عرفتُكَ بين ازدحامِ الرؤى والبشرْ
عرفتكَ والقلبُ في صمتهِ
ملولٌ يلوكُ الأسى والضجرْ
يعدُّ الليالي الخوابي
لعلّ انتفاضةَ شوقٍ تمرْ
فلا الشوقُ يطرق أبوابَهُ
ولا هو في صمته يستقِرْ !.
****
عرفتكَ.. كيف عرفتكَ بين الزحامْ ؟!
أليفاً.. كأني عرفتُكَ من ألف عامْ !.
كأنا قطعنا السنينَ لكي نلتقي في منامْ
تَرفُّ كطيف شفيفِ الجناحْ
يحطّ بهدبي سلاماً سلامْ !.
****
عرفتكَ.. كنتَ تعشّشُ في خاطري
وتعبر بحرَ اغترابي
تفتّشُ في الصمتِ عنّي
وتعرف في البعد ما بي..
عرفتكَ.. حين سألتَ السنينْ
لماذا تأخّر عنا اللقاءْ؟
وحين تنهّدَ بالشوق قلبُـكْ
وطاف بجفنيكَ ومضُ اشتهاءْ
يقول لماذا.. لماذا تأخّر هذا اللقاءْ؟
****
عرفتكَ.. حين انبعثتَ ضياءْ
وصوتاً لهيفاً يُؤرّق عمري..
يضيء ادلهامَ الليالي
ويبعث بالحبّ فجري..
عرفتكَ.. يا لهفَ قلبي! عرفتكْ
كأني عرفتُ الحياةَ.. عرفتُ الوجودَ
لأول مرّه..
كأني ملكتُ الحياةَ.. ملكتُ الوجودَ
وأفشيتُ سرَّهْ.!