ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

ياسمين شملاوي .. الطفلة التي أبقت نابلس حاضرة في صدارة الاهتمام المحلي والعالمي

 

ندوة - هونج كونج

أمين أبو وردة - نابلس / فلسطين

 

 

البعض يحاورها بصفتها الباحثة والكاتبة في شؤون الأطفال وآلامهم، وآخرون يجدون في الأدب طريقا للحوار معها بعد الإطلاع على تفاصيل ما تكتب من أشعار ونصوص قصصية، بينما يرى طرف ثالث أن الإعلامية الصغيرة هو موضوع الحوار بصفتها أصغر مقدمة برامج تلفزيونية في فلسطين..وآخرون ينشدون لسماعها وهي تحيي احتفالا هنا أو مهرجانا هناك أو رثاء لشهيد هنا وهناك، فتتعدد المواهب والقدرات لدى الطفلة ياسمين غسان شملاوي (13 عاما)...جعلها تحت مجهر الصحافة وعدسات المصورين..والباحثين والمهتمين بالإبداع والتميز.

وعلى الرغم من انشغالها بتقديم امتحاناتها النهائية المدرسية (وهي الطالبة المتفوقة) إلا أن الطفلة ياسمين بقيت تستحوذ على اهتمام كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية مما حول نابلس إلى قبلة الصحفيين والإعلاميين في محاولة لتسليط الأضواء على هذه الظاهرة التي ولدت في مدينة تعاني الحصار والاجتياح على مدار الساعة.

"أنا طفلة خرجت من رحم معاناة وطن مسلوب.. من القصبة القديمة بنابلس التي سقط على أعتابها كل الغزاة والطامعين، نشأت في مدينة عظيمة تتجرع الألم والمعاناة..ولدت لأم فلسطينية ورضعت من أم فلسطينية.. وتلمست العالم مع أتراب لي حيث مشاهد الذعر والألم تتكرر مرات ومرات.." هكذا عرفت ياسمين نفسها وهي التي تؤكد بأنها كبرت في ظل مشهدين متكررين لأطفال فلسطين.

وتصف ياسمين هذين المشهدين من خلال عملها وما تقوم به من اجل أطفال شعبها فتقول المشهد الأول قمت بوضعه تحت عنوان أطفال فلسطين تحت حراب الاحتلال" أما الثاني فانه يوضع تحت كثير من المسميات فهو مشهد "أطفال فلسطين تحت مطرقة وسندان التربية الخاطئة" وتراجع القيم وتدني مستويات التعلم والتعليم.. ومن هذا المنطلق دأبت وكرست كل إمكانياتي وقدراتي والفرص المتاحة لي للمشاركة في دفع عملية الإصلاح والتقدم لما هو أفضل لهؤلاء الأطفال.

وتضيف ياسمين إن الاحتلال هو المجرم الوحيد والحقيقي وهو المسؤول الأول عن الضياع والتشرد وعدم الحصول على طفولتهم البريئة كباقي أطفال العالم الحر (الاحتلال وبطرق ممنهجة وفتاوي دينية وتصاريح سياسية وغيرها..) هدفوا دوما لبتر الطفولة الفلسطينية وترويع الأطفال لقتل وتفريغ روح المقاومة والتصدي للاحتلال لديهم.. للحصول على الحقوق المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

أما عن التربية الخاطئة تقول ياسمين.. إن التراكمات التي يعيشها أطفال فلسطين والضغوطات الهائلة التي تقع على عاتق المؤسسات التي ترعى الطفولة بدءا بالأسرة ومرورا بالمدرسة ومؤسسات المجتمع المدني وانتهاء بمؤسسات السلطة الحاكمة كل ذلك افرز مجموعة أطفال مرتعبين خائفين باحثين عن ذواتهم وهويتهم في ركام المستقبل الحالم بالأمن والأمان.؛ كل هذا وذاك يتطلب عمل جاد ودؤوب يبدأ بالأطفال وكل صاحب رأي وكل وطني وكل من يخاف الله وكل مؤسسة مسؤولة عن المساهمة في تقوية النسيج الاجتماعي ووضع برامج التكافل والتربية القيمية الخلاقة.

وبهمة عالية تتابع "أنا ومن منطلق انتمائي لهذا الوطن الغالي وإدراكي بطريقة أو بأخرى ما يحصل لأطفال فلسطين فإنني سلطت بعض الضوء على معاناة أطفال فلسطين بكتابات ودراسات وحملت المسؤولية الأولى لما آلت عليه حالهم لغول الاحتلال ومؤسساته الغاشمة وحاولت بطريقة أو بأخرى أن أتواصل مع أطفال مدينتي الحبيبة بطريقة ايجابية من خلال توجيه البوصلة لديهم للمسار الفلسطيني الأخلاقي والقيمي والوطني وهذا هدف برنامجي التلفزيوني وما يترتب عليه مباشرة أو غير مباشرة للتواصل مع هؤلاء الأطفال وتوصيل رسالة مشتركة ذات أبعاد كما قلت قيمية وأخلاقية وثقافية وترويحية هادفة.

وتتابع "إن فلسفتي تكمن في مخاطبة الأطفال بلغة الكبار فمنذ أن بدأت ببرنامجي الخاص..... في تلفزيون آفاق كانت لغة الأدب والثقافة موجودة لترسيخ كل ما هو قيم في نفوس أطفال فلسطين حتى لو بحس الفكاهة الايجابي. وعند سؤالنا لها بتعجب.عن سبب طريقة مخاطبتهم..بلغة الكبار رغم صغر سنهم.

