ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

بولس آدم - العراقحِلاقة داخلية !

بولس آدم - العراق / النمسا


بِعصا من شجرة رُمّان منقوعة في الماء والملح  ‘ ضُرِبت ( نهرين إيليا ) حد الموت مكممة الفم ، وعندما طالبت عيناها برصاصة الرّحمه، كان لها ذلك، طلقة واحدة في الرأس فقط ! خَلعتْ يد القاتل ( داحوس البرغوث )  سواراً فضياً من معصمها ، ذكرى الأخ الوحيد الذي غادر قبل خمسةَ عشر عَاماً  مودعاً بعبارة - لا داعي للقلق ، سأجد لكم حلاً  ! ... عُرِفَ بعدَ ذلك ، انهُ كان على متن مركب لاجئين صغير قادم من ( اسطنبول ) غرقَ في البحر قبالة جزيرة ( ساموس ) اليونانية ... بيدَ أنّ جدَّة  ( نهرين ) الكفيفة ، كانت تُمسِكْ بمعصمها بقوة مُتلمسةً السوار الفضي .. في الطريق الى الكنيسة ، و هي تقول كيفَ .. لاتصل رسائل من أخيكِ وأنتِ تعملين في البريد ؟! .... خلعت يد ( البرغوث ) سلسة الصليب المدمى ، اخر ما تبقى  لنهرين من اُم احترفت البكاء في الزوايا ، فوق السطح بعيداً عن الاعيُن ، تنتحب وهي تراقب سرب حمامْ فَزِعْ فوق المدينة .... الشخص الوحيد الذي لم يصدق كل ذلك وشعر بفشل كبير في الحصول على فدية ، كانَ ( داحوس البرغوث ) وأكتفى بسحلها في حطام خربة البيت المقصوف من قبل طائره أميركية وحشرها في فتحة ، ألقى عصا الرُّمان فوقها وغطاها بفضلات متكلسة لبقرة ! هل من الممكن العثور على الجثة ؟ أم أنها ستبقى هُناك ريثما تنبُت العصا في القبر ، شجرة رُمان باسقة ؟ .... حينما إستيقظ ( داحوس البرغوث ) على صوت بائعة اللبن ، بعد ليلة قتله لأخر إنسان في حياته ! وجد نفسه على وشك الأختناق وحيداً ! فما بَرِحَ شعر ذقنه ينمو للداخل منذ أعوام لم يكُ يعرف بالضبط عددها ! ولذلك إحتفظ لسنوات  بمقص صغير يكسوهُ الصدأ في جيبه .. يُدخل كفه في فمه ماسكاً رأس مجموعة الشعيرات الغريبة والسعال يُرافق ذلك القص .. يتصلّدْ  وجههُ كُلما مرَّ الرأس المدبب على اللثة و في غرابة عمله غير المتناسق  في حلاقته الداخلية ، قضم جزءاً  من اصبع هبط في المعدة ! وبدل قص  شعيرات أخرى تلسع سقف تجويف الفم ، إشتبك المقص مع جزء بنفسجي  من اللسان ، مُنغرِساً في الرأس الإبَري لضرس متعفن ، فاقداً السيطرة عليه ، منزلقاً تدريجياً في فم البلعوم ! .. خاطبَ اللهُ في سرّهِ ، قائلاً .. أرجوك ! ساعدني في الموت على سريري والأخرين من حولي !. ... إندفع قيء دامٍ من فمه ، خرج شمع أُذنيه ، سال دم من عينيه ، وعملها في ( الشروال ) ! لقف هاتفه النقال وعبأ فيه رقماً واطلق خوار ثور كأستغاثة ... قالو له .. اصبر حالياً فالأمر خطير وهناك قتال في منتصف الطريق ، ما مِن حلْ ! ...... سأل معلّم الدّين ، طلاب الصف الابتدائي ، عمّن هُناك شجرة في داره .. رفع ( داحوس ) اصبعه .. وفي الحصة التالية سلّمَِ معلمه عصا من شجرة رمان منقوعة في الماء والملح ... وبعد دقائق ضُرِبَ  ( داحوس ) بتلك العصا حد البكاء ، إذ وجد صعوبة دوماً في ضبط الضمة فوق هاء ( الله ) ! ، وأنتقلت تلك العصا في حصص مُختلفة أُخرى ، إذ ليس بمقدوره لفظ كلمة ( بيبان ) ولا قدرة له على التفريق بين الجمع والطرح في الحساب .. وقال مدير المدرسة .. هذا الولد ، لاينفع ! أمسك والده بيده وخطفه من بين  الأفندية والى الأبد ..... مسجوناً اغلب الاوقات  في البيت ، لتبدأ اول بوادر الشعوذة .. إذ عشق علب الكبريت وحرق اشياء في الغرف وسط استنكار الأم .. وتأمل الأب بأن ( داحوس ) صغير ، و مع الايام سيصبح (  آدمي ) وارسلة الى ورشه في (الشيخ عمر ) ليتعلم صنعه ، ماكثاً طويلاً وسط الدهون السوداء تحت السيارات ... غادر ذلك العالم فارغ اليدين هرباً ، وسط نوايا الكبار القذره تجاه الصغار وفي قلبه اول بذرة للانتقام .. ارسله والده الخياط في معمل حكومي ، لمرافقة عمه الذي يجلس وراء صندوق تصليح ساعات في ( سوق هرج ) ، و في غبار حزم الضوء التي تنكسر على اكتاف المزدحمين ، تعلم استنشاق علب ( السيكوتين ) من احد المصريين ! .. اغمي عليه على الرصيف في ( باب المعظم ) ، اشفق عليه طلاب جامعه ، اطعموه و اجبروه على الاستحمام في قسمهم الداخلي وفكروا أن يرسلوه الى البيت في سيارة اجرة ، الا انه توسل اليهم البقاء يوماً واحداً فقط ، إذ أنَّ والده ( سيذبحهُ لا محالة ! ) وعندما ذهب الطلبة الى الجامعة كالمعتاد ، صباحاً .. ربط ( داحوس ) كلبا صغيراً ابيضاً ، اعتاد اللعب في الحديقة على جذع نخلة و احرقه !. ... عثر عليه والده بعد ايام مُجالساً رجال احترفوا بيع الدم في مقهى ( الحيدرخانة ) إذ يعرض كيس الدم بمئة دينار ! .. خطفهُ من بين مصاصي دماء ، واجلسه تحت كف المُعزّم ليقرا  قليلا فوق رأسه .. عسى ولعل ! ...... في سجن الاحداث ، إكتشف صنفاً من السجناء وهم المقامرون الذين يعتاشون على الميسر .. وقبل دخول الجيش عمل تحت قيادة ( قوادة ) في ترتيب طابور المأزومين جنسياً في ( ألميدان ) . ... سقط ( داحوس البرغوث ) على الارض وتكوّرَ برميل جسده حول فكّه ! مثل قنفذ أسود ضخم مُحتضناً مسدسه الذي قذف اخر اطلاقة في راس ( نهرين ) .. إستنشق ( داحوس ) بارود الفوهة القريبه من وجهه .. رائحة الاطلاقات الأولى التي إنتشى لها لحظة الاستلقاء في ميدان تدريب الجنود على الرماية صوب الهدف .. توترت كتلة جسده بالكامل وارتعشت تماما مثل رعشات الجندي الذي اجبره ( داحوس ) على مسك أسلاك الهاتف العارية ! كجندي استخبارات في احد ألوية الحرس الجمهوري وعندما صرخ ذلك الجندي وهو يُقسِم بشرف القائد بأنه لم يسرق ثلاث مسدسات جُلِبت من الكويت كانت في خيمة أحد الضباط ... قرر ( داحوس ) ربطه وسحله خلف مركبة وأُلقي في سجن الوحده ، نصف ميت ! .. تمنى ( داحوس البرغوث ) وهو يعيش حصار أحتقان صدره كبلاع مقص ينغرس الآن في البلعوم ، أن ينهض ويمد رأسه من خلال النافذه المفتوحة على شارع ويطلق خواره .. لعل .. غير انه وقع تحت إحساس بالانتفاخ والكهربة الداخلية وجلد سياط تضرب وتلتف فقرة .. فقرة .. وأحس بانفجار في العصعص ! وعند تلمس ذلك المكان الى الخلف ، مرت  الأصابع الثلاث المتبقية من كفه الأيسر بعد معركة سكاكين في العلاوي حول صفقة سكائر تتراوح بين عواء الدولار وبكاء الدينار .. مرت االاصابع الثلاث على بروز ساخن مثل فحمة ، دملة ، تستطيل خارجةً من الجلد فوق العصعص تماماً !! وسرت في دمه براغيث سنوات الحصار حيث ما عاد العرق والوسخ وبراغيث ما بين السيقان وتحت الاباط وقمل الرأس ، يزعجه .. يدور حول المدينة بالعكس ! ويحفر حفراً هائلة غير ممكنة الردم في حياة الآخرين و ..... بعد الغاره الداحوسية على المتحف الحضاري في المدينة ! حاول البرغوث الإقتداء بالعفة الجنسية للغراب ! ، وكان له صبر أفعى ، وقف على الرصيف مقلداً وقار البقرة وهو يهمس نحو الجنود الغرباء في شوارع المدينة ( مِستر .. مِستر ..وومَن ..وووومَنْ ) !! وتعلم تزوير شكله و مضمونه وتقليد النبرات المحلية اينما كان ، ليعتقد الآخرون أنه واحد منهم ، فيجد مكاناً يستضيفه بسهولة ، اختار عدم تقديم  أيضاحات وتظاهر بالبلَهْ .. عدم طلب أي شيء ضمن اسلوب العصابة في مواجهة الاستفزازات من اكثرهم عنفاً ! بل على العكس ، تحول بعضهم الى مدافع عنه مستعد للعراك بالضرب وما بعده مع أي شخص من اجله ! مكتسباً قدرة الوجود في حصار الحدود الدنيا وكثير من الحالات منغمساً في العنف والكحول و ... شخابيط أغانٍ رومانسية ركيكة تنبعث من أشرطة مسجلات  قديمة ، تستمر في تشغيل الأغاني بالضرب .. وحدها تلك الأغاني بللت عينيه ، مشاركاً رذائل الأخرين ، حتى مجانيين متنورين ، ناهيك عن رفاق الطريق من القتلة والمقامرين  واتفاقات مليئة بشتائم البغّالين .. ... الشيء الوحيد الذي بمقدوره تذكره الآن ، وهو يحلم بموته ، كانت جُملة والده بعد وجبة التعزيم تحت كف الرأفة .. ولدي هذا ينقصه ذنب فقط ! ... وكان بمقدوره   حتماً سماع آخر الأصوات  في حياته .. مُعلّمة وتلميذاتها في سخونة درس القراءة ! هيا يا بنات رددوا من بعدي بصوتٍ  عال .. القِردُ مقطوع الذنب ! القِردٌ .. مقطوووع الذنب  ! ..... أعلى يابنات.. أعلى ... أعلى .......
 

 

Poles Adam
Linz…Austria
Poles_Adam@Yahoo.com

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا