ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

أماكن سماوية

(ديوان كامل)

برانكو سڤتكوسكي - مقدونيا

ترجمة: سيد جودة - مصر / هونج كونج

 

ملامة

 

هذا الذي يجلس تحت إكليله

عالياً فوق كابوس الأرض

من يوزع نور النهار والظلام

ناسياً غضبه وسخطه

 

يكون الأكثر ارتجافاً

على سلك رفيع

يوثق الرباط بكل مشاريعه

خلال صدور التلال الباردة

يقود الأجساد العمياء في دروعهم

يساند قتال الضباب

ويعود بالمنتصر المتوج

كلمة من أبعد الحراس

تعيد الجلبة في الأعالي.

 

يتشابه المشهد الذي خلقه مع الزمن

الحفر تحت الخيام

تغير اتجاه الأعلام

وتضيق من رؤية المشاهد

وتربط بسرعة إصبع الأحداث

وتصبح فكرة

وتصبح قلمَ رصاص ٍ من الأردواز

من الصعب على من يجلس تحت إكليله

فوق السلك المائي الذي جفّ ونسى

في الخطاب الطويل

تحت أفاريز الرياح.

 

***

 

نداء

 

لم تصل الصورة بعد

الكتابة المحفورة القاسية

مختصرة

صوتٌ فقط خارج الدور

يخطو

من خلال الزمن

كأنه يقفز على نغمات موسيقية

 

الصوت الصاخب

يهرب منه

عند صقيع شتاء الكلمة

 

العين لم تصل بعد

ولا الخدّ

ولا الحافر

ولا هذا الخطو المكتوم

الذي يختفي خلف شعر الحصان

مخدراً

 

بدون نوم كافٍ

سأرحل

عن اسمي

سأبعد

 

وسأعرف من أرسلك

أيتها القصيدة

 

 ***

 

نافورة جانب الطريق

نحن جميعاً الزمن ، والسنوات ليست ما يمر علينا بل هي نحن.

أوكتافيو پاز

 

أرسلوني كي أبحث

في المحكوم عليهم والمزدرين

والمتصالحين

كي أفقد نفسي على الطرقات

كي أربط في الرماد

مثل كلب أصم

مثل حرفٍ متحركٍ مبتلع ٍ فيصبح أبكم

غير قادر أن يعيد صرخة الألم

في البرك المظلمة

كي تلتقطه القافية

 

*** 

 

2-

 

وحقاً أختفي

تحت صحيفة كعك لامعة

 

وجدت روحي

كوخاً طينياً جديداً

 

أخذني شخص آخر

وحملني إلى اللاوجود

 

***

 

3-

 

أنا الآن أمل

لا يصل أبداً

في النافورة الجافة

قرقرة لا تتوقف أبداً

ظلٌ للظلال في السحب

يصب نفسه

ذيلاً خفياً لـ "كوجيتو" و"سوم"

قمرٌ بلا تغير

بلا شمع ولا محاق

وبحر

وعزلة رخامية

وقبر خاو ٍ يسير

إلى السماء

 

***

 

 4-

 

ومن يدري أنني

الفجر

أو فكرة

تتلاشى مثل البرق

 

نحن جميعاً الزمن

 

السنوات والعصر البدائي

ليست ما يمر

 

بل نحن ....

 

 ***

 

 ثلج في مارس

 

قليلٌ من صمت الربيع

تراكم فوق الأسطح

تثاؤب في السرير

أطول قليلاً في الصباح

 

ليس سوى النار التي لا نثق بها

تسرع في طريقها الأسطواني

فوق أسقف وأفاريز

بطمع ٍ

وبقافية شرهة

 

يصعد اليومُ

فيعود الشررُ من السماء

سواقي المياه في الجنة

ما زال الحجر يطحن

 

اخرج وافتح نفسك

على الأرض المتجمدة

التي تسير في الساحات

 

عارية

 

 ***

 

 آلهة

 

يسّاقط مطر المساء

ويهبط صدأ التلال

من آذان المعزات

من صخور

الرسلُ الخضرُ تصلصلُ

الكابوسُ الأرضي

يعود إلى بحره

 

مغسولة ٌ

الجبال تظهر في موضة مرتبة

بخطوات سلسلة

تهبط في قبو البراكين

العين العظيمة تطرف

في غابة الليل

وتغمض

 

ظلمة سوداء

رؤية سوداء

تنير مركز العالم.