توضح الشملاوي إن أطفال فلسطين ليسوا صغارا فقد خلقوا كبارا وهم في رحم أمهاتهم وعاشوا كبارا وغادرنا الكثير منهم وهو يترك آثارا للتضحية والفخار ما يعجز عنه المستكبرون في الأرض، فنحن لا نعيش طفولتنا كما باقي أطفال العالم فقد ولدنا على الصعاب وكبرنا ومعنا الصعاب والمسؤوليات،،

الطفولة الفلسطينية لا يمكن لنا أن نجزئها عن باقي كليات حياتنا اليومية..فالطفولة لا تعطى بل تؤخذ بالقوة كباقي الحقوق الوطنية المسلوبة.. من عودة أسرانا واسترجاع أراضينا وإزالة المستوطنات والجدار العازل،والعيش بكرامة.. في وطن عزيز حر..فتحرير طفولتنا ..تأتي من تحرير أوطاننا..

وحول طموحاتها بالغد ، كانت جملة واحدة مرسومة في قلب ياسمين " أريد أن أعيش اللحظة بلحظتها، فانا ابنة الساعة وما تحويه من مفاجئات وتناقضات ..وضبابية".؟

أما إن كان هناك بعض مساحات للرؤيا المستقبلية الحالمة فكل ما أتمناه أن أكون سفيرة لأطفال العالم المحرومين والمعذبين خاصة أطفال فلسطين لكي انطق بحال لسان قلوبهم وأمانيهم وأحلامهم...

ورسالتي كما تذكر ياسمين هي إيصال أي شيء متعلق بالأطفال للعالم أجمع دون أن يتكلم بالنيابة عنا احد، فمن خلال ما قمت به من دراسات وكتابات وبرامج تلفزيونية فإنني وجدت لسان حالنا أقوى واشد صدقا بالتعبير عن أحوالنا ومطالبنا، فنحن نستطيع التعبير عن أنفسنا وما نشعر به..أفضل بكثير مما يفعله الآخرين نيابة عنا، فلا نريد أن يتكلم عنا احد بتكلف أو شفقة بل نريد أن يسمعنا الجميع بصرختنا..ومفرداتنا..ومستقبلنا.

وتضيف ياسمين إن أمنيتها هي أمنية جميع أطفال فلسطين بان نعيش طفولتنا وما تحويها من معاني البراءة والأمل والمستقبل الحالم بالأمن والأمان وان نصلي سويا بالمسجد الأقصى وان نضع إكليلا من الغار والبنفسج والياسمين على قبر الراحل العظيم الرئيس ياسر عرفات وهو مدفون بباحات الأقصى الشريف، وان يكون جيلنا هو آخر جيل للأحزان والماسي وان نكتب ترانيم الأمل وننشد أغنيات الفرح بعيدا عن الاحتلال.

ويبقى هاتف منزل ياسمين لا يتوقف فمن فضائية العربية والجزيرة إلى تلفزيون ومحطات الإذاعة المحلية والخارجية والصحف المحلية والخارجية.. فيما تتسابق المواقع الالكترونية الإخبارية للقائها في محاولة للحصول على الخفايا التي تمتاز بها عن قريناتها.

وتقول الطفلة التي تتحدث بطلاقة وبلغة عربية واضحة..توضيحا لذلك..أنا لا أهوى أن ألبس عقدا وأساور أو ارتدي فروة قطبية،، ولا أحسن قول الأحرف ملوية ،،..كلامي عربي واضح مع إني اعرف لغة غربية ،،..اعرف ما قال نزار في وصف المرأة الغجرية،، ..وقرأت كلام السياب ونازك وفدوى..وابن ربيعة وتبقى اللهجة عربية ...

ليس تعصب وليس تخلف ..فانا لا أتقن أن أتصنع.. ولا أحب العصبية.

وتؤكد ياسمين أنها مرت بتجارب فرح كثيرة..لكن تركيزا للسرور والرضا..لم يكن كالذي حصلت علية وهي تمنح لقب اصغر كاتبة فلسطينية ..وتقابل الشاعر الرقيق الدكتور المتوكل طه ..وتصف كلماته التي خاطبها بها بكثير من التأثر ..(يا ياسمين أنت الكبيرة ونحن من يتشرف بك..أنت الزميلة التي دخلت عالمنا من أوسع الأبواب...)

أما عن أكثر المواقف ألما لياسمين تقول بتنهد هي كثيرة وتتمحور حول فقدان الأحبة والأصدقاء

رحيل الشهيد ياسر عرفات ..اغتيال الشهيد احمد ياسين ..وبخصوصية خاصة استشهاد العم الغالي (علاء الطيراوي).. وتتابع أما الأكثر إيلاما فكان استشهاد الصديقة والزميلة ورفيقة الدرب (الطفلة مرام النحلة -10 سنوات)حيث تلقت طلقة احتلالية غادرة اخترقت فاها الجميل الذي تعود الابتسام وما فتئ يتصل علي للاطمئنان..وما يعزي ياسمين أن والدة مرام أنجبت قبل أيام مرام جديدة للحياة ...على الأقل سيبقى اسم مرام – حيا بالحياة الفانية..وسيفي ببعض العزاء...ولكن من سيعيد ..(محمد ..وسارة.. وماريا..وإبراهيم ..وعبير..وإيمان..)..

أما عن كلمتها الأخيرة..تقول الياسمينة الشملاوية..

ليس أخيرا..

* أحيانا يوجد بالنهر...ما لا يوجد بالبحر..

* أنا بداخلي طفل لا يكبر..ولكني طفل يتعلم كيف يكبر..

*كل أطفال العالم لهم وطن يعيشون فيه..أما نحن أطفال فلسطين فلنا وطن يعيش فينا...

ياسمين شملاوي بريد--ghsansh@hotmail.com

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا