أن يستقبل صندوق بريدك
صحيفة محلية، توزع بشكل دوري. ثم تشاهد أعلى الغلاف الأول صورة لوجه شرقي يطل من
أعلى وكأنه يحدث صديقاً من شرفة عالية. وتقرأ بضع كلمات عن صدور أول رواية لشاعر
عراقي اسمه جاسم يعيش في ضاحية بستوكهولم، فهو أمر يثير مزيجاً من الدهشة والفرحة.
قبل أن أعرف جنسية صاحب الصورة والرواية الجديدة أخمن بأنه عراقي، لأن نسبة عالية
من جواسم العرب هم من بلد أسمه العراق، شأنه شأن أسماء أخرى مثل خضير وسعدون وفالح.
وفي عملية بحث بسيطة عن صاحب هذه الرواية، يمكن الحصول على الكثير من التفاصيل بما
في ذلك صورته وصورة لغلاف روايته الموجودة في المكتبات العربية الآن. وصحيفة (وسط
البلد) التي توزع في أكثر من مقاطعة في مدينة السويد، تهتم بأخبار سياسيي البلديات
ومجالسها وبعض مراكز الخدمات وأخبار البيئة والغابات وما تتميز به المنطقة، كذلك
تهتم بالأدب وأبرز نشاطات واحتفالات وأسواق وأخبار الفن والأدب، وأخيراً بالأسواق
التجارية وأسعار البضائع ومواسم الأوكازيون، حيث يمكن أن تجد فيها أخباراً عن فرقة
فلكلورية قادمة من بلد أفريقي وتقريراً من مسابح الشباب وروبرتاج عن إحدى منظمات
الدفاع عن المرأة وفي نفس الوقت صوراً تعرض فيها أسماك ولحوم وطماطة طازجة وملابس
أطفال وقائمة بأسعار هذه المواد. تقول بعض المعلومات التي عثرت عنها في البحث:
بمناسبة إصداره روايته
الأولى، وتكريمه من قيل بلدية مقاطعة سبونغا، هو الذي عرف باعتباره شاعراً عراقياً
ومترجماً لنصوص الشاعرة الفنلند-سويدية إديث سودرغران، تلك النصوص الكلاسيكية
الصعبة باعتراف نقاد الأدب السويديين. بمناسبة التكريم تلك أرسلت صحيفة وسط البلد
المحلية صحفيتها ليندا دالين ومصورتها الصحفية أنّأ كارين لاندين للقائه. تحدثت
ليندا مع جاسم الولائي فترة طويلة. سألته وأجاب وتحت عنوان: الإصدار الأول لجاسم..
شاعر تينستا الذي ترك الشعر من أجل وصف نقدي للمجتمع، كما تقول الصحيفة. بينما
يكتشف من يقرأ الرواية أن الولائي لم ينتقد المجتمع في روايته، لكنه انتقد استخدام
الأنظمة الدكتاتورية للدين، أي دين من أجل خداع المجتمع ومن أجل حماية هذه
الدكتاتورية، بعد أن تفقد كل أوراقها بما في ذلك ورقة التوت. ولأن القلب امتلأ
بالقهر بعد سلسلة من الحروب والحصارات وعمليات التدمير المنظمة توجت باحتلال أمريكي
بغيض أتى على البقية الباقية في العراق، ولأن ثرثرة الدم ارتفع صوتها وأصبح دوياً
يصم الآذان لم يعد الشعر يكفي، لأن الشعر لغة الإيجار، وحالنا لا ينفع معه الإيجاز
اتخذ الشاعر خطوته الجديدة من الشعر نحو الرواية، وهذا ما كرره مراراً في اللقاءات
التي أجريت معه.
تقول الصحيفة: الرواية
الجديدة (لعبة الشيخ) كُتبت باللغة العربية، ويأمل الكاتب أن تتم ترجمتها للغة
السويدية. وأضافت: إنه شاعر وصحفي وكاتب معروف في الأوساط العربية المهاجرة بشكل
محدود.
في تينستا تعرفنا عليه
حديثاً، وهو غير معروف نسبياً في الوسط الثقافي السويدي، فيما لو استثنينا ترجمته
إلى العربية لرواية سويدية مهمة هي رواية (سر النار) التي لاقت رواجاً كبيراً في
السويد واقتنتها أكثر مكتبات السويد الرسمية العامة ومدارسها.
هذا ما يرجوه وهو الذي
ترجم من بين ما ترجم إلى العربية قصائد للشاعرة المعاصرة (آن ييدر لوند)، والتصق
بقصائد إديث سودرغران وترجمها، ثم ترك ما ترجم وأعاد ترجمتها مرة وأخرى وثالثة حتى
فهمها ووصله الإحساس الصادق بها.
في روايته الجديدة (لعبة
الشيخ)، يكتب عن كيفية استخدام الدكتاتوريات الشرقية الدين سلاحاً دون أمانة لكسب
قياد الشعوب. الرواية شكل من أشكال الفن الجميل، وهي تحتوي على أساطير ونقد
اجتماعي.
الرواية فيها العديد من
القصص والأساطير التي كتبها الشاعر جاسم الولائي خصيصاً. وكما هو معروف ليس لدى
العرب كتاب أسطورة مختصون كما هو الحال في فنلندا والنرويج والسويد وروسيا. فالعرب
يتوارثون أساطير السالفين ويتناقلون حكاياتهم، وهي أساطير كتبتها الحاسة الشعبية
ومصدرها جماعي وليس أحد الأفراد الذين يصابون بغواية الأسطورة أو الحكاية الشعبية
فيطلقون لخيالهم العنان فيكتبون. عن هذا يقول جاسم الولائي:
ثمة أمر مهم آخر لابد من
الإشارة إليه حول جاسم عراقي أخر هو الشاعر جاسم محمد الذي يلعب دوراً مهماً في
خدمة الثقافة والآداب والفنون العربية خاصة والشرقية بشكل عام، وهو المساهم والداعي
الأكبر في مهرجان سوق تينستا الثقافي المقام سنوياً في تينستا، والذي يدعى إليه
عشرات الفنانين والأدباء العرب وغير العرب سنوياً. ماذا عن صديقك جاسم محمد يا جاسم
الولائي:
-
جاسم محمد الشاعر
العراقي الذي يكتب بنفس السوية والجودة باللغتين العربية والسويدية هو حاضنة
نتاجنا الإبداعي والفني وراعيه، هو الذي يزوده بالأوكسجين ويمنع الغربة من أن
تخنقه، هو الذي يملأ هذا الفضاء بمادة الحياة. جاسم ومعه مجموعة من الشعراء
منهم الشاعر العراقي إبراهيم عبد الملك وأنا بصحبتهم نعمل من أجل ترجمة الأدب
السويدي وخصوصاً الشعر إلى اللغة العربية وبالعكس.
-
نحاول أن نبني جسراً
من الشعر من تينستا إلى العالم العربي، هذا القول لجاسم محمد وهو هدف وضعه نصب
عينيه وأنا أردده بعده أو معه ليس إلا. وبالمناسبة هو الذي دعاك يا ليندا إلى
هذه الأمسية وطلب من الصحيفة إجراء هذا اللقاء.
وعن ترجمة روايته يأمل
جاسم الولائي أن تترجم روايته الجديدة إلى اللغة السويدية، ويقول:
عن العائلة تكتب صحيفة
وسط البلد ما يلي:
الاسم: جاسم الولائي.
العمر: 54 سنة.
السكن: تينستا.
المهنة: صحفي، كاتب، شاعر
ومترجم.
العائلة: الزوجة سميرة
السعدي. البنات: نورا 25 سنة، صابرين 17 سنة، فاتنة 12 سنة. الأولاد: جلال 24 سنة،
سومر 20 سنة.
آخر نتاج: لعبة الشيخ
(رواية) صدرت باللغة العربية عن دار الكلمة بدمشق.
ما يحبه في منطقة تينستا:
الخليط البشري الذي يتحدث حوالي مائة لغة وثقافاته وتقاليده ومعتقداته المتعددة.
الغابات والطبيعة الساحرة التي تحيط المقاطعة.