 

 ***

 

 أرامل الأرض

 

نساء بلادي

كل الأرامل من أرض بلادي

بجانب صور أزواجهن الراحلين

أمرن

بمكان لصورهن الخاصة

لكي تفرغ

في السطح الرخامي الأملس

 

خوفاً من أن تلحقهن

بقايا السنوات المقبلة

كن يخبرنني

بهذه الطريقة كن يعلنّ

عن رحيلهن الوشيك

للأرملة الحديثة

في الحياة بعد الموت

 

بعضهن عشنَ طويلا ً

سنوات من المشقة

بعضهن برغبة سرية

عبدنَ قديسين جدداً

حتى يومهن الأخير

في أعياد اللنتن

بعد صيام طويل ومرهق

الأرامل من أرض بلادي

عاطفتهن ذابلة

ضغطن خدودهن

على التجويف في الرخام

 

مرتديات أفضل ما لديهن

وذهبن ليضئن شمعة كبيرة

 

ويظهرن خدودهن الخجولة

أمام تماثيل الآلهة

 

 ***

 

 سيكيولوم

 

كل شيء كما كان تحت الشجرة

 

امرأة نائمة

وأطفال يحلمون بالكرات الخضراء الكبيرة

 

في الصباح سنتفتح ثانية

لأننا جميعاً مكتوبون

في كتاب الحياة

وليس فقط أننا

سنطيّر طائرة ً تنينية ً

في السماء

 

هيا أقبلوا!

 

 ***

 

 لحم بشري

 

تتساقط الفاكهة

ترتطم

تحتضن

ترقد متقاربة ، منسية ً

فوق جسد الأرض

 

تحت اسم واحد ، تفسد

 

اللحم الأعلى

يراقب نضجها

يرى انعكاسها

في أفق البذور

 

كل ربيع يرفع

أسواراً أعلى

تلتف حول أسماء

وأشكال

وألوان

وسياج من الأشجار البشرية

كل إرث العظام والأجيال

يدفعها الظمأ

كي تتلاشى في أخدود الحقل السماوي

 

 ***

 

 الأرض ، العشاء الرباني ، الشوفان

 

تتهاوى السماء

يهبط فتات خبز أسود

في أطباقنا الصغيرة

تسرع وتلتف بطول أشكالها

عصابة ٌ من رأس الثعبان

ريشة الربِّ تغمس في ماء مقدس

 

فوق الماء

مظهري الآدمي

يتمدد ، يتلوى

بجسم سماوي

يختلط

ويهمس:

 

"اذهب إلى الجغرافي

واركع تحت ظمأ إبرته الذهبية

وخذ خبزاً وخمراً!"

 

وفعلت هذا

تهاويت تحت يدٍ بيضاء كالرماد

امتدت نحوي

في مكان ٍ ما توقفت العلامة المؤلمة

والتحمت السماء ثانية ً

في أطباقنا الصغيرة

المليئة بالأرض

من أجل التقاطها

 

***

 

مستجمع الأمطار

 

بوتيرة محددة

يملأ الصفحات المرقمة

مستمراً

داخلي

مخطوطة

الكتاب الذي لم يكتب

 

ملاك يلتهم الأفكار والحبر

يستريح في ظل الظهيرة

بين الأنصاف المتساوية

لحياتي

ويرفع يده الثقيلة

 

يا ربي

خلف الأفق وخلف الرؤية

أرسل لي لهباً صغيراً لا تطفأ فتيلته

لهذه الشمعة المنتصبة

والأخيرة

في ترتيب النجوم

لتحولني إلى شحم نقطة ً نقطة

في نهر النجوم

في الذي سيأتي

يلمع ثانية ً ليظهر من الفجر المظلم

ليرى

كيف تُكتب

كتابة الموت

 

*** 

 

حلم البذور

 

 أنفاس الموتى تدفئ البذور

تحرر قلوبها الثلجية

المرتجفة برسائل لا صوت لها

وتبعد الآلام عن عيونها

 

البذور تبدأ في الرؤية في بيوتها المظلمة

في الليالي الطويلة تطرق الأبواب

في المصباح الأيقوني تغلي نسمة ليلية

ويخبو اللهب الصغير عند الفجر

 

ألهذا يكون من الصعب النوم

بعد أحاديث سعيدة

يتردد صدى همسةٍ طويلةٍ

وصلاةٍ

حين تعود سعيدة ً

من أخدود الأرض الطرية

حيث جباهنا الباردة

وسروجنا الملآنة تتعفن

 

ألهذا

يد الآخر الملساء

دائماً

تلوح من فوق الأشجار العالية

إلى لمعان السماء

 

 ***

 

 نسمة صلاة

 

فجِّرْ هذا الليل

مزق الفتيلة من الشمعة

اترك الكلمة وحيدة

في الصمت

لتجد كاتبها الصامت

والحرف الأسود الذي ينضج

في صدر الظلام

 

افتحْ عينيك

شبح خلف اللهب الصغير

هذه المرة لن نفتقد بعضنا البعض

وجه مجهول لي

 

لم يبقَ لنا سوى بضع سنوات

للتحسس

للتدحرج

في هذا الجبل الأصم

بلا جانب مشمس

بلا جانب ظليل

ارفع الستار عالياً

ادخل

داخل صمتي

ضوئي

 

 

***

 

صوت الماء

 

2

ببطءٍ يتساقط الرذاذ

الأكواب الفارغة تتدحرج عبر الطاولة

نائمة في ذرات الصخور

لأحلام الرياح المرتفعة

سيدة الرعد.

 

آه ، تدفق الماء اللانهائي

الذي يسمع الرسائل السرية

لجذور الفاكهة

في أي منعطفٍ سوف تلاقي

عذاباً صغيراً في الصدر

في أي وقت من الليل

سوف تأخذ الأطفال

على امتداد أخاديد الحقول والارتفاعات

 

الصخور تتهاوى في الزوبعة المظلمة

ترتعد التلال

من لمعة صدع تحت الأرض

مشرب الشمس الساخن

أسفل الجبل الدافئ

ببطءٍ يتساقط الرذاذ

 

 

4

لحظة

أن تبدل الأزهار في المزهرية

وتترك عينيك

فوق سيقانها الندية

تتمدد اللحظات طولاً

ويكشط المعصم

ويسمع صوت خشخشة الأوراق

فوق لوحة الشطرنج

أمام الزوجين الشهيرين

من القصص الفارسية!

 

آهٍ ، بأي عذاب تنتظر

هذه اللمسة الغير مبالية

لجانب جوز أملس

قبل أن يتلاشى الصداع

واللباب المائي ما زال يصعد

عنق المزهرية الساخن

للحنجرة الظمأى التي تشرب

جرعة ً جرعة

نشوة المعركة العقيمة!

 

6

في صمتٍ تستقبل الأرضُ البراعم

وتفتح فراغاتها

أوكار الأنهار المفقودة

تعيد دون صدى

الزوبعة الفلكية إلى السيقان

إلى العروق

إلى رماح البركان الشامخة

 

إنها ترسل صوتاً

بكل الأشكال الأولى

وتوزع قوتها

خصوبتها و رغبتها

كما لو كانت تريد

أن ترفض الهدايا للأبد

 

والماء بلا ضمير

يهين الشعائر:

يطفئ النار في الفاكهة

يمتص همسة الذرة

يده الباردة تنمو

وتعيد الصوت في الظلام

 

 

7

تخلط و تداعب

مشرب السحب الواضحة

الجسد المحدد للماء

يرفرف فوق ظلال الحالمين

 

جسد الماء الغير ملموس

يتساقط فوق الجباه

يجمّد أصابع النحاتين

تثقل وتسقط خلال المداخن

 

آهٍ ، يا لها من حريةٍ

حين تسترخي وتنسى نفسها

بين الضيوف والشر

ولا ترى عينُ أحد

تساقط َ العرق

الصرخة َ اليائسة قبل الفيضان

 

إنها تترنح ، وتسقط ببطء

قلب الماء الثلجي

جهة حفر الآبار:

لا صمت ولا عتب

وتمضي الأحاديث

 

*** 

 

طيور ، كتـّابُ أدب رحلات

 

إلا أفكار الندم

مثل طيور متخمة

تغير أسرَّتها

وبعد فصول عديدة من الصيف

حتى هذا الصدى الذي يمور

يعيد العظمة إلى التردد

في جدول الليل:

 

ألم أكن ماءً سجيناً

لدقائق معدودة

في قبضة دورق الماء المستديرة

ألم أكن تحت قلنسوة الراهب

لأسبوع مقدس

حين لا تخطو النساء أبداً

ولا الماشية الإناث

فوق "أثوس"!

 

لكل نية

ولكل ندم آدمي

طريقة ٌ ونهاية ٌ

إلا أفكار الندم

مثل الطيور المتخمة

تغير أسرٌّتها

 

بعد فصول عديدة من الصيف

 

***

 

 الناس ، الآنية الخزف

 

فليبارك الرب في السلام

حين يأتي جزءٌ من الزمن البعيد

في الضوء

حين تظهر الآنية الخزف

في شكلها

من نبض بعض عشيرتها

المدفونة في عمق الأرض

 

آهٍ ، أيتها الأصابع الماهرة

الماء الصافي الذي يغسلك

بعد عظيم الأعمال

آهٍ ، الأربطة الناعمة وسعف النخيل

الراقد في راحة أبدية:

 

ما زال هناك مضيق

يؤدي إلى كوخ النسيان

إلى الصدع السماوي الخاوي

 

***

 

يتساقط الثلج ، تحمله الريح

 

يتساقط الثلج ، تحمله الريح

آهٍ أيتها الشمس المتكبرة

الخطيب اللاسع بين البذور

ما أصفى

وما أدفأ الكلمة

تلك التي نعود بها للبيت

 

يتساقط الثلج ، تحمله الريح

الليلة الباردة

تفتح كل الأبواب

وتطلق كل الهمسات

ما أصفى

وما أدفأ الأنفاس

التي تنتظر أمام المرآة

هؤلاء المحبطين ، العاشقين

 

يستسلم ، يذوب

في طريدة خزفية

يغوص في الحدقتين ، يعمي العينين

الثلج الناعم من المدفأة الشمالية –

 

السفينة الرائعة

الغارقة أبداً

 

***

 

لتكن يد العناق هادئة

 

حين يسقط الأبناء

في الحفر الرخوة في السحب

حين تهبط الأمهات من القمم

بمهاد خالية

لتكن يد العناق هادئة

الكتف ليس محفوراً بعدُ في الصخر

هل تنفجر خدود بائع اللبن

بين التماثيل؟

 

آهٍ ، أيتها الشمعة المحترقة

بين الأعمدة

روحاً مقتبسة ً من الأعشاب –

في أية خطوة

سنبدأ حديثنا

عن هؤلاء الذي بلا غد

وهل سأحتضن العنق الممتد

فوق عوالمَ فانيةٍ

أنا ، الرماد الطازج للكون

 

لتكن يد العناق هادئة

حين يتساقط المطر

 

***

 

سماع الأبواق السماوية

 

ينبلج الفجر ، ينتفخ الخبز

ينفك الحزام الذهبي

في كتاب الأنبياء

أصابع الشمع ناعسة ٌ

في "الوحي"

ويهبط اللص

إلى الكنيسة في "سارديس"

 

أعرف أنك تسكن

في كتاب الحياة

تتنفس ، في صوت

البذرة الأولى

 

في قبضة المفتاح

في القشرة الساخنة

فوق الشك الخالص

الذي يرفعنا لأعلى

 

ينبلج الفجر ، ينتفخ الخبز

نسمع صوت أبواق السماء

من فراغ المخطوطة

يدٌ خفية ٌ تجمع

الشمع والأختام ...

 

ها هو ، ها هو آتٍ ،

الحصان الأبيض !

 

***

 

أماكن سماوية

 

آخذ كل شيءٍ منك

وفي كل لحظة أعطيك فراغاً مباركاً

 

آهٍ ، أيتها الكلمات

أيتها الممرات الباردة للمرور!

 

مثل آنية خزفية

أستقبل مطرك الغامر

وبإشارة من يدٍ متواضعة

أنشرك بين الموائد والأخاديد

 

فارغاً ، أعود صدىً في الفضاء

في الضوء ، والبرد

أتردد صدىً أمام بناة القبة

تحت أساس القوس

آخذ جرتي

وأحملق في فتور

عالياً ، في فراغ ٍ ...

 

آهٍ ، يا غبار الرخام

آهٍ ، أيتها الأماكن السماوية!

 

***

 

رماد آدمي

 

لم تكن أبداً بدون شاهد

الصفحة البيضاء الغير مرخصة

لم تكن أبداً بدون قاض ٍ ظالم!

 

المبخرة الغائبة

التي تتأرجح حول العالم

زهرة التوبج الوردية

حول عنق القمر

وذلك المرتل الأجش

في بئر الحبر –

 

مثل كل العلامات الأخرى

تدور وتحوم

مثل عش مشمس

فوق أعمق بئر

 

رسغ مكسور

رماد بشري

يحترق تحت اللسان

حين تصل آخر كلمة إلهية

دائماً

وتضغط بشكل صحيح

على حزمة الأوراق الملطخة بالحبر!

 

***

 

خلال الأيكة

 

تعوي في قلب التلال

شجرة السنديان .. وتتلوى في ألم ٍ

في قلب الوادي

أحس بالنظام داخل نفسي

 

أرقد لأعطي

ما أخذته على مهل

 

مما كان دافئاً

من أفكار غريبة

من خشخشة العظام

آه ٍ ، كيف ترضع الأرض من الجميع

 

يتحرك النظام عبر السحاب

 

في مكاني

احمرّ بعض التفاح

طافياً فوق الرياح

خلال الأيكة ،، خلال الأيكة ....

 

***

 

 رقصة شمالية

 

1-

أنصتْ الليلة َ

لأصوات العُرْس

الآتية من الشمال

من البرج العالي

الذي تناديه روحٌ أغويتْ

 

بقافية مثقلةٍ بالثلج

يقترب رقص العُرْس

همس الآدمي الأبيض

يهيم نحو خط الاستواء

 

لا تنم هذه الليلة

إنه ليس صوتَ الأموات

إنه ليس نبضهم المختنق

من الأعماق

 

نغم الشمال المكسور

بوم الضياء

كريستال الكلمة

يتردد فوق حديقتنا

 

دعنا

نرحل

فوق الحصان الأبيض

 

 

2-

شهر مارس الرخيم

هذا الكلأ

الذي يتساقط في القنوات

يظهر من أعماق الشمال

ويرتفع حدوداً جديدة

 

دخان ورماد

يحترق

سيفصلنا عن نجوم الندى

 

يهبط

داخل أعماق الرحم

يضرب ثانية ً

اللهب في أصيص الزهر

مياه الفيضان تهدر

وتنكسر قناة الشمال

يهجر الاسم المسكن إلى الأبد

يقف صامتاً فوق الشط البعيد

 

شهر مارس الرخيم

رمادي

دائم الحضور ، يجلس

وينتظر بعناد:

يزرع زهور الليل ثانية ً

يحفر في الأعماق

حتى الفجر

 

3-

انطق الحروف بقوة

الثلج – المقاطع

تقود الزعرور البري

لاسم عارٍ

 

أشاهدك من قمة

زوبعة خضراء

بصمت أحضر

عشباً

لمرارتك

 

فقط انطق الحروف بقسوة

وافصل بوضوح

في العجين

في البذر

جمّدْ الريح

 

سيبحث الضوءُ

ويجدك

خشخشة ً

في ليلة مضيئة

ونجم السماء يطفو

من بين نجوم خشبية

 

 

4-

لا سخط بي

احترسْ من كتف

لزوبعة آتية من الشمال

ليدٍ تقودها يدٌ غريبة

بيسر

 

أرحل عن الغاب وحدي

أعمى

الآيل

ينثر الضوء من كاحله

أمتطيه مستقيماً

 

اركضْ بقوة يا صديقي

في الفكر

وفي الثلج العتيق

 

*** 

 

 صدور فوق السنابل

 

صلاة تنسكب

صوت واضح آتٍ من خلف العالم

في أعصاب العشب

هيئة العامل تعود

حديث قدسي يصل حتى القوس

تتحرك جموع البشر

تتعجب

تسعد في الزوبعة السوداء المتسقة

 

في الصباح الجميل

بين السماء والأرض

تسقط عين النذير المبطئ بين السنابل

في فراغ القبور

يبسط مائدة لسيده

كتف رائع يظهر من الثرى الدافئ

يقدم العشاء الرباني

يصب اللطف على الطرقات

 

لبن الخلود يقطر

ظلمة الأثير تشربُ

من كل ما يسري

بين الأشكال العظيمة الهادئة

في اللحظة اللانهائية

حتى تلوح فكرة أخرى

حتى يرتفع حاجب ..

الخالق!

 

***

 

دوار

 

حركة بغض طينية تملكني

حين بهدوء

تخرج الفراشة من صدري

حين بعجالة

تخرجني من مجال رؤيتها

 

شيطان خائن

في الساعات المظلمة

يدخل في سرير هؤلاء الذين بلا خطيئة

ينزع الحدود المضيئة

من أرواحهم المنسجمة

حتى في المصير –

الهمسة المتجمدة للآفاق

 

يا طاقة الولادة الغريبة

تقهرين عقيدتي

تحرسين أوهامي

حتى الساحر المجوسي العظيم من الشرق

رأى نفسه في حلم

ولم يستطع أن يفسر

أي جناح كان يغرق في طمي القلب

وكان ما يزال يرفرف في كل مكان

دائماً وأبداً

يوم الحساب

للحشرة الصاعدة

 

***

 

صلاة وقت الضهيرة

 

من منطقة الثلج

يجتاح

جناح النسر

جسداً هادئاً ، ناعماً

وينبسط في الرمال

يصفر فوق المياه

صلوات شديدة الاضطراب

 

دعنا نرحل

عن أزهار أحجارنا

عن تماثيلنا و جـِرَارنا

دعنا نهبط

من النفق الدافئ للخلود

من الصخور الشاهقة

دعنا نظهر

 

اليوم

عين الجبل مغلقة

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا