![]() |
شعر مترجم |
محمد المهدي السقال - المغرب
مُهْداة إلى التي كَشَفَتْ لي عن عَوْراتِكُمْ. الفقيدة مليكة مستظرف
وأُزَف عروسةً عذراءَ في هَوْدَجٍ خشبيٍ كباقي النساء ؟ وحين تنزلينَ عن صَهْوة من لحم وعظم , أحملكِ بين يديَّ هاتين , هامِساً في أذنِكِ اليُسرى , أُحِبُّكِ . من لحمٍ وعظم ؟ أليس لَهُمْ دم ؟ جَفتْ عروقهم من الخَجَل الذي يواجه سُقوطَهم كُلَّما وقفوا أمامَ المرآة. أنتَ تتفلسف , وسَكَتَتْ عميقاً , لعلَّها أدركتْ أن الذين عَنَيْتُهم هم كَتَبَةُ الديوان السلطاني , دَعْكَ من هؤلاء اللقطاء وسمَّتْهُمْ بأولاد.... أستوقف اللحظة التي تواعدنا بعدها بلقاءٍ لن يَتِمَّ إلى الأبد , فيُدَمِّرُني اشتياقي لصرخاتها كلَّما تسرَّبَ كالشيطان إلى تهامسنا , حديثُُ ُ عن مِحْنة الإبداع الأدبي في هذا الوطن العزيز , توقفتْ بنا سيارة الأجرة في زنقة " سوسة " , خِلتُ أننا أخطأْنا العنوان , فطِنَتْ لانشغالي , اتْبَعني , المكتب خلف هذه الواجهة الزجاجية , وابتسمتْ , أتمنى يوماً أن ينكسرَ هذا الزجاج الواقي على رؤوسهم , فتنكشف عوراتُهُم في عزِّ النهار , من هنا , وسرتُ إلى جانبها محمولةً على عَصَوَيْن , ألا تقول بأنكَ " عكازي " الثالث ؟ اسْندني , ضحكتُ قائلا : مِنْ أين ؟ وضحكتْ حبيبتي بملْءِ فيها , من أي جانبٍ ترى أنني بحاجةٍ إلى إسناده , الإطار النحاسيُّ يعلن في المدخل عن الشقة المخصصة لزبانية الكتاب , عَتَبَة بِعُلُو يعوق اعتمادها على نفسها الحرَّى , بادرتُ إلى مساعدتها , مهلاً , عَقَـرْتَني , تخطَّت العتبة , و هي تُلقي نظرة بائسةً على أدراج السلم , كيف نسيتُ أن مُحَرِّكَ الدم في ذراعها الأيسر ؟ كيف نسيتُ أن الجرح ينفتح كل إثنيـن وأربعـاء وجمعة ؟ قالت : الله يعفو عْلِيٌا , كلُّ هذا الألم الذي ضجَّ منه سُكون الليالي , ولم يسمع هؤلاء بعد أنيني ؟ لم أحظ بآخر ما تحظى به آخر كَلْبَةٍ في فراشهم... سألتها عمَّا إذا كانت هذه أول زيارة لهذا الوكر, لم تجبني , كانتْ منشغلةً بالتفافِ السلم إلى اليمين , تمنَّيتُ عليهم أن يقاسوا لبُرهةٍ واحدةٍ كَمَدَ الإحساس بمرارة الحاجة إلى كَلْوَة , سيسمعونكِ أيتها الحَمْقَى , لا يهمني , همْ الذين استدعوني لتقديم ملفي الطبي , أستوقفُ اللحظة , فأتذكَّرُ طول انتظارها لغودو , حاملاً إليها رسالةً منهم , قالتْ لي بأنها لا تريد منهم شفقة ولا صدقة , فقطْ قليل من الاعتبار , كثيرُُ عليهم أولاد... انفتح السلم على بهْوٍ في مؤخرة ممر ضيق , تَلَفَّتتُ , كانتْ تسبقني إلى غرفة معينة , افتعلتُ الانشغالَ برؤيةِ الإطاراتِ المُعلقة , باهِتَة ؟ دَعْكَ منْها.
|
|
|
![]() |
![]() |
|