كانت في حوزته..
تتلو الماءَ على مسمعٍ من نهرهِ .
مدججة بولع يدرّ أسطورته ..
تفعمها عيناهُ المسكونتان بأقمارطفولتها .
فتكلأ من ضفتيهما مطراً يغنجُ في مزنتهِ .
لكُم أن تتهجدوها أغنيةً جذلى تزهرُ بشفتيهِ .
أصداؤها تتردد فردوساً على سفح مسرته ..
يكوّرها ربيعُ الروح النافلِ كرجفة .
فتنساقَ فريدة إلى أقصى خضرتهِ ..
عيناها تفصحُ عن أسرابٍ تأسرُ خلابتها ..
وأصابعها الموضوعةُ على أهبتهِ
توشكُ أن تحيكَ رهافتهُ فاتحة لصلاة ..
صوفيّ هذا المندوفُ في عُرفِ مجرّتهِ .
وهي السدرةُ على فرادتها ..
يبلغها الإشراقُ بشطحته الكبرى .
فيمدمدُ سلالمَهُ مأخوذاً بهالةِ صفوتها .
تقودهُ إلى حضرتها مظمأة الأورادْ .
تتقاطررغائبُها أذكاراً من سبحتهِ
كالقلبِ يعرجُ في حمأة لفحتها .
ليبلغَ من كفيها ذروةَ توحده ..
تفشي نيرانُه أسرارمفاتنها .
ضوءاً في إثرهِ تصعدُ أفراس الضوء
ويرتحل رحيقاً عذباً بين رقائقها
يستقصي أعماقَ جواهرها ..
فتختمر بلاغتها في خلوتهِ .
أيوقنُ بالصعود إلى جنتها مذهولاً؟
أم ينحدرُ لمقام الخفقة مغشياً من نشوتها ؟