنا الشّعبيّةُ ومنهجيّتُها التربويّة، وكأنّ الأوضاعَ مرهونةٌ بإرادةٍ إلهيّةٍ ومشيئةٍ سماويّةٍ خارجةٍ عن إرادتِهما، وينبغي التسليمُ بها والاستسلامُ لها ولقهرِها ولظلمِها دونَ اعتراضٍ، ودونَ محاولةِ التّمرّدِ لرفعِ الحجابِ عن الرّؤية الواضحة، أو كشفِ الاستبدادِ!

هل المجتمعُ يحتاجُ إلى تثقيفٍ مغايرٍ يناصرُ المرأة، كي يَكسرَ الجدران الزجاجيّة لفروضاتٍ عالقةٍ، وفرضيّاتٍ تتناقضُ وطبيعة حياة المرأة بشكلٍ عامّ لا خاص، وميولِها ودوْرِها في الأسرة؟

بما أنّ المرأةَ والرّجُلَ عنصرانِ أساسيّانِ ومؤثِّرانِ في المجتمع، ويتماشيانِ مع الأعرافِ والشّرائعِ المُحدّدةِ بحذافيرِها وبخضوعٍ تامّ، فيتقبّلاها دونَ الخروج عنها وعليها، ولأنّ الأعرافَ الاجتماعيّةَ تمارَسُ وتطغى في الحقيقة والواقع، فإنّ المجتمعَ هو الذي يُحدّدُ ويُكبّلُ خطواتِ المرأةِ أو يقصقصُ أجنحتَها أو يكسرُ ضلوعَها، أو يجعلُها تُحلّقُ بجناحيْها لأبعدِ الآفاقِ البنّاءةِ وبخُطًى ثابتة.

المجتمعُ، هذا الهرمُ البشريّ، بثقافتِه القديمةِ المتوارثة، قد يقفُ حاجزًا وحجَرَ عثرةٍ أمام تطبيقِ التّشريعاتِ الحكوميّةِ المستجدّة، فيَحُدُّ مِن دوْر المرأةِ في عمليّاتِ التنميةِ الشّاملة واستمراريّتها، وقد تتعرّضُ المرأةُ للتّمييزِ القانونيِّ والعنصريِّ، فتُمنَعُ مِن التّمتّعِ بحقوقِها القانونيّةِ المسنونةِ والمستحدَثةِ، وبالتالي، فالإخفاقاتُ والنّجاحاتُ ترتبطُ ارتباطًا أساسيًّا وطيدًا بالمجتمعِ أوّلاً، وبتغييرِ شرائعِهِ وأعرافِهِ للأفضل!

كيفَ يمكنُ إحداثُ التغييرِ والتحويرِ في أعرافِ المجتمعِ وشرائعِهِ السّائدةِ وبعقليّات مواطنيهِ؟ ومَن لديه الصّلاحيّة بإحداثِ هذا التغيير؟

لطالما أنّ "الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسِهم"، فالقومُ أوّلاً يحتاجُ إلى الإيمانِ بالحاجةِ إلى التغييرِ، مِن خلالِ السّلطةِ الحكوميّةِ المُوجِّهةِ والمؤسّساتِ المسؤولةِ، ومن خلالِ سنّ قوانين إلزاميّة تصبُّ في رفعِ مستوى ورِقِيِّ المؤسّساتِ والمجتمع!

ومن منطلقِ أنَّ: "الأمّ مدرسةٌ إنْ أعدَدْتَها أعددتَ شعبًا طيّبَ الأعراقِ"، فالعِلمُ هو الحجرُ السّحريُّ لكلِّ إنسانٍ، وبخاصّة للمرأة، والسّعيُ مِن أجل محْوِ الأمّيّةِ كنقطةِ انطلاقٍ أولى، تساهمُ بشكلٍ كبيرٍ وفعّالٍ في تثقيفِ المرأةِ وتزويدِها بثقافةِ المجتمع الجديدِ، ولأنّ المرأةَ المثقَِّفةَ تحتلُّ مرتبةً أسمى وأرفعَ مِن الجاهلةِ أو الأمّيّة، فيمكنها أن تثقّفَ وتُمرّرَ هذه الثقافة للآخرين وللأجيالِ الصّاعدة، من خلالِ التربيةِ، وبشكلٍ ناضجٍ وأسرع، كما وتوفّر ضماناتٍ أساسيّةً لاستمراريّةِ فاعليّاتها المشاركةِ في البناء!

 

هل علينا أن نطرحَ الأسئلةَ الموضوعيّةَ والحقيقيّةَ على المرأةِ نفسها، لأنّها تعكسُ واقعَها وطبيعتَها وطموحاتها، ومن وجهة نظرها هي، وليس كما يَرسم ويُخطّط ويُحدِّد لها الرّجل؟

بما أنّ المرأةَ عانتِ الكثيرَ مِن استعمارِها ومِن حالاتِ استلابِ حريّتِها، وقد عاشتْ قسطًا وفيرًا مِن اغترابٍ لازمَها قرونًا طويلةً!

وبما أنّها أحسنتِ الصّمتَ والاستماعَ والإنصاتَ إلى ما يُمليهِ عليها المجتمعُ، وحفظتْ ما شرّعهُ لها دونَ مشاركتِها في التّشريعِ السّابق، أو حتى مجرّد إبداء رأيِها فيه!

وبما أنّها تحتاجُ إلى لغةٍ حواريّةٍ نِدِّيَّةٍ مع الرّجُلِ وتعميقِ ركائزِها، من أجلِ التوصّلِ إلى فهمٍ وتقديرٍ وتعاملٍ وتعايشٍ أفضل!

وبما أنّها ككلِّ امرأةٍ في العالم ذات حقوق، وتطمحُ أن تكونَ كأيِّ إنسان وبأحسن حال، وهي ليستْ تطمعُ بالقفزةِ السّريعةِ (مِن قاع القفّة لأذنيْها)، بل بالصّعودِ درجةً تلو الدّرجة وبثباتٍ وترسيخٍ للتّصاعدِ النّوعيِّ الأجوَدِ، وباحتكامٍ وتحكيمٍ ودراسةٍ للخطواتِ وغرْبلتِها، وانتقاءِ ما تستحسنُه التّجربةُ مِن خلالِ الخطأ والصّوابِ، فمن خلالِ البرامج والفعاليّاتِ التي تفسحُ لها المَجالُ بالمشاركةِ الواسعةِ، يُمكنُها اكتشافُ مواطنَ التّميّزِ البنّاءِ وتعمل على تطويرِها، كما تكتشفُ مواطنَ الضّعفِ والقصورِ وبالتّالي تتداركُها، وتُصحّحُ ما أمكنَ تصويبُهُ وتقويمُهُ!

وبما أنّ العملَ لاحقًا أعقبَ مشاكلَ مختلفةً وكثيرةً لها، فبالتالي، هي الأوْلى بعِلاجِ موقعِها الاجتماعيِّ والاقتصاديِّ والنّفسيِّ، لأنّها الأعرفُ والأعلمُ بتفاصيلِ حياتِها وطموحاتِها التي تخصُّها، وهي تَعيها بشكلٍ ملموسٍ!

ولأنّ المرأةَ هي الجزءُ الأهمُّ في المصالحةِ وعمليّاتِ الإصلاحِ الاجتماعيِّ والتوعيةِ والنّهوضِ بمجتمعِها، خاصّةً وأنّها تتمتّعُ بسُلطةٍ دفينةٍ مكبوتةٍ، يُمكنُها استخدامَها وبمنتهى الهدوءِ والحكمةِ، إن أُعطِيَتْ لها الفرَص، لتكتشفَ طبيعتَها الإنسانيّةَ البناءة، وصفاتِها الخلاّقةَ الحقيقيّةَ، بمَعزلٍ عن الهالةِ التظيريّةِ أو التوهيميّة!

لذا وبمنظوري المتواضع، يحقُّ لها، بل يجبُ عليها أن تساهمَ بشكلٍ مباشرٍ في إيجادِ حلولٍ ومخارجَ لمشاكلِها الظّاهريّةِ والجوهريّةِ، كي تحظى بالاحترام والتّقدير، وتنالَ فرَصَها وحقوقَها دونَ تمييزٍ أو تحيُّزٍ، وكي تُحقّقَ طموحَها في التّعلّمِ والعملِ والاختيارِ والتّحرّكِ باستقلاليّةٍ، لتُثبتَ مِن خلالِها دوْرَها البنّاءَ لذاتِها ولمجتمعِها، ككيانٍ وإنسانٍ له وزنُهُ وشأنُهُ واحترامُهُ في الأسْرةِ والمجتمع!

فشکرًا لكِ و لکلامِكِ الرّائعِ وللوقتِ الّذي تکرّمتِ به

فعشتِ وعاشَ الثّامن مِن آذار

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

 

ضع إعلانك هنا