ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

نبيل عودة - فلسطين

رسالة  مفتوحة الى ادباء واتا المتنورين

الرقص مع الظلاميين في "واتا الحضارية"

نبيل عودة - فلسطين

 

قبل أشهر عدة ، ولم أكن أعرف أو سمعت شيئا عن " الجمعية الدولية للمترجمين واللغوين العرب "  أو عن "منتديات واتا الحضارية" ، تسلمت رسالة بالبريد الألكتروني من " واتا الحضارية " تبلغني انه وقع اختيار الجمعية على شخصي  لتكريمي مع 250 من الادباء والاعلاميين والباحثين ورجال الدين  ، اختارتهم واتا من بين أبرز المساهمين في النشاط الابداعي  من مختلف أرجاء العالم العربي ، وارسلت لي شهادة تكريم بالبريد الألكتروني واعتذرت عن حضور التكريم في العاصمة الأردنية عمان لارتباطي ببرامج سابقة ، وأعترف اني تفاجأت وشعرت بالأرتياح لوجود مؤسسة حضارية مثل "واتا" تتابع ما ينشر وتكرم من يستحق التكريم بسبب مساهماته الثقافية او الفكرية او اللغوية أو السياسية أو الدينية الحضارية .

وعليه وجدت نفسي أنضم لعضوية منتديات واتا الحضارية ، واساهم في نشر كتاباتي المتعددة المضامين ، من نقد وأدب قصصي وروائي ومقالات   فكرية وسياسية ، وتعرفت على أسماء ثقافية رائعة ، وكاتبت بعضهم ، ووصلتني تعقيبات مختلفة حول كتاباتي ، أشعرتني بأني قادر على التأثير والتأثر بنفس القدر ، وعلى نقل صورة واضحة عن الواقع الثقافي والسياسي للمواطنين العرب الفلسطينيين في اسرائيل . وساهمت في النقاشات والطروحات الفكرية من منطلق الحوار الدمقراطي وحق الاختلاف والتعددية الثقافية والفكرية والدينية ، وشعرت انني في بحري أسبح مع التيار الذي حلمت بمثله طويلا ، ورأيت بواتا بوابة لاحداث انطلاقة فكرية ثقافية حضارية في مجتمعاتنا العربية ، وفي كسر كامل للحصار الثقافي الذي عانا منه المثقفين العرب الفلسطينيين مواطني اسرائيل منذ عام النكبة.

حقا، في مساهماتي الحوارية، تقاطعت فكريا مع  شخص يسمي نفسه باحثا وهو السيد منذر أبو هواش صاحب منتدى في واتا ،ولم ار بذلك شيئا غريبا ، الاختلاف الفكري يحدث بين أقرب الأصدقاء ايضا . ناقشت طروحاته باحترام ، وعندما شعرت ان بعض النقاش ينحو نحو الثرثرة ومواقف لا علاقة لها بالفكر ، أوقفت نقاشي ، وعدت لمناقشة طروحات أخرى أوردها أبو هواش  من منطلق مسؤوليتي كعضو فعال في واتا الحضارية ، ومن منطلق حرية الرأي ، وان خلاف الراي الرأي يجب ان لا يفسد للود قضية . ولمست أن بعض الأسماء التي تعقب مباشرة على مواقف أبو هواش هم مجرد مشجعين ، بلا رأي ، يقبلون بدون تفكير كل ما يخطه أبو هواش ، وهو أمر مؤسف ، اذ انهم ، حسب ما يسبق اسمائهم ، يحملون القابا اكاديمية متقدمة ، ويملكون بلا شك ، قدرات فكرية وعلمية لطرح قضايا مجتمعاتهم ، قضايا الفكر والثقافة والعلوم  من أجل تقدم العرب ورقيهم وعودتهم الى مسرح التاريخ ، شعبا حضاريا مساهما في تطوير العلوم والمعرفة الانسانية والرقي الاجتماعي والانتاج الحضاري ، وليس مجرد مستهلكين بدائيين للحضارة التي تنتج كلها في الغرب . ولكن حسب "نقاشهم"( تشجيعهم لكل ما يخطه أبو هواش ) ، لم يتجاوزوا صفوف البستان ، وأخذوا على أنفسهم ان يكونوا مجرد مشجعين  لما تفرزه عقلية أبو هواش   ،  فتجاهلت مواقفهم واعتمدت في نقاشي على الطرح العقلاني والفكري المتزن وغير التحريضي ، وكتبت بشفافية وصراحة مطلقة ، وبدون عصبية قبلية كما لمست من " حوار " منذر أبو هواش ، الذي تميزت كل ردوده بالدوران داخل حلقة مفرغة ، لا تحمل من الفكر شيئا ، ولا تحمل من البحث وفكر البحث ذرة عقل أو منطق . كان كل شيء واضحا له ، من بدء الخليقة وصولا الى نهايتها .. ولم أفهم لماذا يصر انه باحث ، ما دام الوجود الانساني واضح له ، ومصير هذا الوجود أيضا كامل الوضوح ، وكل طرقه لا تحتمل النقاش ، مقررة سلفا والى أبد الآبدين ، ومداخلاته يملأها بصياغات دينية نهائية ، حقا له الحق المطلق وغير القابل للطعن في القناعة بما يؤمن ، ولكن لا حق له بالتخوين والتكفير لمن لا يؤمن بغيبياته النهائية. وصارحته اني لست متدينا ، ولا أؤمن الا بالفكر العقلاني المبرر  ، وكل ما لا يتمشى مع العلوم غير وارد في قناعتي . وكان واضحا أني أربكته .. خاصة وان الطلب الأساسي منه أن يناقشنا في ما نطرحه ، وليس بما يمليه عليه تفكيره الماضوي النهائي ، وليس في ما يؤمن هو به من غيبيات نهائية لا تحتمل النقاش ، لسنا في باب مناقشتها ، ولست مستعدا للخوض فيها ، احتراما لما يؤمن به أبو هواش وغيره ، وهذا حقهم الدمقراطي الكامل الذي لا يحق لانسان الاعتراض عليه .

ابو هواش طرح بكل مناسبة ، ملائمة أو غير ملائمة ، ان " الاسلام هو الحل " ، في الوقت الذي لم  نناقش حلولا لمجتمعاتنا العربية ، بل مداخلات فكرية واجتماعية وثقافية  ، ومع ذلك ، وهذا حقه ، واصل طرح أحكامه النهائية وحلوله غير القابلة للحوار ... أي بكلمات أخرى يطرح أفكارا نهائية مطلقة ، ويرفض الحوار حولها لأنه لا يرى الا طريقته ( الحلقة المفرغة ) التي يؤمن بها ، وهو عاجز تماما من ناحية أخرى ، عن طرح رؤية انسانية تستحق الحوار،  ولم نتنازل لمناقشته في الملعب المليء بالمتفجرات  الذي يريد ان يجرنا اليه  من منطلق " كل من على دينه الله يعينه – الدين لله والوطن للجميع "، لأن النقاش في الدين يقود الى حلقة مفرغة وسؤ تفاهم ونحن نريد ان نناقش الفكر والواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والابداعي والحضاري لمجتمعاتنا العربية، وقد أعجبني أحد الشيوخ الأجلاء في تعقيبه على لخبطات أبو هواش بمداخلة عنونها ب : " الحل هو الحوار " .

بدأت أشعر ان أبو هواش يحمل عقلا قبليا لا علاقة لواتا الحضارية به ، أو الأصح لمفهوم الحضارة الذي نقشته واتا على واجهتها  .وقد حذرني أحد الزملاء الاداريين في واتا ، برسالة شخصية ،  من سلاطة لسانه ونواياه الانتقامية، ولكني لست من الذين يجفلون أو يهربون من الحوار ، ومن المواجهة  الفكرية والثقافية ،وأعرف كيف احافظ على توازني وسلامة تفكيري ، وأعرف كيف أكيل الصاع مضاعفا لمن يحاول ان يتشاطرويتطاول بدون حق ، حتى لو تغطى بالورع الكاذب ، وأقام لنفسه حلقة ذكر ، أو حلقة دراويش يحمل أفرادها ألقابا اكاديمية ،  ظانا انه يملك القدرة على مواجهة الفكر بالتخويف الظلامي واللسان الشتائمي اللاأخلاقي ، والنوايا الانتقامية ، وطبعا بجيش من المشجعين الأكاديميين وغير الأكاديميين .

حافظت في نقاشي على رصانة عقلانية والتزاما فكريا بالمنطق ، وتجاهل الغضب المدفون في كلمات أبو هواش .. وقرع طبول طباليه . وكان أن حظر دخولي  للمنتدى لفترة قصيرة لسبب لم أعرفه .. وسرعان ما رفع الحظر .. وبدأت ألمس ان واتا في وضع مريب وغير سوي ، وتقع تحت سلطة بعض الظلاميين.

 في تعقيبات للأستاذ عامر العظم رئيس واتا ، لمست عقلانية تثلج الصدر ، ولكن يبدو ان السيطرة في الادارة هي  للظلاميين فكرا وادعاء يفرضون على واتا صبغة دينية تضليلية ، يقصد منها التخويف وقمع الفكر والحوار ، عبر ترويج نهج أبو هواش الظلامي .

وبدأت ألمس المفارقة بين شعارات واتا الحضارية قولا ، وواقعها المتزمت الظلامي فعلا.

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير ( لا أعني ابو هواش ) هو نشري لمقال "العجوز والفوطة " ( تجدونه في عشرات المواقع ، بما في ذلك موقعي الفرعي في " الحوارالمتمدن "  

  ( http://www.ahewar.org/m.asp?i=1310

كان أبو هواش ينتظر الفرصة لينقض على "فريسته" متوهما ان كل اللحوم صالحة للهرس  ، ووجد  ضالته بمقالي "العجوز والفوطة " ، وهو مقال جاد ينحو نحو تفسير المواقف ، عبر قصص معبرة ساخرة .. الظلامي وزلمه رأوا بها " قصص فجور وعاهرات " .. بالله عليكم اقرأوا ما سجلته عقول  واتا وثقافتها  ( أبو هواش وزلمه ) من أسباب منع دخولي لمنتدياتها " الحضارية " كما تظهر كلما حاولت الدخول الى منتديات واتا:

 

  " رسالة المنتدى - لقد تم حظرك للسبب التالي : لا يحترم عقول واتا وقوانينها وثقافتها ويروي لنا قصص فجوره مع العاهرات من أمثاله . التاريخ الذي سيرفع عنه الحظر لا يوجد "

 

هذا هو النص " الحضاري والأخلاقي والفكري والايماني " الذي ألهم الله به منذر أبو هواش وعصابة الذئاب الظلاميين . حتى في فترة الحكم العسكري الصهيوني الأسود بعد نكبتنا لم نشهد مثل هذه العقلية ، وما كان زبانية الحكم العسكري يجرأون على استعمال هذا اللسان دون ان يتعرضوا للعقاب ،وللتنديد في الصحافة العبرية أيضا .

بالطبع لن أرد بشكل مماثل لا. احتراما لقلمي وليس احتراما للظلاميين .

كان بأمكان واتا  أن تحظر دخولي دون هذه التعابير المقززة ، السوقية . ولكن الصراخ على قدر الوجع  والتعابير بحجم التفكير ، والشتائم هي الثروة اللغوية التي يحمي بها أبو هواش ضحالته ،ولو كان يتوقع حضور اعلامي وكاتب مثلي لما أختارتني واتا أصلا للتكريم بين ال : 250 مثقف عربي .ومع ذلك سأتمهل عن اتخاذ قرار اعادة شهادة التكريم ، لأن مؤسسة تتحكم فيها عقلية أبو هواش ، يعتبر تكريمها مهزلة للعقل والثقافة !!

 أجل أعترف ان الحوار والمداخلات الفكرية والثقافية  معي ليست جولة في الهواء الطلق ، ولست من الذين يتمسكون برأي مغلق. بل انا منفتح على الفكر والرؤى الانسانية ومستعد دائما للتعلم ، ولا أخاف من الاعتراف بخطأ طروحاتي ما دمت قادرا على التفكير من جديد . وللحقيقة حاول أبو هواش جاهدا ان يربكني ، فأضحكني  ببديهيات طروحاته وسطحيتها  ، و"عقلية العاهرات" هي التعبيرالأمثل لقدرات الباحث ابو هواش العلمية  والبحثية.  

تعاملت مع أبو هواش بعقلانية متجاهلا اسفافه وغضبه الدفين ، وحذرت من زملاء في واتا من لحظة انتقامه ، ولكني لم أتعود ان أتخاذل في الدفاع عن قناعاتي ، وفي أكثر أحلامي سوادا لم أتوقع مثل هذه " العبقرية العاهرة" .. قد أكون ، بسبب جديتي التي لا اتنازل عنها في حواري ، أظهرته صبيانيا في طروحاته ومساجلاته وعقله ، واتحداه على رؤوس الأشهاد بأن يواجهني على أي منبر يشاء ، فكريا وليس شتائما ، وفي الموضوع الذي يراه مناسبا لقدراته العقليه . بالطبع لن أدخل معه في نقاش سفسطائي حول الدين  ، احتراما للديانات والمؤمنين .

والسؤال هل يلائم نص " فجوره  مع العاهرات من أمثاله "  موقعا يسمي نفسه حضاريا ، أو حتى موقعا بدائيا ؟ هل تعيش واتا في القرن الواحد والعشرين أو في زمن محاكم التفتيش الكنسية من القرون الوسطى  في اوروبا؟ .. حتى وقتها لم يستعملوا مثل هذه التعابير النابية.

قرأتم مقالتي ؟... ربما ترفضون اسلوبي ولا تسركم القصص الساخرة الواردة في نص المقال .. ولكن هل من تبرير أخلاقي لهذه القاذورات التي تملأ عقل وأخلاق أبو هواش وزلمه ؟

ان من يحترم صفته البشرية ، لا يمكن أن يقبل التعامل مع أصحاب  مثل هذه الزبالة التي تتحكم بموقع من المفروض انه حضاري وثقافي ومنفتح امام التعددية الفكرية والدينية والاثنية في عالمنا العربي المتعدد الحضارات والثقافات والديانات .

لا أعرف ما العهر والفجور الا ما عرفته من عقلية أبو هواش التي تسيطر على واتا وتجعلها ظلامية  . ان  منتدى يدعي انه حضاري ويستعمل هذه الصياغات ومثل هذه الشتائم النابية هو موقع لا يستحق الحياة . "العجوز والفوطة" وغيرها من كتاباتي التي أثارت أخلاقيات الباحث الظلامي ، مكتوبة بحس انساني ومحاولة جديدة في استعمال الحكاية لايصال المعنى والمغزى . باستطاعة واتا وأبو هواش رفض هذا الاسلوب ، وطرح رؤيتهم "الأخلاقية والثقافية" (اذا كانوا سمعوا بمثل هذه الأمور النادرة في مجلس أبو هواش الاداري في واتا ) ونقد كتاباتي  وتقطيع أوصالها بالمنطق والعقل ، ولكن المنطق مفقود والعقل بات عملة نادرة في رؤوس مغلقة مثل طناجر الضغط .

 كتاباتي  تثير ردود فعل مختلفة ، أكثرها ايجابي ، وتنشر بعشرات الواقع ،  ولم يفهم غير ابو هواش ان كتاباتي تتعلق " بالعاهرات من أمثالي " اللواتي كما يبدو يداعبون أحلامه المريضة. وكتاباتي لم تكن مخفية عن مجلس واتا الذي اختارني للتكريم  ، وأعترف اني أكتب عن كل المواضيع الانسانية بما فيها الجنس .

هل لا يعرف الباحث الظلامي ان الديانات كلها ، وأجمل ما في تراثنا العربي ..   مليئة بالجنس والاباحية  الجنسية أيضا ؟؟ وأن الجنس يكاد يكون السائد في الأكثرية المطلقة من أهم وأجمل  كتب التراث العربي ، والعالمي أيضا   ؟! أشطب الجنس ولن يتبق الا الورق الأصفر الفارغ من المضامين .ان الكتابة عن الجنس هي مسالة تربوية وأخلاقية وعلاجية ونقدية لآفات المجتمعات البشرية ، هل رواية " بنات الرياض " مثلا  ، والتي كتبت داخل جدران سميكة من المحافظة والقيود المتزمتة ، تخلو من الجنس ، والجنس الفاحش ؟! هل يمكن اتهام كاتبتها " بالفجور مع العاهرات من أمثالها " ؟! هذا نموذج صغير فقط . نحن يا أبو هواش لا نتهمك بالزنا مثلا لأنك تملك أداة الزنا بين ساقيك !!

 وهل يجهل الباحث المتثاقف ان الأداب الحديثة كلها ، الأجنبية والعربية  لا قيمة لها اذا خلت من الجنس ؟ وأن الجنس جزء من حياة الانسان ومشاكله ؟ وحتى في السياسة صار للجنس حصة !!

اذا كان الباحث ابو هواش يفهم الجنس بحدوده البدائية ، التي لا تتجاوز أداة الزنا التي تثير متاعبه ، فتلك مشكلته وتحتاج الى علاج نفسي  غير متوفر بعيادتي الثقافية   . الجنس في النصوص الأدبية يتسامى الى قمم انسانية لن يعرفها أبو هواش والظلاميين الراقصين كالذئاب حول طروحاته؟

        " واتا الحضارية  ؟!" – تعبير يثير السخرية في نفسي . هل حان موعد نعيها او نفي صفة " الحضارية " من أسمها ؟

هذا يقرره مجلس واتا نفسه ، وآمل أن لا يكون خيار مجلسها قد صار متأخرا   !!.

 

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة

nabiloudeh@gmail.com

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا