ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

طموحى جرم يُدَان

أميرة فكري - مصر

 

    لم أعد مجرد أنثى تحلم بالإتكالية على الرجل . أو حواء تلهث وراء أحدث خطوط الموضة وبيوت الأزياء ، أو آلة حسابية تحسب ما معها وما سوف يكون . أو فتاة تحلم بالرومانسية فى أحضان الدنيا الحالمة ... لقد أصبحت أنثى تحلم بالقيادة !! .....

    كيان طموح يسعى لإعتلاء أسمى المراتب وأعلاها ... أحلامى كثيرة ، ليس لها حدود ، لكنها مشروعة .. العراقيل كثيرة .. الحواجز أكثروأصلب ... ولكن قوة هائلة تنطلق من أعماقى تقوينى ، عنادى واصرارى يرسما خط سيرى نحو هدف محدد .. ألتقط أنفاسى أحيانا .. أحاول التوقف عند نقطة ما ، لكنى أجد أيدى خفية تشد من أزرى ، وتشجعنى على مواصلة السير وأجد لذة كلما اقتربت من الهدف ....

    مشاعر سعادة ونشوة تتملكانى ... فرحة النجاح ما أحلى تذوقها ... ما أجمل رسم هدف والسعى لتحقيقه ، فيشعر الفرد بالأدمية ... ويحس بذاته ، وكينونته .. حلمى بايجاد ذاتى لم يعوقنى عن التفكير فى نصفى الآخر "آدم" ... لكن إيجاد ذاتى كان يحتل مساحة كبيرة من مجال تفكيرى وعن طريقه سيأتى من يفهمنى ... وأخذت أفكر فى الفارس الذى يحرك المشاعر الراكدة بداخلى .. يعبث بالأحاسيس المجمدة بى يذيبها ويعيدها للحياة ..المشاعر موجودة ، لكنها تريد من يشعل الثقاب ، ويقربها منهما حتى تشتعل ... وتسلل آدم بهدوء لقلبى ... دغدغ مشاعرى ... عزف على أوتار فؤادى بشجن ورقة... تناجى مع عاطفتى بلغة رقيقة حالمة ... بهرنى تفكيره الحر وفلسفته العميقة وحسه المرهف ... أخبرنى أنه أعجب بشخصيتى ورجاحه عقلى ونضوج تفكيرى .. أحب طموحى وعنادى ... تقرب إلىّ ... لم أضع حواجز وعراقيل تعوق الإقتراب ... وتغلغل بداخلى ...

    أردته حقا .. تمنيت أن نكمل رسم أحلامنا بريشة الحب والأمل .. ولكن ما أبشع االمساومة !! .. فكأننا فى ميزاد .... فى منافسة .... وعلىّ الإختيار بين بديلين .... تغيرت كلماته وكأن ما ألقاه علىّ سابقا مجرد كلمات جوفاء فقاعات سرعان ما تذوب فى الهواء .... هراء ليس له معنى .... كل شىء نناساه .... أخبرنى أنه يخشى من طموحى وأحلامى وكأنهما جرم يحق لهما الإدانة .... وضعنى فى موضع إختيار بينه وبين أحلامى ... طلب منى التوقف عند هذا ... فالشخصية ستتحول لتمثيل دور آخر فى مملكته ...

    صدمتنى كلماته وكأن تيار بارد مر علىّ .... الذهول تملكنى. لكنى فكرت كثيرا وكثيرا .... لملمت أشلائى من التبعثر .... استجمعت شجاعتى .... ارتديت أحدث ملابس .... تأنقت ... ذهبت إليه فرح ... أحس بانتصاره لكن نشوة فرحته لم تدم طويلا !! ....

    أخبرته والدموع تلمع فى عينىّ ... أننى اخترت مستقبلى الآخر، فطموحى يرسمه لى ويحركنى معه مثل الريشة التى تطير فى الهواء ... أخبرته أننا لا نتعامل فى سوق للتجارة ... لا نتساوم على صفقات .... ذكرته أننا بشر .... كيان آدمى يحتاج لكل شىء وبرغم احتياجى إليه .... إلا أننى أرفضه ، لأنه وضع الحب فى ميزان مع حياتى وشعورى بذاتى ..... الحب ليس به أنانية .

    لكنى قبل تركه .... سألته لما الخشية من حواء وطموحها ؟! .... أليست كائنا يحلم مثله ... نصف مجتمع .... تعرف ما لها وما عليها ..... توازن بين أمور حياتها .... وقبل أن أتركه وحيدا ... اقتربت منه ... سألته بدهشة ... كيف أنه أنبهر بطموحى وشخصيتى ، ثم يطالبنى بالتخلى عنهما فى سبيل الإرتباط به . أيكون خوفا علىّ أم خوفا منى؟!! .....

    وبدأ الشحن يعود لذاتى مرة أخرى ويقوينى بصورة أكبر من سابقيها .... أما هو .... فما زال يفكر فى أى إمرأة يرغب؟! ....

    الطموح أم الساكنة ... العنيدة أم المستسلمة ... المحبة أم المحبوبة ... المثقفة أم السطحية ... الجميلة أم الذكية.. الهادئة أم الثائرة .......

    وتبقى العلاقة متوترة ومبهمة بين آدم وحواء الى قيام الساعة . 

    

    "عند الصراع بين العواطف ..عليك ان تشجع العقل.."

رسالة لآدم

تساؤل يراودنى كثيرا .... لماذا هو بالذات؟! .... وأجد الإجابة تقول : -

لأنه تسلل برفق إلى قلبى ... احتل مشاعرى برقة . سكن روحى بعذوبية ... لا أعرف كيف استطاع احتلال فؤادى بهذه السرعة وهذه السهولة .....

اعترف لقد أحببته .... كنت أظن أنها كلمة ليس لها وجود فى قاموس حياتى . لكنى عندما أدركت مشاعرى وتغير أحوالى اكتشفت أنها تسكن كل خلية فى جسدى ... ربما الصراع بين عقلى وقلبى وسيطرة عقلى على تصرفاتى جعلنى أضع لجاماً على مشاعرى ... لكنه استطاع رويدا رويدا أن يخلصنى من براثن هذا اللجام تدريجيا .

عزيزى نصف الآخر : - 

أعترف أنى لا أجيد التعبير عن مشاعرى وعواطفى الجياشة بصورة واضحة .... لكنى أدرك أنك ذكى تستشفها فى تصرفاتى معك ... تحسها فى حديثى إليك ... تراها فى نظرة عينى أو لمسة يدى ... لكنى لا أأسف أنى لا أجيد فن التعبير الذى يريده البعض ... فما زال يسيطر على لجام فرضته على تقاليد وأعراف ، قد يعتقد البعض أنها تخلف ورجعية لكنى أراها قوة هائلة وثروة ثمينة لا أود أن أخسرها فى هذا الزمن الذى أصبحنا نخسر فيه كل شىء جميل !!

أتعرف كثيرون ممن حولى كانوا يسخروا منى وينعتونى بعدم النضج وأننى فتاة ساذجة . وما أفعله مغامرة مثيرة ومقامرة خاسرة .. فالرجال كلهم فصيلة واحدة ... تسلك سلوكا واحدا حتى تقع الفريسة فى الفخ .... الطريق ملىء بالأشواك .....

فكنت أجادلهم بقوة قائلة .... لا ، إنه مختلف ... فالصدق أشعره فى حديثه ... فى نظراته ... تصرفاته .... واعترف لهم بأنى لست بالفتاة الحالمة التى ينصهر قلبها من حلو الكلام المعسول . أو الفتاة الساذجة التى تحتاج لرجل يشعرها بأنوثتها وجمالها أو القروية التى تطمع فى رجل عصرى يطور من حياتها .... فأنا فتاة ناضجة لديها ردار يستشعر الحب والصدق معا .....

وأسأل قلبى وأجده يجيب قائلاً : -

لأنه عرف نقاط ضعفى ، تغلغل من خلالها .... اخترق ثغرات مشاعرى ... عزف سمفونية رائعة على أوتارى .. احترم مشاعرى وكبريائى ... استولى على أحاسيسى برفق وغلفها بسلوفان من المشاعر الناعمة الدافئة .... ايقظ فى روح الإنسانة نقب عن أنوثتى وأزال الغبار المتراكم عليها ، وصقلها حتى أصبحت مثل التبر اللامع البراق .

أترك القلب وأذهب للعقل وأجده يقول بلا تفكير : -

لأنه احترمنى .... لم يخدعنى .... ارتقى بمستواى .... خاطبى بلغة راقية وكلمات سامية ... تكبر لا تصغر .... تغلىلا ترخص. تصقل لا تشوه .... تعلى لاتقلل ....تبنى لا تهدم...

وأخيرا أسأل روحى فتجيب بكلمة واحدة ..

لأنه إنسان .... إنسان .... إنسان !!

أنا لست خيالية ولست أفلاطونية .. بل إنسانة.. بشر! لكنى أحب الحب ... أشتاق إليه ... فهو الوقود الذى من خلاله نقتات ونستطيع أن نواجه هذا العصر المادى ... وهو الطاقة التى تدفعنا للسير بأمان فى خضم هذا العصر المشحون ... وهو السفينة التى توصلنا لشاطىء الأمان وبر الطمأنينة ....

عزيزى نصفى الآخر .... أعترف أننى لم أتفوه كثيرا بلفظ أحبك ... ولكن كل خلية فى جسدى تنطقها وتحسها ... وأشعر أنك تدرك ذلك ...

أتعرف .....

دائما ما حلمت بمنصب قيادى . وأن أكون قائدة لا تابعة وفعلا تحقق ما حلمت به ..... وغمرنى شعور بالنشوة والسعادة وأنا أجد جميع من حولىيثق فى ويقدرنى ويحترم كلامى وينفذ أوامرى وتعليماتى .... وبالرغم من كل ذلك فإننى معك ، أريد ان أصبح تابع..ترس يدور فى فلكك ..تائه يسترشد بالضى الذى ينبعث منك..أريد أن أتخلى عن شخصيتى القوية العنيدة المسيطرة..أريد أن أصبح الطفلة الوديعة التى تحتاج للإغراق بالحب والحنان والتدليل..

اتذكر كم من مرة كنت أطلب نصيحتك؟!..كنت أريد أن تقول لى عكس ما أريد ..أريدك أن تتمرد على ..تثور..كنت أريدك أن تعطينى أوامر ليست على هواى ..تدخلنى متاهات ,فالمحب أحيانا يجد لذة فى تعذيب ذاته من أجل الآخر..لكن ثقتك بى كانت ترفض هذه المعاملة ..وكنت تخبرنى انى ناضجة بما فيه الكفاية..وبقدر افتخارى بنفسى وانك ترانى هكذا ..إلاأنى أريد أن تكون مثل –أغلب الرجال الشرقيين- وتؤسرنى باوامرك وتعليماتك التى اشتاق اليها..

أتعرف ..أننى لم أنسى يوم أن صارحتنى بأنك بكيت وخشيت من أن يقل مقدار حبى لك!!فى هذا اليوم ردار الحب بدأ يدور ويدور بسرعة اكبر وتأكدت انى اجدت التصويب ,ولم اخطئ فى اختيارى..لانى اكتشفت انى احب انسان ذو مشاعر راقية ،فدموع الرجل غالية وعزيزة وعندما يبكى فاعتقد ان هذا البكاء يمده بالقوة لا الضعف ..لانه يظهر قوة وطهرونبل مشاعره الرقيقة..لا غلظته وصوته العالى وقسوته ..فى تلك اللحظة شعرت أنك طفلى الذى أود أن اضمه لصدرى ،وأخذه بين أحضانى وأجفف دموعه بيدى وألمس وجهه بأناملى الرقيقة التى تذوب على وجه الناعم الملائكى..وأدفئه بأنفاسى واستنشق منه عبير مشاعره الحالمة الرقيقة..

ابعد كل هذا واكثر ..وما زلت تسألنى ..وأنا اسأل نفسى ...لماذا اخترتك؟! ولماذا احببتك؟!.

"الرجل نسر يطير فى الجو فيحكم ما تحته..والمرأة بلبل يغرد فيحكم القلوب..

 

- وتمزقت الشرنقة

 

اخيرا آن لى ان ينفذ الضوء لروحى..يتخلل حجرات فؤادى ويسكنها..الظلام والحزن لابد ان يرحلا عن ذاتى..الشرنقة التى حبست نفسى بداخلها لابد أن تتمزق خيوطها..

شهور طويلة مضت منذ ان انتهت علاقتنا ورحل عنى وأنا على هذه الحالة البائسة واليائسة..إلى أن اكتشفت أن الأحزان لن ترجع الماضى..والذكريات لن تداوى جراحى..التفكير ضاعف سنوات عمرى..الكآبة عمت وجهى الذى ولت منه الابتسامات –التى دائما ما كنت أنعت بها بين زملائى وأصدقائى –ويحسدونى على وجهى البشوش وابتساماتى وضحكاتى الصافية..

-....!! حبى الماضى..

هل أنا حزينة على فقدانه؟ أم حزينة على الأيام التى قضيتها وأضعتها معه؟أم حزينة على وحدتى؟أم حزينة أنى أسات الإختيار ؟أم حزينة أننى تركته يجرحنى ؟أم حزينة لأنى هجرته وجرحته؟؟...

أسئلة كثيرة حاولت أن أجيب عليها..ونصبت لنفسى محكمة ذاتية ..كنت فيها المتهم والمجنى عليه..والقاضى والمحامى والدفاع..وتناقلت الادوار واديتها بكل شفافية ووضوح..واكتشفت اننا بشر ..ولسنا ملائكة معصومين من الخطأ ..نخطئ ونتراجع..نعاقب ونحاسب ..نقسو ونلين..ولكن اقسى ما فينا،اننا نحب بشدة ولو فشلنا فى هذا الحب سرعان ما نتحول لالة حادة تذبح بقسوة..وللاسف تذبح من كان حبيبا..ثم سرعان ما نضع انفسنا فى شرنقة الحزن ونتجرع الماضى ونعانى الامه..واكتشفت حقيقة هامة جدا ..ان الحياة فى استمرارية..لا تتوقف ..العمر لحظات تمر سريعا..الزمن لم يعد له قيمة،خاصة اننا نفقد لحظات كثيرة جميلة عندما نريد ان نوقف الزمن بارادتنا ..الحقيقة أنه لا يقف ..بل يسير بصوره أسرع منا..وفجأة نجده وقد سرق منا لحظات سعادة اضعناها بحماقتنا..واكتشفت أن القوة ليست فى ان نحافظ على انفسنا من السقوط..بل القوة ان ننهض كلما سقطنا..

السقوط له أشكال عديدة..بدايته صعبة ومؤلمة..ولكن الوقوف ثانية يتوقف على مدى قوتنا وصلابتنا ومحاولتنا للنهوض من جديد ..وتوصلت لحقيقة هامة وهى..أنه لم يعد يهمنى من الجانى..من الظالم ومن المظلوم..ممكن اكون اتظلمت وممكن أكون ظلمت ...لو اتظلمت فاكيد قد تعلمت .."فالضربة التى لا تميت تقوى وتعلم"والآن لابد ان ابدأ وانهض من جديد ..أتسامح ..أحب.. اتفاءل..أقبل على الحياة..لابد أن اتذوق حلاوتها واستمتع بمباهجها..وقبل ذلك لابد من التأنى والتريث فى الاختيار فى المرة القادمة..وقبل ذلك لابد أن أؤمن بالقدر وان انفصالنا حدث لأن" الله" لم يرد له ان يكتمل...وأنا على يقين أننى لابد أن أصادف نصفى الآخر وسيأتى يوما ما –حتى وإن طالت المدة..فلابد أن يكتمل نصفى الناقص...

" يتعلم الإنسان من أخطاء..لذلك لا يكفى خطأ واحد.."

" اذا قوى ايمانك ..ماتت مخاوفك.."

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا