ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

القصــــة الأخيـــــــرة .... !!

مراد بوكرزازا - الجزائر

 

 

توطئة: لا تتراجع فالخلف خيانة عظمى...!

 

اطمئني... لن أتأخر أكثر من هذا... !!

سأذهب إلى قبري راضيا مرضيا... لن أشتكي... لن أحتج...!

سأكتفي بدمعة صامتة... أسكبها وأنا أدخل تلك الحفرة...

ولن أعتذر للجميع...

وعلى أبعد تقدير... لن أستدير كي ألقي على وجوههم القذرة كلمة وداع...

لأنهم ببساطة: قذرون... قذرون جدا...!!

وبكل الغرور الممكن أقول: كنت الطاهر الوحيد وسط تفاهتهم... لأنهم ما التفتوا يوما إلى موتي الذي كانت توقِّعه الأرصفة، الأغاني وغربتي المميتة...!

 

أما أنت... فلكِ هذا الذي خلقك يوما... كي تنزلقي إلى تربة مارسَ فيها الشيطان الرديء عهره... لن أغفر لك...

إلى الجحيم...!!

اطمئني، فالجمر اقتات من دمه واستحال إلى رماد...

ومن عمقه لن أطلع كما العادة مغنِّيا حزينا لا يجرؤ على النظر إلى نايِـه المقهور... فالحكايات الشاعرة لم تعد تهمني... وتلك الرومانسية التي سكنتُ ذات صدق ضحكتْ على طيبتي وهشاشة الغناء فيَّ... .

أعترف أني كنت تافها... نذلا وحقيرا...

أعترف أني لا أستحق الحياة...

لِـمَ لا يبيد البشر الحشرات الوديعة...

وأنا أتفه حشرة تنعم بالحياة، بالهواء والمكان...؟!

 

اطمئني... فقد مللت الكذب الرديء...

مللت لعبة الشرنقة المعلقة...

ودمي لن أهدره بعد الآن...

بحثا عن نص، عن فكرة...

فقد اكتشفت أن أفضع حرفة هي:

La prostitution des idées ...   

معذرة إن هربت للفرنسية، فهذه اللغة أحيانا تصير معوقة وجبانة... تمارس عفتها في حضرة القبيلة ثم تدفع جسدها لأول عابر مع الليل...

وسخ... أنا...

أعرف هذا... لا أحتاج إلى تذكير ثم إن أشد ما أكره: الموعظة...!!

 

اطمئني... فقد صدقت الحكاية... كل الحكاية...

ووصلت للخاتمة...

خاتمة اللعبة التي كنت طرفا فيها...

كنت غبيا وساذجا...!

أعرف هذا... أيضا...!

كنت بدويا... أكثر من اللزوم...

لن أسأل كيف التقينا...

ولا حتى كيف تشابكت أصابعي مع أصابعك يوما...

لن أتحدث عن أسرار القبلة الأولى... فأعداء الحب لا يحبون هذا... مع أنهم مدمنون على المجلات وقنوات الخلاعة...!

- ما... بي...!

سؤال تافه... أقسم لك بيأسي...!

لا شيء... لا شيء على الإطلاق...! 

 

اطمئني... فلن آخذ من وقتك الكثير، فربما كنت مدعوة لحفلة أو وليمة أو مشروع ليلة حمراء، لن أزعجك بعد اليوم، لك العطر، لك المساحيق، لك كل المواعيد المهربة والشرعية،          ولي الحقيقة... كما هي دون أقنعة...

لن أطرق بابك بعد اليوم، لن أقف كما المعتوه تحت نافذتك لعلك تخطئين، فتزيحين الستائر وتبتسمين كي يهدهد يأسي دمعي المؤجل:

- إنك الوحيد الذي تحب... ؟!!

 

اطمئني... فلن تؤرقك خطواتي بعد اليوم، لن يداهمـك وجـهي –ذلك القبيح- في الزحام،

لن تدهشك ارتعاشاتي، ولن يركض بكائي خلف جفن لك...!

أمنية بعيدة أنت... لا... أمنية مستحيلة... لقد اقتنعت...؟!

الشوارع التي كنت أقف فيها بانتظارك... سترتاح...

والمحطات التي كنت ألاحق فيها ظلك لن تكون لغير الحافلات والمسافرين البلداء...

وقصصي... لن أكتبها... لن أنشرها... سيرتاح كل القراء مني... فقد كنت ثقيل الدم... الروح...و....... القلم...!!

 

اطمئني... سأحزم حقائبي وأحمل جثتي وأغادر دون رجعة،

لن أتحدث للناس، للأجانب... عن أم تكره أبناءها، تمقت الذين غنوا وماتوا من أجلها...!!

لن أقول لهم بأن البواخر التعيسة كانت ظهرا أمينا على أوجاعنا وميتاتنا...

نحن الذين تورطنا كثيرا في الحلم...!

لن أقول لهم بأننا أضربنا عن الكتاب، عن الخبز، عن الأطفال والحب...!!

لن أقول هذا...؟!

صرنا آلهة دم وخراب، صرنا آلهة دمع وخوف كبير...

سأقول هذا... ثم أصمت للأبد... قبل أن يجيء أعداء العصافير لإسكات صوتي...

 

اطمئني...

فأنا... وحيد... وحيد...!

لا أصدقاء... لا عائلة... لي...

لا قلب في الصدر ينبض...

لا حياة في الجثة... فأنا جسد طويل... طويل... مفرغ من أي معنى...

يحمل كل مساء كبرياءه ويحفر قبره في صمت...!!!

 

اطمئني...!

فكفني... جاهز منذ عمر...

سأحمله معي... رفقة غصّتين:

- أنت........... الوطن...؟!!!

كي أموت للأبد...

 

اطمئني...!

لقد متّ...!!!

10/1996 

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا