ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

بكائية دون خيدو

ترجمة د. محمد قصيبات - ليبيا / فرنسا

 

في نهاية ِ المطاف

تقتلك الحمىّ يا "دون خيدو"

دقت الأجراسُ طوال اليوم

دنج.. دونج.. تقول لك وداعًا!

 

في شبابهِ لم يقهر الجسد

أحبّ النساءَ

ومصارعةَََ الثيران

وعندما كبر

شرع يطيل في صلاتِه.

 

كانوا يقولون : هذا النبيلُ

كان يملك الحريمَ في إشبيليا

وكان في نهاره

يركب الخيول

وسيدًا في صناعةِ النبيذ.

 

ثم أصبح مهووسًا

عندما بدأت ثروته في النقصان

ففكر في الزواج .. وغيرها!

استقر ذات يوم

على طريقته الأسبانية ،

وقرر أن يمضي حياته في هدوء

ويترك ميراثا لزوجته ،

بدأ يتفاخر باسم عائلته النبيل ،

ثم صبغ قميصَ الحربِ بالألوان ،

ووضع رسائل الحبّ القديمةَ في الصندوق ،

واحتفظ بذكرياته في داخله.

 

شرع يتردد على الكنائس

يغني (هالالويا)

ويرتدي أزياءَه الجميلة

- زير النساء -

بملابس التائبين!

اليوم تعلن الأجراس

أن غدًا "دون خيدو"

سوف يعود للتراب.

 

يا لهذه الخدود المجوّفة الصفراء

والجفون التي كالشمع ،

والرأس الضعيف ،

المسترخي على الوسادةِ في السرير!

 

لقد رحلتَ الآن إلى الأبد

يا "دون خيدو" ، بلا خطيئة...

يسألونك ماذا تركتَ؟

أما أنا فأسألك ماذا حملت َ معكَ

إلى العالم الذي أنتَ فيه اليوم

يا "دون خيدو"؟

 

أحبّك َ لضفائر الشهوات ، والأقمشة

الحريرية؟

والفوز في الرهان؟

ودم الثيران على التراب؟

ودخان شمعات القداس في أيام ِ الأحد؟

خذ حقيبتك يا "دون خيدو"

ورحلة سعيدة!

...

...

 

 

 

*الشاعر في سطور:

- ولد الشاعر الأسباني أنطونيو ماشادو في إشبيليا عام 1875 وترعرع في بيت كبير كان يملكه أبوه المدرس وجامع التراث

- أصدر الشاعر أول دواوينه عام 1903 وكان بعنوان "الوحشة" والذي كان تحولاً مهماً في مسيرة الشعر الأسباني في ذلك الوقت

- في عام 1906 عمل مدرساً في اللغة الفرنسية في إحدى مدارس سريا ، وكانت سريا مدينة صغيرة تقع على مرتفع بالقرب من جبال أراجون . قابل ماشادو في تلك المدينة امرأة تدعى ليونور فتزوجها قبل أن يسافر معها إلى باريس للدراسة في السربون ، لكنه سرعان ما يعود إلى سريا بعد أن تمرض ليونور مرضاً خطيراً لتموت بعدها بأسابيع فيقرر ماشادو العودة إلى الأندلس ، وتعود ليونور كثيراً في شعر ماشادو تحت اسم جيومار

- في الأندلس يكتب الشاعر ديوانه الثاني "كاستيليا" ليصبح بعدها عضواً في جيل 1898 ، الجيل الذي ضم مفكري أسبانيا الكبار مثل خوان رامون خيمينيز وميخيل دو أوناميو وفاسنتي أليكسندر ولوركا ، وكان ذلك الجيل يحاول وقف الهزيمة التي لحقت بالأدب الأسباني منذ نكسة أسبانيا في حربها ضد أمريكا

- في عام 1924 أصدر ديوان " أغاني جديدة"، وفي عام 1926 ديوان "الأغاني" وفيه يظهر ماشادو في عنفوان آخر يتغني فيه بالحب والغيرة والربيع... وبجيومار

- في عام 1927 يصبح الشاعر عضواً في الأكاديمية الأسبانية حتى الحرب الأهلية ، ففي شتاء 1939 يرفض الشاعر الهزيمة فيقرر السفر إلى فرنسا عبر الجبال ليموت بعد وصوله هناك بأيام

            - تأثر الشاعر أنطونيو ماشادو بالشعر العربي الأندلسي وبكتابات ابن عربي وأثر هو في كثير من الشعراء العرب من بينهم الشاعر عبد الوهاب البياتي

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا