ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

مكتبة الإسكندرية تضيء شمعتها الخامسة في أكتوبر (3)

جدارية مكتبة الإسكندرية حاضنة لملتقي الحضارات

 

ندوة - هونج كونج

محمد الحمامصي - مصر

جدارية مكتبة الإسكندرية المصنوعة من الجرانيت الرمادي اللون ذات الرموز والنقوش من جميع أبجديات العالم تنطق برسالة مكتبة الإسكندرية السامية. فهي تعد من أكثر العلامات البارزة التي تضفي على المكان طابعًا خاصًا من خلال العديد من النقوش والحروف الأبجدية كعناصر فنية ترمز إلى العلم والمعرفة. ولا تروي تلك النقوش المحفورة أية قصص كما إنها لا تكون جملاً تمثل أحداثًا تاريخية، بل هي مجرد حروف ترمز إلى ثقافات العالم على مر العصور التاريخية المختلفة.

تبادرت فكرة إقامة تلك الجدارية إلى ذهن الفنانة جورن سانز منذ المراحل الأولى لمشروع إنشاء مكتبة ألإسكندرية وتنافس الشركات على وضع التصميم المعماري المناسب لها. ونتيجة لأن المكتبة مصممة على نحو يجعل أشعة الشمس تتخللها من السطح فقط، فقد نتج عنه جدار خارجي مصمت بلا نوافذ. الأمر الذي سمح بإقامة عمل فني مستقل يرمز إلى فعاليات المكتبة. إضافة إلى ذلك فإن التكوينات الجيولوجية المختلفة كتلك الموجودة في أعالي نهر النيل قد أضفت بلمساتها على الجدارية.

عند وضع اللبنات الأولي لمكتبة الإسكندرية في عام 1995، بدأت سانز ومعاونوها من شركة سنوهيتا رحلة شاقة من أجل البحث عن أفضل المحاجر في مصر للحصول علي الحجارة الخارجية، وكان الاتجاه نحو الصحاري في صعيد مصر والتي كشفت عن وجود نوعين من الجرانيت الرمادي اللون إما شلمان أو مُحَسن بقدرات مختلفة لاستكمال المشروع. ثم تمت دعوة الشركات المصرية لحضور ورشة عمل في النرويج للتدريب على أعمال التقطيع والنقش من أجل مساعدة العمال المصريين على تقديم العطاءات المناسبة، وفي نفس الوقت تم تقديم نماذج مطورة من الجرانيت النرويجي الأصل كما تم تحديد تقنيات النقش.

لقد تأثرت جدارية مكتبة الإسكندرية بالتكوينات الجيولوجية كتلك الموجودة على ضفاف نهر النيل، ومن ناحية أخري فإن الصخور بأحجامها المختلفة تمثل حقبًا زمنية وعصورًا تاريخية أُزيحت من عليها عوامل التعرية والتآكل.

 

يقدر حجم معظم ألواح الجرانيت المستخدمة في الجدارية بحوالي 2×1 متر، بينما يتراوح سمكها بين 15 إلى 20سم. وقد تم تقطيع تلك الأحجار يدويًا مما منحها ملمساً خشِِِِِنًا طبيعيًا زاد من قوتها وصلابتها. كما أتاح الفرصة لنقش عدد كبير من الحروف التي تمت كتابتها إلكترونيًا بواسطة قاطعة إلكترونية من الماس، لتحديد الإطار الخارجي للرموز استعدادًا لنقشها يدويًا.

على الرغم من أن العمال المصريين الذين قاموا بأعمال النقش كانوا يتميزون بالحرفية ويتمتعون بخبرة طويلة في هذا المجال إلا أنه قد تم تكليفهم بمهمة صعبة مع استخدام معدات جديدة من نوعها وغير مألوفة بالنسبة إليهم، لذلك تم الاستعانة بالخبرات الأجنبية لتدريبهم على استخدام تلك التقنيات الحديثة (البرنامج التدريبي وضعته هيئة (NORAD).

بعد عامين من العمل المتواصل الشاق، تم نقش 6000 لوح تزن حوالي 2400 طن، ليتم تركيبها على الجدارية. فجاء الشكل النهائي للجدارية يجسد بحق متعة القراءة كما يمثل احتفالية فنية بأصغر العناصر التي تحويها المكتبة في ظل منظومة الإشارات والرموز التي تنتمي إلى كل من الماضي والحاضر والمستقبل.

رموز وأبجديات جدارية مكتبة الإسكندرية

تبلغ مساحة الجدارية 6000 مترًا مربعًا من الجرانيت، تحوي آلاف من الحروف والرموز من كافة الأبجديات التي استخدمها الإنسان في العالم أجمع على مر الزمان والمكان. بعضها لازال يستخدم حتى الآن والبعض الآخر أصبح جزءًا من الماضي البعيد. الأمر الذي جعل عملية تجميع تلك الأبجديات ودراستها أمرًا شاقًا مرهقًا. فقد بدأت السيدة سانز رحلة البحث والجمع لأبجديات العالم بزيارة إلي المتحف البريطاني الذي يضم بين مقتنياته "حجر رشيد". ولكنها لم تجد العون الكبير الذي كانت تتوقعة. فتوجهت بزيارة إلى مكتبة عامة صغيرة بالقرب من منزلها في أوسلو- مكتبة مدينة أوسلو- وهي مكتبة تهتم بإمداد المهاجرين الذين يعيشون في هذه المدينة بكتب بلغاتهم الأصلية. وقد كان هناك عدد كبير من المهاجرين من الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، يسكنون في هذه المنطقة وهي مناطق من العالم تستخدم فيها كتابات غريبة. الأمر الذي أمد جورن سانز بالعديد من المصادر والمراجع المتنوعة الخاصة بتلك اللغات، وبدأت عملها في دراسة تلك اللغات وتحليلها ووضع الأشكال التي سيتم تنفيذها على جدارية مكتبة الإسكندرية، فأصبحت تمثل معرضًا للأبجديات والخطوط العالمية المتنوعة.

تميزت الكثير من النقوش الموجودة على الجداية بأصولها المشتركة فمثلاً الحروف الرومانية والعربية والمنغولية والسنسكريتية والتاميلية لها أصول مشتركة.

من أبرز الأبجديات المنقوشة

  1. أبجديات تنتمي للغة السامية

(المينوية – الآرامية – الأوغاريتية – الفينيقية – العبرية – العربية – العربية الجنوبية (السبأية) – الأثيوبية- الجعزية).

  1. أبجديات تنتمي للغة المصرية القديمة

(الهيروغليفية – الديموطيقية – الهيراطيقية – القبطية).

  1. أبجديات تنتمي للغات واللهجات البربرية

(الكابيلية – التمازيغت – داراوي – سوسي – التاشيلهيت – زيناجا – زيناتي – التارجي.......).

  1. أبجديات تنتمي للغات الكوشية

(البيجة – دنقلي – ساهو – أورومو – الصومالية – كامباتا).

  1. أبجديات تنتمي للغات واللهجات التشادية

(الهوسا – بيوماندارا – بيديا – موبي – موكولو – الماسا..).

  1. بالإضافة إلى الأبجديات المشتقة من لغات أخري أو لهجات أخري مثل:

اللغة العربية أشتق منها العديد من الخطوط منها (الفارسي– التركي العثماني – الأردي..).

وكذلك الخطوط السامية اشتق منها الكثير من الخطوط منها: (السبئية –الحميرية).

  1. تضم جدارية مكتبة الإسكندرية العديد من الأبجديات المختلفة والخطوط المتنوعة منها:

(الخط الكنعاني– الفينيقية– النجاري– البنغالي– البهلوي – الجوجاراني– السنهالا – المانشو – البراهمي– الجورموخي– الأوريا– التاميلي – المالايالم– التيلوجو– الكانادا– البورمي– الخمير الكمبودي– التايلاندي– المسكاري– البالي– الباتاك– اللونتارا– البوجيني– التاجالوج القوطي– القبطي– الجورجي– النوردي– الأيرلندي– الإنشي– الباشتو– السندي).

  1. العديد من اللغات الأوربية ومشتقاتها

(الإنجليزية – الفرنسية – الألمانية – الإسبانية – الإيطالية – البرتغالية-الهولندية..).

فهل يمكن لشعور الغرابة بعد كل ذلك أن يساور زائر مكتبة الإسكندرية حيث يقف أمام مكتبتها، ويواجه جداريتها، مهما كانت جنسيته، ومهما كانت لغته؟!

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا