ف

راسلنا

منتدى

عن الندوة

أدب وأدباء

صوت الشعر

شعر صيني مترجم

شعر إنجليزي مترجم

شعر مترجم

شعر عربي

 

يوميّـات من قلعة فيبرسدورف

سركون بولص - العراق

 

1

يتحوّل آب الى جهامة أيلول. وفي رأسي

كالغيوم ، ترحلُ الجبال : كتـَلُ الأفكار كثلاجات القطب

تتنقّـلُ بضع َ خطوات في كلّ أبديّـة .

القرية ما زالت تحتفظ بأسرارها ، رابضة ً

بين حقول ٍ تنبسط ُ الى آخر الأفق . ما زال في أركانها

بضع ُ عجائز ، يتبادلن َ آخر الإشاعات ، في الغسق ، قريبا ً من البركة

حيث تطفو بجعة ٌ وحيدة . أعرفُ البيوت ، وحانتها الغارقة

في دخان غلايين الريفيّين؛ أصغي لساعات ٍ

الى أجراس الكنائس العتيقة .

صفَحاتي تطفحُ ليلاً ، تتجمّـعُ الكلماتُ مثل طيورٍ جارحة

في سماء ٍ خافقة ٍ بالنـُذر، زمني طوعُ يدي ، مستعدّ للرحلة القا دمة .

حُرّ ٌ في أن ألامسَ جذرَ المصيبة التي تطاردني عبرَ أيّامي ، من بلدي النائي .

أو أن أنسى المضائق ، وأنطلق صوبَ البحر .

كم من حياةٍ ، إلهي ، مرّت بي

مُعْـولة ً ، آتية ً من هناك ، معصوبة َ العينين لئلا ترى...

الشرّ ، تلك المطرقة ، كم من حياة ٍ تسحقُ كلّ يوم !

كلَّ من لم يعُـد واقفا ً في مكانه ِ تحت الشمس .

2

الريحُ هنا ، شماليّـة ٌ من القطب

ينشطرُ لها الطين ُ في الأراضي المفخورة ؛

تتقشّـفُ لها أيدي الفلاحين . تـُـقلقُ مَنسوبَ الماء في الآبار .

ومن رَهبة ِ هبوبها ، تبقى المحاريثُ عاطلة ً

في حافة الحقل ، والرفشُ في سُبات .

لو أن ّ أحدا ً تجرّأ على الخروج ، فالشتاءُ غُرابٌ

أسحَم ، يهبّ في وجهه كعباءة أرملة .

ولي مدفأتي ، في غرفتي الصغيرة المطلـّة على غابة .

أصغي الى قرقعة الدَرَفات ، الى مصاريع النوافذ الموشكة

على الإقلاع ، فالعواصفُ أليفة ً صارت ، والإصغاءُ إليها عادة .

لا أنا بالهادئ ، البارد الأعصاب

ولا بالمتوجّس ، القلِـق ، المتوثــّب على أقلّ خَشخشةٍ ونأمة .

حَفنة ً بعد حفنة ، َيتذرّى العُمر .

كأنّهُ الحصاد ، والمِذراة ُ في اليد ، والريحُ مُقبلة .

تطفحُ عُزلتي مثلَ جَرّة تحت حنفيّة الصمت .

أنا ملئٌ ، تقدَّ مْ ، أيّها الظلّ . ادخُلْ الى بيتي . وانهَبْ ما تشاء .

 

 

Comments 发表评论 Commentaires تعليقات

click here 按这里 cliquez ici اضغط هنا

ضع إعلانك هنا